ضبابية وتشاؤم غربي قبيل التصويت على مشروع القرار العربي

موسكو تحذر من حرب أهلية حالة تنحى الأسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

طغت الأجواء الضبابيةعلى مشاورات مشروع القرار العربي في مجلس الأمن الهادف الى إنهاء اعمال القمع في سوريا، وسط تشكيك وتشاؤم فرنسيين بتغير موقف روسيا التي حذرت من حرب اهلية في سوريا إذا مرر القرار الذي يدعو الرئيس بشار الاسد الى التنحي، فيما تبذل الولايات المتحدة مساعٍ لتهدئة مخاوف موسكو من أن يفتح القرار الباب أمام التدخل العسكري.

ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للانباء عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله امس ان الضغط من اجل تمرير قرار عربي- غربي بشأن سوريا في مجلس الامن يفتح الباب امام اندلاع حرب اهلية في سوريا.

وأضاف غاتيلوف: «مسودة قرار مجلس الامن بشأن سوريا لن تؤدي الى البحث عن تسوية. الضغط من اجل تمريرها يفتح الباب لحرب اهلية». ولم يتضح ما اذا كانت روسيا ستستخدم حق النقض او تمتنع عن التصويت حين تطرح مسودة قرار أوروبي عربي للتصويت. وتامل الدول الغربية بتبني مشروع قرار يطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد ونقل سلطاته إلى نائبه.

 

تشكيك فرنسي

من جهته، شكك وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في إمكانية أن تنجح الدول الغربية في تغيير الموقف الروسي من مشروع القرار الأممي. وقال جوبيه لإذاعة «يوروب 1» قبيل مغادرته إلى نيويورك لحضور اجتماع مجلس الأمن في نيويورك إن استمرار الصراع لمدة 11 شهرا في سوريا يشكل «فضيحة حقيقية». إلا أنه شكك في الوقت نفسه في إمكانية إقناع موسكو بدعم القرار الغربي الذي تم صياغته استنادا إلى المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية. وبشأن إمكانية نجاح المجلس في إصدار القرار ، قال: «للأسف ، لست متأكدا.. تعارضنا عدة دول ، وأهمها روسيا التي ترفض أي قرار حول سوريا».

 

تهدئة المخاوف

بدوره، قال مسؤول أميركي كبير ان الولايات المتحدة تحاول التعامل مع اعتراضات روسيا على مشروع القرار وتهدئة مخاوفها بأنه قد يفتح الباب أمام تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.

ويحاول دبلوماسيون أميركيون اقناع روسيا بأن هدف الاجراء الذي تدعمه الولايات المتحدة ليس تبرير تدخل عسكري في المستقبل لاسقاط الاسد بل لإظهار تضامن دولي مع حل سياسي يقوده العرب لانهاء الحملة القمعية الدامية التي يقودها ضد معارضيه.

وقال المسؤول الاميركي الكبير لوكالة «رويترز»: «نأمل ان تصغي روسيا لمن هم في المنطقة. نحن نحاول اقناع الروس بأن التعويل على الاسد ليس في صالحهم واعتقد انهم بدؤوا يعتقدون بذلك. الأسد يسقط». لكن المسؤول صرح بأنه حتى الولايات المتحدة التي تركز على المسار الدبلوماسي ستكون غير مستعدة لاستبعاد الخيار العسكري تماما مشيرا الى ان الهدف يظل تحقيق «تحول سياسي سلمي».

واعرب مسؤول كبير آخر في الادارة الاميركية عن تشككه في ان ينجح اقتراح روسي جديد بالتوسط لاجراء محادثات لانهاء الازمة السورية نظرا لان المعارضة السورية «رفضت الفكرة» وان كانت حكومة الاسد قبلت اقتراح موسكو. وقال البيت الابيض ان على الدول القبول بفكرة انتهاء حكم الاسد وان تمتنع عن مساندته في مجلس الامن.

وأقر المسؤول الاميركي الاول بأنه على الرغم من ان موقف الاسد «يزداد يأسا» الا ان المعارضة مازالت منقسمة على الصعيد العسكري رغم المكاسب الاخيرة.

Email