توتر بين الأنبار وكربلاء العراقيتين عقب «مجزرة النخيب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت محافظتا الأنبار وكربلاء العراقيتان أمس توتراً غير مسبوق، بسبب الاتهامات التي كالها مسؤولو المحافظتين لبعضهما البعض، على خلفية مجزرة النخيب التي قتل فيها 22 شخصاً من كربلاء التي اعتقل رئيس مجلس محافظتها ثمانية من الأنبار اتهمهم بالتخطيط للعملية، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه صالح المطلك أهالي المحافظتين إلى التهدئة، مؤكدين أن المغدورين هم من أبناء كربلاء.

وشن محافظ الأنبار قاسم محمد عبد في تصريحات صحافية امس هجوما لاذعا على رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي متهما إياه بـ«الغدر». وقال إن الموسوي «زار الأنبار وقدمنا له واجب الضيافة، إلا أن المحافظة فوجئت بغدره هو وأفراد حمايته بعد أن خطفوا ثمانية من أبناء المحافظة»، على حد وصفه، مبينا أن «هؤلاء الثمانية تم خطفهم وليس اعتقالهم»، بحسب قوله. واضاف انه «لا يوجد أي دليل بمشاركة هؤلاي في مجزرة النخيب»، التي وقعت قبل ثلاثة ايام راح ضحيتها 22 من الزوار الشيعة غالبيتهم من مدينة كربلاء. وأشار إلى أنه «تم إصدار أمر للقوات الأمنية بالمحافظة بمنع دخول أي قوة إليها من دون وجه قانوني، وفي حال عجزها سيتم الاستعانة بالعشائر». وأضاف محافظ الانبار أن الموسوي «لم يكن صادقا حينما صرح أن العملية جرت بالتنسيق مع عمليات الأنبار، حيث انه وبعد الاتصال بقائدها الفريق الركن عبد العزيز ألعبيدي نفى تلك التصريحات».

وأوضح عبد أن «رئيس مجلس محافظة كربلاء رجل غير عسكري وغير مخول بإجراء عمليات اعتقال»، مشيرا إلى أنه «تم إصدار أمر لقوات الأمن في الأنبار بمنع دخول أي قوة كانت إلى المحافظة دون وجه قانوني».

وكان رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي أكد أن المعتقلين من أهالي الأنبار، مشتبه بهم في عملية النخيب، مشيرا الى ان وحدات من قوات النخبة في شرطة كربلاء توجهت الى الانبار واعتقلت ثمانية مشتبه بهم يخضعون الان للاستجواب في مركز للاحتجاز في كربلاء، مبينا أن أهالي المحافظة «يطلقون النار بكثافة احتفالا بالقبض عليهم».

من جانبه، اتهم زعيم صحوة العراق أحمد أبو ريشة، رئيس مجلس محافظة كربلاء باختطاف الاشخاص من الأنبار بالتواطؤ مع عناصر من قيادة عملياتها، مؤكدا أن العملية انتقامية ضد أهالي المحافظة، فيما أمهل مجلس محافظة كربلاء 24 ساعة لتسليم المعتقلين إلى المحافظة، ومهددا بقطع طريق كربلاءـ سوريا.

 

دعوتان للتهدئة

في هذه الاثناء، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه صالح المطلك أهالي محافظتي الأنبار وكربلاء إلى «التهدئة وعدم الانجرار وراء الفتن»، مؤكدين أن «المغدورين هم من أبناء المحافظتين»، داعين إلى «وقف الحملات الإعلامية والتراشقات الخطابية وتبادل الاتهامات بين هذا الطرف أو ذاك».

وقال المطلك في بيان صدر عن مكتبه إنه «في ضوء تداعيات الجريمة الإرهابية التي وقعت في منطقة النخيب وراح ضحيتها عدد من العراقيين الأبرياء، ندعو المواطنين إلى التحلي بالروح الوطنية وعدم الانجرار وراء التقولات التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وهدم الوحدة الوطنية بين أبناء المحافظات العراقية».

وأكد المطلك أن المالكي أكد خلال اتصال هاتفي معه أن «الإرهاب لا يستثني أحدا»، داعين إلى «وقف الحملات الإعلامية والتراشقات الخطابية وتبادل الاتهامات بين هذا الطرف أو ذاك، لتفويت الفرصة على الإرهابيين من تحقيق مآربهم».

 

Email