بسبب الخلاف حول مستقبله والموقف من قيام فدرالية بين الشطرين

الجنوب يفجر المجلس الوطني الثوري في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

فجر الخلاف حول مستقبل جنوب اليمن والموقف من قيام فدرالية بين شمال البلاد وجنوبها المجلس الوطني لقوى الثورة الذي شكلته المعارضة بهدف اتمام عملية اسقاط النظام والتمهيد لاقامة دولة جديدة، حيث اعلن 24 قياديا جنوبيا رفضهم المشاركة في المجلس الا بعد الاقرار بمطالبهم .

وعشية الاجتماع الاول للمجلس الوطني فجر 23 من ابرز القيادات في الجنوب قنبلة سياسية من العيار الثقيل بينهم الرئيسان السابقان علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس ورئيس حزب الإصلاح في حضرموت محسن باصرة ووزعوا بيانا رفضوا فيه المشاركة في المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، قائلين «لقد فوجئنا بإعلان أسمائنا في قوام المجلس دون علمنا والاتفاق المسبق معنا لمعرفة رأينا وموقفنا قبل إعلان الأسماء».

وقال البيان «إن أي ائتلاف وطني موسع يضطلع بمسؤولية قيادة الثورة الشعبية السلمية لإسقاط بقايا النظام ينبغي أن يكون في هذه المرحلة، بالمناصفة بين الجنوب والشمال». واضاف : «كان من المهم قبل الإعلان عن تشكيل الجمعية الوطنية والمجلس الوطني، التوافق على الأهداف السياسية، وتحديد موقف واضح وصريح من القضية الجنوبية كقضية سياسية وطنية بامتياز ينبغي أن تتصدر أولويات القضايا في أي تسوية سياسية قادمة تقوم على قاعدة الشراكة والاتحاد الطوعي بين طرفي المعادلة السياسية وهما (دولتا الجنوب والشمال) في وحدة 1990م التي تم وأدها بحرب صيف 1994م، وبما يلبي آمال وتطلعات الشعب في الجنوب باعتباره صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في حسم خياراته الوطنية وتقرير مستقبله السياسي»

واكد موقعو البيان ان«عملية تشكيل المجلس الوطني من قبل تكتل أحزاب اللقاء المشترك قد جرى سلقها بعجالة ودون سابق إعداد وتحضير جيد، وقد طغى عليها الجانب العشوائي والانتقائي»، وطالب المعارضون الجنوبيون بان «تكون تشكيلة المجلس بالمناصفة بين شمال اليمن وجنوبه في المرحلة الراهنة لما للقضية الجنوبية من أهمية في حل مشكلات اليمن الراهنة.

ويظهر هذا الموقف هشاشة المجلس الوطني الذي يفترض ان يمثل جميع القوى التي تطالب بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح تمهيدا لبلورة برنامج يكفل تحقيق هذه الغاية .

وفي بيان منفصل، انضم هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام الموقوفة ليصبح العضو الـ24 من الجنوبيين الرافضين للمجلس، معلناً اعتذاره عن المشاركة بسبب «عدم استشارته مسبقا لضم اسمه، وعدم اطلاعه على صيغة المبادئ والسياسات المرسومة للجمعية الوطنية لقوى الثورة». وأضاف : «كما وأن التجاهل للقضية الجنوبية والحراك السلمي وشهداؤه وجرحاه والخسائر المادية الجسيمة يتصدر قراري بالإعتذار».

 

رفض تحديد مستقبل النظام

واكد قيادي بارز في المعارضة اليمنية لـ« البيان» ان المعارضة ابلغت هؤلاء القادة بادراج اسمائهم في عضوية الجمعية الوطنية ومن ثم في المجلس الوطني واتفقت معهم على الاستمرار في الحوار وابقاء باب الانضمام الى عضوية الجمعية الوطنية مفتوحا، لكن بما يخص مستقبل الوضع في الجنوب، فقد ابلغوا ان المجلس مهمته انجاز الثورة واسقاط النظام وليس تحديد مستقبل البلاد» . واضاف : «قلنا للاخوة في المعارضة الجنوبية انه وبعد نجاح الثورة في اسقاط النظام يجلس الجميع على طاولة الحوار لمناقشة شكل الدولة الجديدة وطبيعتها وكان هناك تفهم واضح لذلك لكن الموقف الجديد كان مفاجئا وربما انه كشف عن توجهات مغايرة لما كنا نناقشه وهي في الاخير تصب باتجاه فصل الجنوب عن الشمال وهو مالا نستطيع القبول به».

 

النموذج السوداني

وطبقا لمصادر سياسية فان الرئيسين علي ناصر والعطاس يريدان اتباع النموذج السوداني في فصل الجنوب عن الشمال من خلال الاقرار باقامة دولة اتحادية بين اقليمين خلال فترة انتقالية مدتها خمس سنوات ثم المطالبة باستفناء على حق تقرير المصير يؤدي في النهاية الى قيام دولة في الجنوب , ففي حين يطالب نائب الرئيس اليمني السابق بانفصال فوري وقال في تصريح له ردا على انشاء المجلس الوطني انه سيظل يتمسك بانفصال الجنوب حتى لو بقي وحيدا في هذا الامر .

وكان الشيخ سالم عبد الله باقطيان خطيب جامع الشهداء اكبر مساجد مدينة المكلا بمحافظة حضرموت قد قال انه «آن الأوان أن تستعيدَ الأجيالُ الحضرمية هويتها وخصائصها وثقافتها وتاريخها وتطالب بحقوقها» , وفي محاضرة له قال باقطيان: «لقد مرت أربعةٍ وأربعون عاماً على تبعية حضرموت لعدن أولاً، ثمّ لصنعاء ثانياً، حاولت خلالها حكومة الجبهة القومية أولاً، ثمّ حكومة الوحدة ثانياً طمس الهوية الحضرمية، وإلغاء خصائص حضرموت بشتى الأساليب والمناهج والوسائل».

 

تحذير من الانقسام

ويخشى المراقبون من استمرار الازمة التي تعصف باليمن منذ ستة اشهر وانعكاساتها على الاستقرار في البلاد ووحدة اراضيها حيث بات محافظات صعدة ومأرب والجوف وعمران خارج سيطرة الدولة فيما واصلت عناصر انصار الشريعة السيطرة على بلدات ومدن محافظة ابين وباتوا يهددون باقتحام مدينة عدن وهو امر من شأنه ان يؤدي الى قيام عدة دويلات داخل البلد الافقر في منطقة الشرق الاوسط والذي يزيد عدد سكانه عن خمسة وعشرين مليون نسمة .

Email