بعد 10 سنوات

مدينة لاكويلا الإيطالية لا تزال تسعى لإزالة آثار زلزال مدمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال مدينة "لاكويلا" الإيطالية والقرى المحيطة تتعامل مع آثار ما بعد الزلزال القوي الذي ضربها في أبريل 2009. وقد تخلى بعض السكان عن الأمل، لكن آخرين يبذلون قصارى جهودهم فى محاولة لإقناع أنفسهم بأنهم يستطيعون يوما العودة إلى ديارهم.

بدأت المأساة الساعة 0332 صباحا بالتوقيت المحلي عندما أيقظ زلزال مدمر بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر السكان في مدينة لاكويلا بوسط إيطاليا والقرى المحيطة في 6 نأبريل 2009.

وكان أحد هؤلاء السكان باولو باولوتشي ، وهو من سكان قرية "أونا" الصغيرة ، الذي تمكن بصعوبة من الوصول إلى بر الأمان على سطح منزله المنهار مع زوجته وأطفاله. وقد بحث بشكل محموم بين الأنقاض عن والدته وشقيقته، إلا أنه أدرك أنه يتعين عليه أن يركز على من هم على قيد الحياة.

ويقول: "لقد قهرنا الموت".

لكن 309 أشخاص آخرين في لاكويلا لم يحالفهم الحظ ، وأقامت إيطاليا لهم مراسم التأبين أمس السبت الموافق السادس من أبريل مع إحيائها الذكرى السنوية العاشرة لهذه المأساة.

بمزيج من مشاعر اللوعة والحزن يتذكر الناجون كل ما حدث في أعقاب الزلزال. لكن جهود إعادة الإعمار شابتها فضائح فساد وأعمال الاستغلال من جانب الانتهازيين الذين حاولوا الاستفادة من الكارثة.

وعندما زارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كنيسة أونا في يوليو 2009 - أي بعد حوالي شهرين من وقوع الزلزال - كانت أطلال جدرانها القديمة تسندها عوارض خشبية ضخمة. وبعد عشر سنوات، تقف الكنيسة مرة أخرى وتلمع أحجارها اللامعة تحت أشعة الشمس.

ولكن عبر الشارع ، لا يزال مدى الدمار الذي خلفه الزلزال القوي مرئيا. فأسطح المباني الحجرية مهدمة، وهناك جدران بأكملها مفقودة، كما توجد مبان سكنية لا تزال غير صالحة للسكن.

وأحد الأسباب التي دفعت ميركل لتفقد عملية إنقاذ "أونا" هو أنه خلال الحرب العالمية الثانية ، قتلت القوات النازية 17 مدنيا هناك. وتعهدت ميركل بتقديم 3 ملايين يورو (4ر3 مليون دولار) كمساعدات لإعادة الإعمار كتعويض من الألمان.

وحسب باولوتشي، فإن السكان المحليين غاية في الامتنان. وقال: "لقد غير الزلزال العلاقة بأكملها مع الألمان".

لكن بالنسبة لمعظم الأشخاص ، لم تعد الحياة في أونا إلى طبيعتها بعد.

ويقول بولوتشي: "الألم ما زال قائما". "لكن هناك أيضا أمل.. في النهاية ، لا يزال هناك إصرار على العودة إلى الديار مرة أخرى".

ومع ذلك، كانت جهود إعادة الإعمار قد شابتها فضائح فساد حيث استفاد بعض الأشخاص من هذه الكارثة.

وأشارت مجلة " لاسبريسو" إلى أن هناك قدرا من الأموال قد "ذهبت هباء " في الفترة التي تلت الزلزال وقبل أن يتم الإعداد لجهود إعادة الإعمار.

فعلى سبيل المثال ، فإنه بالنسبة لقضبان السقالات المستخدمة في إعادة الإعمار، تصل تكلفة كل وصلة معدنية تستخدم في نصب هياكل مؤقتة إلى27.50 يورو بعد الزلزال. ومع استخدام خمسة ملايين وصلة، فإن تكلفة هذا وحده بلغت 137.5 مليون يورو.

وتم إنفاق أكثر من 20 مليار يورو على عمليات إعادة الإعمار، لكن الحى القديم بوسط مدينة لاكويلا ما زال يشبه موقع بناء ضخم.

وفي الشوارع الضيقة بوسط المدينة فإن الخواء أمرا ملموسا . ويمكن رؤية شبكة كثيفة من السقالات بين المباني تحجب الرؤية لأعلى، كما تنبعث رائحة الطلاء والأسمنت الرطب في الهواء، مع وجود سحابة خفيفة من الغبار تترك طعما جافا على اللسان.

 

Email