حكاية المطلوب المصري الذي أرّق الأمن الأمريكي 12 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

قتل ابنتيه بدم بارد رمياً بالرصاص عدة طلقات في قلبيهما أودت بحياتهما فجأة ثم وضعهما في "شنطة" سيارته دون أن يأبه، شخصيته غير السوية قضت على ريعان شباب زهرتين في مقتبل حياتهما، ياسر عبد الفتاح السعيد، 63 عامًا، مصري بحث عنه مكتب الفيدرالي منذ 12 عاماً قبل أن يتم تعقبه في مدينة جوستين في مقاطعة دينتون، والقبض عليه، فمن هو الرجل الذي دوخ الـ "اف بي آي"؟

من هو المصري الذي قتل ابنتيه في أمريكا؟
صباح اليوم، أعلن مكتب تحقيقات الـ "اف بي آي" القبض على المواطن المصري ياسر عبد الفتاح سعيد، المطلوب ضمن لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف.بي .آي" لأخطر 10 مطلوبين فارين، وفقا لموقع أهل مصر.

وتم إدراج اسم سعيد على اللائحة في ديسمبر 2014، على خلفية قتله ابنتيه أمينة البالغة من العمر 18 عامًا وسارة سعيد البالغة من العمر 17 عامًا في رأس السنة الجديدة 2008، وقالت الشرطة إنه اقتيد إلى الحجز يوم الأربعاء في مقاطعة دنتون.

وعلى خلفية ذلك تم القبض على اثنين من أقارب سعيد، وهما ابنه "إسلام" وشقيقه "ياسر" في يوليس، بتهمة مساعدته في الإفلات من الاعتقال.

ماذا قال مكتب التحقيقات الفيدرالية؟
قال مات ديسارنو، الوكيل الخاص المسؤول عن المكتب الميداني لمكتب التحقيقات الفيدرالي في دالاس، إن ياسر سعيد كان "مطيعًا وهادئًا" عندما تم القبض عليه في مدينة جاستن، ورفض الإدلاء بتفاصيل حول كيفية اقتفاء أثر سعيد هناك.

وقال ديسارنو إن السلطات تشتبه في أن أشخاصا آخرين ساعدوا في إيواء سعيد على مر السنين، من جهته، قال رئيس شرطة إيرفينج جيف سبيفي: "بعد 12 عاما من الإحباط والطرق المسدودة، لم نتوقف عن مطاردة القاتل أبدا"، مضيفا أن "اعتقال ياسر يقربنا من ضمان تحقيق العدالة للفتاتين".

ماذا عن والدة الطفلتين؟
قالت "باتريشيا أوينز"، والدة الضحايا وزوجة سعيد السابقة لصحيفة "ذا دالاس مورنينج نيوز" الأمريكية إنها شعرت بالارتياح من الأخبار، أنها فقط عدالة السماء هي من أتت بحق بناتي".

واضافت إن السنوات الـ 12 الماضية كانت كابوسًا لعائلتها، لم يكن لديها فكرة عن مكان سعيد، وعلى الرغم من التكهنات العامة حول الدافع، فهي لا تعرف سبب مقتل ابنتيها.

وتابعت قائلة: "كانت بناتي محبة، ومهتمات، وذكيات، ومحببات للجميع، ويساعدن أي شخص، لقد كانتا طفلتين من أكثر الأطفال روعة في العالم، ولم تكونا تستحقان ما حدث لهما."

وأكدت قائلة إن العقيدة الدينية المتشددة لزوجي السابق، جعلته يقتلهما بدافع الخوف من جلب العار بعد رفضهن ارتداء الحجاب، وقد سبق ان ضربهن وحررن محضراً ضده لذا حدث ماحدث.

شهادة الشهود في حادث مقتل فتاتين في تكساس
في عام 1998، اتهمت الفتيات سعيد بالاعتداء عليهن جنسيًا، وأقسمت والدتهما في إفادة خطية أن هذه المزاعم صحيحة.

أسقط قاض في مقاطعة هيل، جنوب فورت وورث، التهم بعد عدة أشهر عندما تراجعت الفتيات، قائلتين إنهما لا ترغبان في الذهاب إلى المدرسة في ريف كوفينجتون وتأملان في العيش مع جدتهما، لكن التأكيدات بأن سعيد كان مسيطرا وسريعا في العنف لم تختف أبدا.

وقال أحد الأصدقاء لصحيفة دالاس مورنينج نيوز إن سارة قالت إن والدها هدد أختها الكبرى عندما علم أن لديها صديقًا، قائلاً إنه أطلق رصاصة في رأس أمينة.

فيما أكدت صديقة أخرى إن أمينة جاءت إلى المدرسة وبها كدمات على جسدها، وقالت ذات مرة إن والدها ركلها في وجهها بعد أن وجد ملاحظات من صديقها.

ووفقاً للشهادة في عيد الميلاد، قبل أسبوع من القتل، هربت الأختان وأمهما من الولاية بعد أن علم سعيد بعلاقات الأختين، حيث استأجروا شقة تحت اسم آخر في تولسا لكنهم عادوا إلى لويسفيل عشية رأس السنة الجديدة.

وفي عام 2017، كشف مقطع فيديو منزلي لسعيد مع بناته، حصل عليه موقع Crime Watch Daily، إلى الانتهاكات التي قال الأقارب إن الأختين عانتا منها.

وأظهرت اللقطات التي سجلها سعيد الفتاتين في غرفة نومهما بينما أدلى سعيد بتعليقات منها "سارة تنام مع بنطالها؟" "واو ، انظر إلى تلك العيون، انا اراقبك."

كيف تم اكتشاف الجريمة؟
قالت التحقيقات إن "سارة سعيد" إحدى الضحايا اتصلت برقم 911 حوالي الساعة 7:30 مساءً في الليلة التي قُتلت فيها، وكانت تتأوه من الألم وتقول "أنا أموت، أنا أموت، أنا أموت ".

تتبعت السلطات المكالمة إلى منطقة لاس كوليناس في إيرفينج لكنها لم تجد أي شيء، بعد ذلك بوقت قصير، اتصل شخص ما للإبلاغ عن فتاتين فاقدتين للوعي في سيارة "جيب" بالقرب من مدخل الخدمة الذي كان يُعرف حينها باسم فندق أومني ماندالاي.

وقد تم العثور على أمينة وسارة، الطالبتان في مدرسة لويسفيل الثانوية، مقتولتين وملطخين بالدماء في سيارة أجرة والدهما، بعد أن تم إطلاق النار على كلتيهما عدة مرات.

وقتها حاصرت السلطات منزل العائلة في لويسفيل في اليوم التالي، ولكن بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع في الداخل، دخلوا ووجدوا المنزل فارغًا.

وقالت السلطات منذ هذا الوقت إن سعيد، وهو مصري الأصل لكنه عاش في منطقة دالاس لسنوات هرب.

وقال رئيس شرطة إيرفينج، جيف سبيفي، إن ضباطه عملوا بلا كلل لمدة 12 عامًا، "ولم يفقدوا أبدًا الثقة أو الأمل في أن نعتقل ياسر سعيد يومًا ما".

واليوم خرج بتصريح: " هذا يوم جيد للقانون وتطبيق العدالة، هذا هو أحد الأيام التي تجعل هذه الوظيفة الصعبة تؤتي ثمارها حقًا."

وردا على سؤال حول النظرية القائلة بأن الأختين قتلا في جريمة شرف، قال سبيفي إنه لا ينبغي استخدام هاتين الكلمتين معًا.

ويذكر أنه تم العثور على جثتي أمينة وسارة في سيارة والدهما في إيرفينج مساء الثلاثاء، 2 يناير 2008، وتوفيت كلتا المراهقين متأثرتين بعدة أعيرة نارية، وصدرت مذكرة توقيف بالإعدام بحق والدهما ياسر عبد السعيد (50 عاما).

اقرأ أيضا

القبض على أخطر مطلوب مصري في أمريكا بعد ملاحقته 12 عاماً

Email