تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق يقتل صهره ووزيري الدفاع والداخلية ومستشاره الأمني

الجيش الحر يقطع ذراع الأسد الأمنية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في سابقة لم تعهدها سوريا منذ تولي آل الأسد الحكم قبل 42 عاماً، تعرض نظام الرئيس بشار الأسد إلى أعنف ضربة منذ بدء الثورة، تجسدت بمقتل مربعه الأمني المتمثل بوزير الدفاع العماد داوود راجحة، ونائبه آصف شوكت،

صهر الأسد، ورئيس خلية الأزمة ومستشاره الأمني العماد حسن تركماني، فضلا عن وزير الداخلية اللواء محمد الشعار، فيما تضاربت الأنباء بشأن مصير قائد الفرقة الرابعة وشقيق بشار، ماهر الأسد ومدير مكتبه العميد غسّان بلال، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام الاختيار،

في وقت تبنى الجيش الحر العملية التي استهدفت مقر مكتب الأمن القومي في العاصمة، التي شهدت عمليات انتقام واسعة نفذتها ميليشيات «الشبيحة» الموالية، وقصفاً عنيفاً بالطيران من قبل القوات النظامية، هو الأول من نوعه منذ الانتداب الفرنسي، قبل ستة عقود، فضلاً عن انشقاقات بالجملة لقادة عسكريين، أخلوا مواقعهم في عدة مراكز.

وأعلن الإعلام الرسمي السوري مقتل راجحة وشوكت، ثم تركماني «متأثراً بجروح أصيب بها جراء التفجير الإرهابي»، فيما أفادت تقارير إخبارية، نقلاً عن مصادر موثوقة، بمقتل الشعار، في حين أكد مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» إصابة رئيس مكتب الأمن القومي هشام الاختيار بجروح بالغة.

وأوضح المصدر أن «انتحارياً فجر حزامه الناسف داخل القاعة»، التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات امنية، في مبنى الأمن القومي، الذي يحظى بحراسة مشددة في حي الروضة الراقي، وسط العاصمة السورية.

كما قالت مصادر من المعارضة إن العملية لم تكن انتحارية، حيث نفذها أحد عناصر الحرس الرئاسي عبر تفخيخ القاعة التي عقد فيها الاجتماع.

وساد غموض حول مصير ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة، حيث أفادت تقارير أنه تم استهداف مقر الفرقة الرابعة على مشارف دمشق، ما أسفر عن إصابته بجروح، ومقتل مدير مكتبه العميد غسان بلال،

ورئيس الاستخبارات العامة علي مملوك، الذي أفادت تقارير أخرى بإصابته فقط. وقال سكان إن دوي خمسة انفجارات سمعت قرب حي المهاجرين، على مقربة من قاعدة الفرقة المدرعة الرابعة، كما وقع انفجار في حي المالكي المكتظ بالسفارات.

«الحرّ» يتبنى

وتبنى الجيش الحر الانفجار. وجاء في بيان صادر عن القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل: «تزف القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل،

ومكتب التنسيق والارتباط، وكافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات السورية، لشعب سوريا العظيم، نجاح العملية النوعية التي استهدفت مقر قيادة الأمن القومي في دمشق، ومقتل العديد من أركان العصابة الأسدية».

واضاف البيان ان «القيادة تؤكد أن هذه العملية النوعية ضمن خطة، بركان دمشق ــ زلزال سوريا، ما هي إلا محطة البداية لسلسلة طويلة من العمليات النوعية والكبيرة، على طريق إسقاط الأسد ونظامه بكل أركانه ورموزه»،

فيما قام الأسد على الفور بتعيين العماد فهد الجاسم الفريج وزيراً للدفاع، ونائباً للقائد العام للقوات المسلحة، خلفاً لراجحة.

غموض الشرع

وبينما تتداعى أركان النظام، تضاربت التقارير بشأن موقف نائب الرئيس فاروق الشرع، حيث نفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني سميح المعايطة ما تردد من أنباء بشأن فراره إلى الأردن،

برفقة عدد من كبار الضباط في الجيش. وقال المعايطة في تصريح مقتضب لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمّان: «ليس لدينا أية معلومات أو أنباء رسمية حول هذا الموضوع».

وكانت وسائل إعلام تحدثت عن فرار نائب الرئيس السوري فاروق الشرع برفقة عدد من كبار الضباط في الجيش السوري إلى الأردن.

أعنف قصف

وفي سياق متصل مع الحدث الأبرز، تعرضت دمشق إلى قصف هو الأعنف منذ الانتداب الفرنسي في العام 1945، والأول من نوعه بالطائرات المروحية.

وأفادت لجات التنسيق المحلية بتعرض أحياء الزاهرة الجديدة والقدم والحجر الأسود ومخيم اليرموك والميدان وجوبر وبرزة إلى قصف بالطيران المروحي وقذائف الهاون،

كما شن موالون للنظام هجوماً بالسكاكين والأسلحة النارية على حي الحجر الأسود، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، فيما أفاد تقرير بثته شبكة «شام» بوجود عشرات الجثث في الشوارع التي هاجمها «الشبيحة».

كما هاجم شيعة موالون للنظام في حي الأمين حيَّ الشاغور، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.

وبثت قنوات تلفزيون لقطات حية لجنود منشقين وهم يقتحمون موقعاً أمنياً في الحجر الأسود. وبث التلفزيون الحكومي لقطة قال إنها صورت أمس، تظهر رجالًا يرتدون ملابس الجيش المموهة،

يحتمون من إطلاق النار، ويطلقون الرصاص. وهذه أول مرة يعرض فيها الإعلام الرسمي اشتباكات في قلب دمشق.

تفكك وفرار

وذكرت تقارير ميدانية عن حالات انشقاق بالجملة في صفوف القوات الموالية ونوع من التفكك، حيث أخلى عدد كبير من الجنود الحواجز العسكرية في العاصمة السورية وريف حماة وحمص، فيما رد النظام بقصف،

وصفه ناشطون بأنه «جنوني» على أحياء حمص القديمة. وقالت «شام» إن قائد قسم شرطة التضامن في دمشق العقيد محمود البردان أعلن انشقاقه مع عناصره. وأفادت بهروب کافة عناصر الأمن في مخفر الغندورة، التابعة لجرابلس في ريف حلب. ووردت تقارير مشابهة عن فرار الموالين للنظام من أحياء في حمص.

«العلويون» سيقاتلون

بعد دقائق من مقتل وزير الدفاع السوري العماد داود راجحة قبالة مقر وزارته، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن «الحرب في سوريا لن تتوقف حتى بعد زوال نظام الرئيس السوري وسقوطه»،

موضحة أن «السبب في هذا يعود إلى أن الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد، لن تستسلم، وستستمر في القتال لكي تحافظ على بقائها».

وقالت إن «الصراع بين العلويين والسنة يزداد حدة من يوم إلى آخر، وعمليات الانشقاق من صفوف الجيش تشمل أساسا الضباط أو الجنود السنّة».
البيان

حدث وردود

لا سيطرة

قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس إن الوضع في سوريا «يخرج عن السيطرة بسرعة». وأضاف أن المجتمع الدولي بحاجة إلى «ممارسة أقصى درجات الضغط على الأسد، لكي يفعل الصواب ويتنحى، ويسمح بانتقال سلمي للسلطة».

انزلاق للفوضى

حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أن سوريا «تنزلق نحو مرحلة فوضى وانهيار، ومن الضروري التوصل إلى موقف حازم في مجلس الأمن الدولي لتشكيل حكومة انتقالية».

وصرح هيغ للصحافيين ان «حدّة الاشتباكات تتكثف، وهناك تقارير عن معارك تدور كل ليلة في دمشق، والدليل على ذلك ارتفاع عدد اللاجئين».
أ ف ب

ضحايا الابتهاج

قتل طفل وأصيب ثمانية اشخاص بجروح، نصفهم من عناصر الجيش اللبناني، اثر اطلاق مسلحين الرصاص العشوائي في مدينة طرابلس اللبنانية، ابتهاجاً بمقتل المسؤولين الكبار في النظام السوري.

وأفاد مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» أن «مسلحين جابوا شوارع طرابلس في سيارات، وأسلحتهم ظاهرة، وهم يكبرون ويطلقون الرصاص عشوائياً؛ ابتهاجاً». ثم حصل إطلاق النار من منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنيّة المؤيدة للمعارضة، في اتجاه أحياء جبل محسن، ذات الغالبية العلوية، المؤيدة إجمالاً للنظام السوري.

Email