10 أيام للسيطرة عليها.. وبن جواد في قبضتهم

ثوار ليبيا على أبواب سرت

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الثوار أنهم بحاجة الى نحو 10 أيام للسيطرة على مدينة سرت مسقط رأس العقيد الليبي معمر القذافي وأحد آخر معاقل دعمه، والتي وصلوا الى مشارفها، بعد سيطرتهم على بن جواد الواقعة على الطريق بين البلدة وبنغازي، فيما عززوا من قبضتهم على المناطق الواقعة إلى الغرب من العاصمة طرابلس بدخولهم بلدة الجميل، في حين يبذل المجلس الانتقالي جهودا محمومة لاستعادة الحياة في العاصمة الليبية مع العثور على العشرات من الجثث المتفحمة قرب قاعدة عسكرية لنظام القذافي.

وقال أحد قادة المعارضة الليبية العقيد سالم مفتاح الرفادي لوكالة «رويترز» امس ان الثوار «بحاجة الى أكثر من 10 أيام للسيطرة على سرت مسقط رأس العقيد الليبي معمر القذافي وأحد آخر معاقل دعمه». وتابع أن قوات المعارضة «تقدمت صوب سرت من الشرق والغرب وتحاول التفاوض مع البلدة لكي تستسلم ولكن ستقاتل اذا لزم الامر». وتابع أثناء زيارة الى بنغازي: «ليس هدفنا الدماء بل التحرير». واستطرد: «ليس هناك فرصة للعودة. ليس هناك فرصة للرجوع. اللعبة انتهت». وقالت مصادر من الثوار إنهم يتأهبون للانقضاض على سرت إذا فشلت المفاوضات التي يجرونها مع قبائل المدينة بشكل نهائي.

وذكر الثوار أنهم في انتظار أن تقصف طائرات حلف شمال الأطلسي منصات صواريخ سكود ومستودعات الأسلحة المحتملة هناك.

وقال قائد للثوار يُدعى فضل الله هارون: «ما نخشاه هو الأسلحة الكيماوية والصواريخ الطويلة المدى. وما إن يفتح لنا الناتو الطريق حتى يتقدم الثوار صوب سرت». وكانت كتائب القذافي أطلقت مطلع الشهر الجاري صاروخي «سكود» من منطقة قريبة من سرت، للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة الليبية قبل ستة أشهر.

 

30 كيلومتراً

وأعلن مسؤول عسكري كبير أن الثوار باتوا على بعد 30 كيلومترا غرب سرت، التي تقع على بعد 450 كيلومترا شرق طرابلس. وقال قائد قوات الثوار في مصراتة، التي بقيت محاصرة لأشهر، محمد الفورتية انهم «اقتربوا لمسافة 100 كيلومترا شرقا من سرت بعد سيطرتهم على بن بلدة جواد، الواقعة على الطريق بين سرت وبنغازي، بعد اربعة ايام من القتال».

وقال انه على الجبهة الشرقية «تمكنا من السيطرة على بن جواد»، وعلى الجبهة الغربية «ثوار مصراتة على مسافة 30 كيلومترا من سرت». وسرت، التي تعتبر أحد أهم معاقل معمر القذافي ومسقط رأسه، اصبحت بين فكي كماشة قوات الثوار القادمين من الشرق من بنغازي ومن الغرب من مصراتة.

 

بلدة الجميل

ميدانيا ايضا، ذكرت تقارير إخبارية أن الثوار عززوا من قبضتهم على المناطق الواقعة إلى الغرب من طرابلس بدخولهم بلدة الجميل بعد أن لاذت كتائب القذافي بالفرار.

وبلدة الجميل كانت واحدة من عدد من الجيوب التي يسيطر عليها الموالون للقذافي الذين ما زالوا في أجزاء من ليبيا رغم تقدم قوات المعارضة. ووفقا لقناة الجزيرة فقد خاض الجانبان مفاوضات استغرقت عدة أيام في محاولة لإنهاء المواجهة بشأن الجميل وترتيب عملية تبادل المعتقلين لكن المحادثات انهارت وسط أجواء من انعدام الثقة.

 

جثث متفحمة

أما في العاصمة طرابلس، فسمع دوي عدة انفجارات واصوات نيران رشاشات في طرابلس، غير انه لم يتضح ما إذا كانت صادرة عن مقاتلين موالين للقذافي أم عن الثوار الذي يحتفلون بسيطرتهم على أغلب مناطق العاصمة التي دخلوها قبل أسبوع. كما عثر الثوار على أكثر من 50 جثة متفحمة، خلال اقتحامهم قاعدة عسكرية تابعة للواء 32 الذي يقوده خميس نجل القذافي.

إضافة إلى عشرات أخرى من الجثث عدد منها مكبل الأيدي، في محيط باب العزيزية. وقال مصدر مسؤول من ثوار طرابلس إن الجثث التي عُثر عليها بمعسكر خميس، تركت بعد إعدام أصحابها وحرقهم قبل أن تفر كتائب القذافي من قاعدة اللواء 32 الواقعة بمنطقة صلاح الدين جنوب طرابلس والتي تعد الثانية من ناحية القوة بعد ثكنة باب العزيزية.

وأوضح المصدر أن الجثث رُميت بالرصاص الحي ثم أُحرقت بالنار بعد سكب البنزين عليها في محاولة لإخفاء معالم أصحابها.

من جانبه أكد ناطق باسم الثوار أنه تم تحرير أكثر من عشرة آلاف سجين مشيراً إلى أنه لا يزال 50 ألفاً في عداد المفقودين

 

توزيع وقود

وفي سياق متصل، قال الناطق بلسان المجلس الانتقالي محمود شمام ان المجلس «سيبدأ توزيع 30 الف طن من الوقود على سكان طرابلس وسيوفر ايضا الغاز للمنازل في غضون اليومين المقبلين». واضاف ان المجلس يعمل على اعادة العمل بمصفاة الزاوية، داعيا «عامة الناس والموظفين من القطاعين العام والخاص والعاملين في القطاع النفطي للعودة إلى أعمالهم».

وقال شمام: «نحن نبدأ من نقطة الصفر، فلا تتوقعوا المعجزات ولكننا نعدكم بالعمل على أنهاء تلك الفترة الصعبة في أقصر وقت ممكن». واعترف بوجود جيوب من المقاتلين المؤيدين للقذافي، قائلا: «يخطئ من يظن انه ليس هناك من يدعم القذافي او ليس هناك طابور خامس يعمل على تعكير السلام في طرابلس».

وتنقطع الكهرباء لعدة ساعات يوميا في العاصمة بينما لا تتوافر المياه في العديد من مناطقها في الوقت الذي بلغت اسعار المواد الغذائية والبنزين ارقاما خيالية فيما تراكمت تلال القمامة في الشوارع تحت اشعة الشمس الحارة. ورغم ذلك ما زال السكان يعملون على مواصلة الحياة الطبيعية فقد فتحت بعض المحال ابوابها السبت وخرج الناس للاستعداد لعيد الفطر.

 

 

قبيلة عبد الفتاح يونس تتوعد بالثأر

 

 

توعدت قبيلة قائد قوات المعارضة عبد الفتاح يونس الذي قتل بعد ان استدعاه قادة قوات المعارضة لاستجوابه، بان تثأر له بنفسها اذا لم ينشر قادة المعارضة نتائج تحقيق في مقتله بحلول نهاية رمضان. وقال طارق وهو احد اولاد يونس في مقابلة في مجمع العائلة ببنغازي ان «الموعد النهائي هو بعد عيد الفطر». ولم يقل طارق على وجه الدقة ما الذي تنوي القبيلة ان تفعله اذا لم تنشر النتائج.

وقال افراد عائلة يونس الذين ينحون باللائمة في قتله على اسلاميين متشددين ان عدم اعتقال المجلس الوطني للقتلة المشتبه بهم لمحاسبتهم سيشير الى اختراق «متطرفين» لهم «اجندة خفية» قيادة المعارضة.

من جهته، قال محمد حامد ابن شقيقة يونس ان «هناك حاجة لمنع تحول استبداد القذافي الى استبداد تلك الجماعات الايديولوجية». وقال ان «هناك من يريد ان تدير البلاد ميليشيات مثل افغانستان». واردف قائلا ان قبيلة العبيدات التي ينتمي اليها يونس وحلفاءها «وعدوا بالانضمام الى الخطوط الامامية ضد المتهمين بارتكاب هذه الجريمة اذا لم ينشر المجلس اسماء المشتبه بهم».

وفي الخارج، تجمع زعماء القبيلة في خيمة مع اعضاء اللجنة التي تراقب سير التحقيق. وقال كثيرون ان عيد الفطر هو اقصى ما يمكنهم انتظاره. وعندما طلب محام عضو في لجنة المراقبة التحلي بالصبر وقال ان التحقيق سيستغرق وقتا طلب منه العديد الصمت.

وقال سعد عبد الله العبيدي وهو شقيق ضابط اخر قتل مع يونس انه لا يعرف ما سيحدث اذا لم تظهر النتائج بعد عيد الفطر. واضاف ان «شباب قبيلة العبيدات غاضبون جدا ويحتاجون النتائج بأسرع ما يمكن». ورفض ناطق باسم المجلس فرضية وقوع اعمال عنف. وقال ان «تحقيقا جنائيا مازال يجري على الرغم من انتهاء تحقيق اداري» . وقال ان «السبب الرئيسي في عدم اعتقال بعض المشتبه بهم هو عدم العثور عليهم».

 

Email