في تطور إيجابي في مجريات المشهد اليمني، توصل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الى اتفاق مع لجان القوى الثورية على تأييد حكومة الوفاق الوطني الجاري تشكيلها، في وقت حذّرت فيه أحزاب المعارضة اليمنية من فشل إعلان الحكومة، إذا ما أصر الحزب الحاكم على إدخال أسماء متهمين بانتهاكات حقوق الإنسان، من بعد أن أقرت قائمة مرشحيها لشغل الوزارات في حكومة الوفاق الوطني، في وقت بدأت القوات الحكومية وقوات المعارضة انسحابهما من مدينة تعز، رغم إطلاق القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح النار على المتظاهرين، ما تسبب في مقتل أربعة.

وأعلن أمس في صنعاء عن توصل الحزب الحاكم في اليمن مع لجان القوى الثورية، والتي كانت ترفض الاتفاق الذي وافقت عليه الأطراف اليمنية بوساطة خليجية وغربية من أجل تنحي صالح عن الحكم مقابل تعهدات بعدم ملاحقته قضائيا.

وقال الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي أيمن أبو اصبع لـ«البيان» ان المجلس الوطني للقوى الثورية سيقدم اليوم أسماء مرشحيه للحكومة، وأضاف أن حظوظ اعلان الحكومة مساء اليوم لابأس بها إذا ما تقدم الحزب الحاكم بمرشحيه في الوقت المناسب.

في الاثناء قال مصدر قيادي كبير في اللقاء المشترك لـ«البيان»، إن «تجمع الإصلاح استأثر بمعظم الوزارات التي كانت من نصيب المعارضة، وخصوصاً وزارة الداخلية والمالية والكهرباء والتربية والتعليم، فيما منح الحزب الاشتراكي وزارة الإدارة المحلية ووزارة التخطيط ووزارة التربية والتعليم.

واضاف: «منحت بقية الأحزاب وزارة واحدة، حيث أعطي للتنظيم الناصري وزارة الإعلام كما منح حزب العدالة والبناء حقيبة وزارة والساحات وزارتين فيما منح حزب الحق وحزب اتحاد القوى الشعبية وزارة».

وطبقاً لهذا المصدر فإن إعلان التشكيلة الحكومة ربما يتأخر أياماً عدة، لأن حزب المؤتمر الشعبي أوكل إلى الرئيس صالح مهمة اختيار أسماء وزرائه لعضوية الحكومة، فيما قام الرئيس بتوكيل هذه المهمة الى نائبه الفريق عبد ربه منصور هادي، ومعه المستشار السياسي عبدالكريم الأرياني.

 

انسحاب من تعز

على الصعيد الأمني الميداني، بدت في الأفق ملامح تهدئة في تعز بعد أيام من التصعيد الدامي، وذكر شهود عيان ونشطاء ان قوات الحكومة اليمنية ومقاتلين من المعارضة بدأوا ينسحبون من أجزاء من مدينة تعز الجنوبية، أمس، بعد أربعة أيام من القصف والاشتباكات التي أسفرت عن سقوط 25 قتيلاً على الأقل.

وقال الناشط توفيق الشعبي في مخيم اعتصام بوسط تعز: «منذ الصباح رأينا دبابات ومدرعات تنسحب من مواقع في الجزء الشرقي من تعز، ولاحظنا أيضاً أن مقاتلي المعارضة انسحبوا من الشوارع».

 

مقتل أربعة

في غضون ذلك، قتل ما لا يقل عن أربعة متظاهرين في تعز بينهم امرأتان عندما اطلقت قوات الحرس الجمهوري النار على تظاهرة مطالبة بمحاكمة الرئيس صالح واقاربه.

من جانب آخر، قتل عسكريان، أحدهما مسؤول كبير، والعشرات من عناصر تنظيم «القاعدة» في حادثين منفصلين في جنوب اليمن.