أنصار علي صالح أغرقوا شارع الـ 70 «وفاءً» له

مفاوضات بين المعارضة اليمنية «والمؤتمر» لنقل السلطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تظاهر عشرات الآلاف من المعارضين في العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية أمس مطالبين بنظام «جديد» بعيداً عن الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتلقى العلاج في المملكة العربية السعودية، فيما تقاطر عشرات الآلاف أيضاً من أنصار الرئيس اليمني تعبيرا عن الوفاء والدعم له.. وسط تسريبات عن مفاوضات سرية بين المعارضة والحزب الحاكم تجري برعاية أميركية أوروبية لإتمام عملية انتقال السلطة إلى الفريق عبدربه منصور هادي، الذي انتهت أمس المهلة التي منحتها إياه الثورة الشبابية لقبول نقل السلطة وتشكيل مجلس انتقالي، وقبل العودة المتوقعة للرئيس علي عبدالله صالح من السعودية حيث يتلقى العلاج.

وبحسب مصادر سياسية في العاصمة اليمنية فإن قيادات بارزة في المعارضة والحزب الحاكم، وبرعاية خليجية أميركية أوروبية، باتت على وشك إبرام اتفاق على نقل السلطة إلى نائب الرئيس من خلال الإقرار بأن الرئيس صالح بات عاجزا عن إدارة الدولة ومن ثم فإنه ووفقاً للدستور يصبح الفريق عبدربه منصور هادي رئيسا انتقاليا يوجه بعدها الدعوة لانتخاب رئيس جديد خلال مدة زمنية لا تزيد على 60 يوماً.

وأضافت المصادر أن الأطراف اليمنية وحتى الوسطاء باتوا على قناعة بضرورة تجاوز البند الخاص بتوقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية أو تقديم استقالته إلى البرلمان مادام الدستور يسمح بانتقال السلطة من خلال الإقرار بعجز الرئيس عن ممارسة سلطاته.

وطبقا لهذه المصادر فإن الاتفاق يتماشى والمبادئ التي وضعتها المبادرة الخليجية لنقل السلطة، حيث سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية من المعارضة والحزب الحاكم برئاسة شخصية معارضة، ومن ثم إعادة وحدات الجيش إلى ثكناتها، ورفع كافة المظاهر الأمنية والعسكرية، واحتفاظ الشباب بحقهم في الاعتصامات السلمية، ومن ثم الشروع في التحضير للانتخابات الرئاسية.

وتحدّثت المصادر عن عائق وحيد يقف أمام إتمام هذه العملية وهو إعادة ترتيب وهيكلة وحدات الجيش، بما يؤدي إلى إبعاد أقارب الرئيس عن قيادة هذه الوحدات بما فيها الفرق الأولى مدرع التي انضم قائدها اللواء علي محسن إلى المطالبين برحيل النظام، حيث يخشى أن يرفض هؤلاء الاتفاق وذهبوا نحو المواجهة المسلحة.

 

حشد مظاهرات

إلى ذلك، سار عشرات الآلاف بقيادة شباب الثورة في شارع الستين في صنعاء، مرددين هتافات بينها: «الشعب يريد نظاماً جديداً»، و«الشعب يريد مجلساً رئاسياً انتقالياً».

وطالب المحتجون الذين احتشدوا في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء في جمعة الوفاء لشهداء الثورة وطالبوا خلالها بعدم عودته من السعودية التي أسعف لها للعلاج، كما طالبوا خلال بعدم قمع المحتجين من قبل قوات الأخ غير الشقيق للرئيس صالح المنشق اللواء علي محسن الأحمر.

وحمل المحتجون لافتات مفادها: «علي صالح وعلي محسن وجهان لعملة واحدة.. كلاهما قتل والآن يدعون البراءة»، و«نريد محاكمة السفاح في اليمن او عبر محكمة الجنايات».

ويدفع شباب الثوار باتجاه تشكيل مجلس انتقالي مؤقت لإدارة

شؤون البلاد.. وينتظر المطالبون بالديمقراطية في ساحة التغيير رد فعل من نائب الرئيس اليمني والقائم بأعمال الرئيس عبدربه منصور هادي بعد أن أمهلوه الخميس فرصة حتى يوم أمس للاستجابة لمطالبهم تشكيل مجلس انتقالي.

 

مظاهرة وفاء للرئيس

وعلى بعد كيلومترات، تجمع أنصار الرئيس علي صالح في ميدان السبعين رافعين صوره ولافتات تؤكد الوفاء لشخصه. وطالبوا بمحاكمة من دبر عملية اغتياله الجمعة الماضية مع أركان حكمه.

وقال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أحمد عبيد بن دغر في كلمة أمام المحتشدين أن من دبر عملية اغتيال الرئيس صالح كان يخطط لجرم يريد من خلاله الإطاحة باليمن ورئيسها الذي وحد اليمن ومؤسساته وعزز اللحمة الوطنية. ووصف من دبر عملية الاغتيال بالجريمة وقال: «تآمروا وقتلوا وخاب أملهم بعد ان هاجموا المؤسسات الحكومية وفرحوا برائحة الدم وهم الذين يطالبون بالسلم والقانون». وأكد أن الشارع يترقب عودة صالح من الرياض.

 

توتر

ويأتي هذا الاستقطاب عبر الشارع وسط توترات بين حزب التجمع اليمني للإصلاح أكبر أحزاب المعارضة اليمنية ونشطاء مستقلون، يعتقدون أن الحزب ربما أجرى محادثات مع أعضاء من الجيش أعلنوا انشقاقهم عن صالح، وبينهم قائد الفرقة الأولى مدرعات اللواء علي محسن الأحمر.

يعتقد النشطاء أن تلك المجموعة، الحزب وعناصر الجيش المنشقة، قد تحاول تهميش الثوار الشباب لتستولي على السلطة.

في الأثناء، نقلت الصحف اليمنية أمس عن نائب وزير الإعلام عبده الجندي قوله إنه «لا يمكن الحديث عن انتقال للسلطة قبل عودة الرئيس» ردا على مطالب المعارضة.

 

 

8 قتلى في هجوم عسكري في الحبيلين

 

قتل ثمانية أشخاص، بينهم خمسة جنود، أمس خلال هجوم نسبته السلطات المحلية إلى مسلحين جنوبيين في إحدى المحافظات الجنوبية.

وقالت المصادر ان ثلاثة جنود واثنين من المسلحين قتلوا خلال هجوم تلاه اشتباك قرب الحبيلين الواقعة في محافظة لحج الجنوبية.. في وقت أكدت الإدارة الأميركية ان العمليات ضد القاعدة متواصلة.

وهاجم المسلحون نقطة عسكرية على مشارف مدينة الحبيلين في محافظة لحج حيث تطالب حركة مسلحة بالاستقلال أو حكم ذاتي إقليمي واسع.

وقال مسؤولون إن القتال هو الأول من نوعه في المنطقة منذ نحو ثلاثة شهور.

من جانب آخر، أعلنت مصادر أمنية يمنية مقتل ثلاثة من أفراد عائلة احد عناصر القاعدة خلال قصف جوي استهدف مقاتلين من التنظيم في محافظة أبين الجنوبية.

وقال مسؤول محلي لوكالة «فرانس برس»، رافضا الكشف عن اسمه، ان والد ووالدة وشقيقة عنصر القاعدة نادر الشدادي قتلوا في القصف.

وأضاف أن الحادث وقع قرب جعار احدى بلدات محافظة أبين حيث تتمتع القاعدة بوجود ملحوظ.

يذكر أن مسلحي القاعدة سيطروا في 29 مايو الماضي على زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين ولا يزالون يصدون هجمات الجيش.

وأوقعت المواجهات عشرات القتلى من الطرفين.

 

العمليات الأميركية متواصلة

وكان المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.إيه) ووزير الدفاع المعيّن ليون بانيتا قال أمام مجلس الشيوخ الأميركي انه رغم عدم الاستقرار في اليمن فان العمليات ضد القاعدة متواصلة.

وقال بانيتا إنه «حتى وان كان الوضع مخيفا وغامضا فإننا نواصل فعلا عملياتنا» ضد تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب. وأضاف، امام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ: «نواصل العمل مع اعضاء من حكومتهم للتصدي لتنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب وهم يواصلون التعاون معنا». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن الولايات المتحدة صعدت في الأسابيع الأخيرة غاراتها الجوية في اليمن بواسطة طائرات بدون طيار ومقاتلات ضد ناشطين من القاعدة. وأشارت إلى أن الهدف من الضربات منع أنصار القاعدة في جنوب البلاد من الاستيلاء على السلطة مستفيدين من الفراغ السياسي الحالي.

في هذه الأثناء، صرح مصدر عسكري مسؤول في المنطقة العسكرية الجنوبية أنه «وفي إطار التزام اليمن بمشاركة المجتمع الدولي في جهود مكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره وانطلاقا من ضرورات الحفاظ على الأمن والسكينة العامة ومتابعة العناصر الإرهابية، تمكن أبطال القوات المسلحة والأمن بالتعاون مع المواطنين الشرفاء من أبناء محافظة أبين من تكبيد العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وألحقوا بهم إصابات مباشرة، وحققوا انتصارات كبيرة عليهم في إطار عملية عسكرية أمنية لتطهير مدينة زنجبار والمناطق المحيطة بها من العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة».

وأوضح المصدر أن عددا من قيادات التنظيم وعناصره الخطيرة وجميعهم مطلوبون لأجهزة الأمن، قد لقوا مصرعهم في عمليات نوعية استبسل فيها أبطال القوات المسلحة من اللواء201 واللواء 25 ميكا، خلال هروب تلك العناصر من مدينة زنجبار.

وأكد المصدر أن «أبطال القوات المسلحة والأمن وهم يشددون الخناق على العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في زنجبار والمناطق المحيطة بها فإنهم سيواصلون عملياتهم ضد تلك العناصر ومن يساندها من الخارجين عن القانون للقبض عليها وتقديمها للمحاكمة وتخليص المواطنين من شرورها واستكمال تطهير محافظة أبين كاملة منها وإعادة السكينة العامة»، بحسب ما ورد في البيان.

 

Email