اتهامات للجيش بـ «تسليم» المدينة.. ونزوح كبير من القتال

زنجبار اليمنية في يد «القاعدة» والمعارضة تتهم صالح

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

 

استولت جماعات مسلحة تابعة لعناصر تنظيم القاعدة تطلق على نفسها «أنصار الشريعة» على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بعد يومين من المعارك الطاحنة مع القوات الأمنية خلفت نحو 25 قتيلًا من الجنود اليمنيين، وسط اتهامات من المعارضة السياسية والعسكرية للحكومة وللرئيس علي عبدالله صالح بـ «تسليم» المنطقة للمسلحين، وبالسعي إلى «تمزيق المؤسسة العسكرية» عبر تسليم محافظة جنوبية لمجموعات إرهابية. في وقت قتل 4 متظاهرين وأصيب عشرات آخرون برصاص الشرطة اليمنية، أمس، خلال تجمع مناهض للرئيس اليمني، في مدينة تعز بجنوب صنعاء، وفق ما أفادت مصادر طبية.

وفيما أصدرت قوات الجيش اليمني المساندة للثورة الشبابية بياناً حمل اسم «البيان رقم1» دعت فيه باقي قوات الجيش إلى الانضمام للثورة.. فر الآلاف من سكان مدينة زنجبار بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحين إسلاميين كانوا سيطروا على المدينة فجر الجمعة.

وأصدرت قوات الجيش المؤيدة لانتفاضة الشباب المطالبين بإسقاط النظام، بيانا أطلقت عليه البيان رقم واحد واتهمت فيه صالح بتسليم زنجبار للمسلحين المتطرفين.

وذكر البيان الذي تلاه وزير الدفاع السابق عبدالله علي عليوة أن صالح اصدر «توجيهاته في الأمس للأجهزة الأمنية والعسكرية في أبين بتسليم مؤسسات الدولة للإرهابيين والمجاميع المسلحة». كما اتهم البيان الرئيس بـ «تسليمهم مرافق الدولة ومؤسساتها في صنعاء لمجاميع من البلاطجة المسلحين وسحبهم لوحدات الأمن والحرس الجمهوري من هذه المناطق التي باتت مستباحة من هذه العناصر».

وتلي البيان باسم «قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية» في اليمن وقرأه عليوة في ساحة التغيير في جامعة صنعاء نيابة القوات المسلحة المساندة للثورة الشبابية.

وأضاف البيان: «نهيب ببقية إخوتنا قادة المناطق والألوية أن يعلنوا بكل شجاعة تأييدهم للثورة بالاصطفاف إلى جانب الشعب».

وتابع القول إن صالح يحاول أن يشوه صورة الجيش والأمن ويظهره على أنه مؤسسة فاشلة. إلا أنه أكد على أن الجيش لن يكون أداة لتنفيذ «مخططات صالح المريضة»، بحسب وصفه. وحضّ «الفروع والوحدات والألوية على الحفاظ على وحدة وتماسك المؤسسة العسكرية والأمنية كمؤسسة وطنية واحدة».

واتهم وزير الداخلية الأسبق حسين محمد عرب نظام الرئيس علي صالح بـ «دعم تنظيم القاعدة» عبر تسليم» عدد من المدن بمحافظة أبين، ما أدى إلى سيطرة التنظيم على زمام الأمور في زنجبار.

وقال عرب إن القاعدة لم تشن أي هجوم على زنجبار، وكل ما حدث كان عملية تسليم قامت بها القيادات الأمنية إلى الجماعات المسلحة، وترك العشرات من الجنود المساكين يواجهون مصيرهم، معتبراً أن «نظام الرئيس صالح يريد إغراق المحافظات الجنوبية في فوضى عارمة عبر السماح للجماعات المسلحة التي تدعي انتماءها للقاعدة».؟ ودعا أبناء المحافظات الجنوبية إلى «مواجهة الجماعات المسلحة التي تدعي بأنها قاعدة وهي تتبع صالح»، بحسب تعبيره.

وكانت أحزاب اللقاء المشترك المعارض اتهمت نظام حكم الرئيس علي عبدالله صالح بتسليم المدينة للعناصر المسلحة.

وعبّر المجلس الأعلى للقاء المشترك عن شجبه واستنكاره لأساليب «التضليل الإعلامي» التي يتبعها النظام ومحاولة إقحام اسم اللقاء المشترك في مسؤولية العنف والقتال. وكان حزب الإصلاح المعارض اتهم السبت السلطات اليمنية بتسليم الجماعات المسلحة مدينة زنجبار وبإشراف من قبل رئيس جهاز الأمن القومي.

 

إخلاء وتسهيل

وفي السياق، قال مسؤول الحزب الاشتراكي المعارض في أبين علي دهمس لـ « البيان» إن القوات الأمنية أخلت المدينة ما سهل سيطرة الجماعات المسلحة. وأضاف دهمس أن أركان حرب اللواء 25 ميكا رفض توجيهات أعطيت له بالانسحاب من المدينة، موضحاً أن أفراد اللواء يخوضون مواجهات عنيفة مع العناصر المسلحة تسانده في ذلك قبائل آل باكازم حيث تعهد هؤلاء بمواجهة العناصر المسلحة إلى حين طردها خارج المدينة.

 وقال سكان محليون لـ «البيان» إن مسلحين ملثمين ينتشرون وسط زنجبار وشوارعها والمؤسسات الحكومية، فيما اقتحم المسلحون السجن المركزي بالمدينة وإطلاق المحتجزين بداخله. وقالوا إنهم شاهدوا عشرات الجثث ملقاة منتشرة في طرقات وشوارع زنجبار، وقدروا عدد المسلحين بنحو 150 فقط. إلى ذلك، وجه أهالي زنجبار نداء استغاثة لوقف القصف العشوائي الذي تتعرض له حاليا من قوات الجيش والمسلحين الذين سيطروا على عدد من منشآتها الحكومية . وأشاروا في ندائهم إلى أن الوضع لا يحتمل جراء القصف العشوائي الذي يرافقه انقطاع في الخدمات العامة والماء والكهرباء وشبكات الاتصالات اللاسلكية.

 

نزوح وخوف

وفي هذه الأجواء من الرعب، فر الآلاف من سكان مدينة زنجبار بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحون إسلاميون كانوا سيطروا على المدينة فجر الجمعة. وقال شهود ان معظم سكان المدينة نزحوا في اتجاه مدن جعار واحور وعدن، وشوهد بعضهم وهم يحملون حاجاتهم المنزلية. وقال أحد الهاربين إن «الخوف أجبرنا على النزوح والوضع في زنجبار مأسوي فانا لدي أهل في عدن استطيع العيش معهم لكن هناك أشخاص لا يملكون شيئاً».

 

معارك بشعة

وأكد شهود عيان أن الجماعات المسلحة التابعة لأنصار الشريعة استولوا على مقر الأمن العام والنجدة ومقر المحافظ ولم يتبق إلا مقر الأمن المركزي.. في حين قال مسؤول امني غادر إلى مدينة عدن أن عناصر القاعدة «تمكنوا من السيطرة على جميع المرافق الحكومية ما عدا اللواء 25 ميكانيكي المحاصر» من قبل مسلحي التنظيم المتطرف. وبينما وصف السكان الاشتباكات التي دارت بين الجانبين بـ «العنيفة» و«البشعة».. قال احد ضباط اللواء 25 ميكانيكي إن هناك وساطة قبلية لتسليم المعسكر إلى القاعدة «لكننا رفضنا ولن يحدث ذلك»، مضيفاً القول: «سنقاتل حتى آخر رصاصة ولن نسلم لمسلحين عملوا على قتل زملائنا»، معربا عن أسفه لوجود أشخاص «من السلطة ضمن الوساطة».

 

قتلى في تعز

من جانب آخر قتل 4 متظاهرين واصيب العشرات في تعز وقالت المصادر إن «ثلاثة متظاهرين قتلوا برصاص الشرطة وجرح عشرات آخرون إصابات بعضهم بالغة»، وأفادت اللجنة المحلية لـ«شباب الثورة»، بأن نحو ثلاثة آلاف متظاهر تجمعوا أمام مركز الشرطة في المدينة، مطالبين بالإفراج عن متظاهر اعتقلته قوات الأمن، وحاول عناصر الشرطة الموجودون تفريق الحشد عبر إطلاق النار في الهواء، لكنهم أطلقوا لاحقاً النار على المتظاهرين، بعدما رفض هؤلاء مغادرة المكان، واستقدمت تعزيزات إلى موقع التظاهرة.

 

 

مسلحو الأحمر يخلون المباني الحكومية المسيطر عليها

 

 

 

 

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الزعيم القبلي صادق الأحمر والرئيس اليمني علي عبدالله صالح حيز التطبيق على الأرض أمس، عبر إخلاء وتسليم مبان حكومية سيطروا عليها خلال الأيام الماضية الى لجنة وساطة.

وسلّم مسلحو قبيلة حاشد مبنى وزارة الإدارة المحلية. وقال أحد شيوخ الوساطة واسمه الشيخ عبدالله بدرالدين إن عملية إخلاء باقي المباني وتسلميها بما في ذلك بعض مراكز الشرطة، وأشار إلى وجود «التزام بعدم إعادة استخدام هذه المباني ثكنات عسكرية»، وهو أمر اشترطه آل الأحمر وكان يؤخر إبرام اتفاق الهدنة بين الطرفين.

من جهته اشار رئيس اللجنة عوض باوزير لوكالة «فرانس برس» ان الطرفين «متجاوبان مع لجنة الوساطة وهناك اجتماعات متواصلة مع الطرفين». وأضاف: «ان شاء الله سيكون هناك انفراج للازمة بشكل مرضي لجميع الأطراف وللشعب اليمني».

اما الشيخ هاشم الأحمر، اخو الشيخ صادق، فأكد انه تم تسليم مبنى وزارة الإدارة المحلية إلى الشيخ فائز العوجري من الوساطة.

وقال: «لا نريد أن يكون هناك مواجهات مسلحة داخل العاصمة إلا أن علي عبدالله صالح أرادها أن تكون حربا أهلية ونحن ضد هذا».

وعاد المارة والسيارات إلى شوارع صنعاء التي اندلعت بها معارك

محتدمة خلال نحو أسبوع من القتال الذي أسفر عن سقوط 115 قتيلا على الأقل.. إلا أن الحصيلة مرشحة للارتفاع إذ يؤكد شهود عيان انه حتى اليوم لا تزال جثث مرمية في الشارع بحي الحصبة لان القناصة من الطرفين منتشرون فوق العمارات الكبيرة.

Email