كتاب - المدينة تاريخ عالمي- الحلقة(1)

تطور المدن يحكي قصة الانسان من الكهف الى الفضاءي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى الكاتب أن المدن - الحواضر هي أعظم ابتكار توصل إليه البشر عبر تاريخهم الطويل، أي منذ سكن الإنسان الأول مغارات الكهوف وشعاب الجبال.. ثم تحوّل البشر إلى دساكر الأرياف ومسالك الغابات ومضارب القبائل في بوادي الصحراء وبعدها اهتدى البشر، مع تطور الحضارة إلى اكتشاف أهمية السكن في مواقع تكفل الأمن وتضمن الاستقرار وتهيئ بيئة حاضنة لتكوين رأس المال وممارسة كل أنواع الإبداع الفني والابتكار في مضمار الصناعة وميادين الإنتاج..

وهي المؤسسة أو الموئل الذي بات يعرف باسم «المدينة».. ويرى الكتاب أيضا أن ثمة تماثلا من حيث الغرض والتطور والبنى الهيكلية لمدن العالم القديم والحديث حيث كان الدافع الأساسي في رأيه هو إيجاد موائل ومواقع للمؤسسات والمباني التي تكفل ممارسة الشعائر والعبادات والطقوس الدينية من معابد وأهرامات وكاتدرائيات ثم مساجد جامعة وما في حكمها: هو ما أضفى على مدن العالم منذ إنشائها أبعادا روحية بقدر ما اتسمت به بعد ذلك من أبعاد اقتصادية وسياسية.. ويحرص المؤلف أيضا على أن يتابع هذه المسيرة الإنسانية من التحول الحضري ابتداء من مراحل سحيقة من تاريخ البشر فيما قبل الميلاد بل منذ أن شق الكائن البشري العاقل «هوموسابينز» طريقه في مسالك الحياة فوق سطح الكوكب..

والى مطالع القرن العشرين، مرورا بالطبع بكل ما شهدته الإنسانية من مدن زاهرة في ظل الحضارات العريقة ما بين العراق والمكسيك والصين وإلي مصر واليونان والرومان وصولا إلى العصر الحديث.

لهذا وصفت جريدة «التايمز» اللندنية هذا الكتاب بأنه تاريخ عالمي غاية في الثراء مشيدة بمتابعته الدقيقة لتطور الحضارة في الثقافات والحضارات المختلفة بما فيها المدنية والحضارة الإسلامية، فيما أوجزت جريدة «الفاينانشيال تايمز» الإنجليزية رأيها في الكتاب في عبارات قالت فيها:

ـ إنه يحوي دروسا مهمة بالنسبة للذين سيتعين عليهم أن يديروا أمر مدننا في المستقبل.

مممدينة: تاريخ عالمي الحلقة:1

يأتي إصدار الكتاب عن ظاهرة التحول الحضري وهو انتقال السكن البشري من موائله التقليدية في القرية أو الغابة أو البادية إلى المراكز المستجدة التي تعرف باسم المدينة أو الحاضرة متزامنا ما ما رصده علماء السكانيات واختصاصيو القضايا الديموغرافية من ظاهرة متنامية باطراد في مرحلتنا الراهنة وتتمثل في التحول المستمر من تلك المواقع التقليدية التي اتينا علي ذكرها إلى سكنى المدن والمواقع الحضرية في طول العالم وعرضه .

حيث تذهب أوساط الأمم المتحدة إلى أن منتصف هذا القرن الحادي والعشرين جدير بأن يأتي كي يشهد نحوا من ثلاثة أرباع سكان العالم وهم يعيشون في تلك المراكز والبيئات والأوساط والموائل الحضرية وهو ما يرتبط بداهة بتحولات جذرية كمية ونوعية في أساليب المعيشة والإنتاج والأنشطة الاقتصادية والأنماط السلوكية والعلاقات والوشائج الاجتماعية التي تجسدها مثل هذه التحولات.

العالم يتحول حضريا

ما بالنا إذن وقد أصدر مؤلفنا كتابه هذا في مرحلة بالغة الدقة، فائقة الأهمية في تاريخ التطور الحضري على مستوى العالم كله.. وهي مرحلة يمكن أن نصفها بأنها تشهد ولو بصورة تدريجية محسوسة أحيانا ومستترة أحيانا أخرى - غروب الحياة في البوادي والأرياف ومن ثم التحول إلى سكنى المدن حتى أن هناك اختصاصيي الديموغرافيا - علم دراسات السكان - من يقول بأن نحوا من 75 في المائة من سكان الكرة الأرضية سوف يكونون مقيمين في مدن العالم وحواضره مع حلول منتصف هذا القرن الواحد والعشرين.

يتألف كتابنا من 6 أبواب تضم فيما بينها 17 فصلا ولكن يسبقها ثلاثة أنماط من أساليب الدخول في الموضوع وهي:

(1) تمهيد موجز يعرض فيه المؤلف لأهمية موضوعه ويلمح إلى موقع ظاهرة التحول الحضري في سياق التاريخ.

(2) مقدمة ضافية تبسط أمام القارئ مكانة المدينة في التاريخ الإنساني سواء من حيث احتوائها على مواقع التقديس أو على اكتمال عنصر الأمن والأمان بين ظهرانيها (مقارنة بالريف أو البادية على الأقل) فضلا عن تكاثف النشاط البشري إلى حد الانشغال - هل نقول التزاحم - في أرجاء المدينة وأحيائها.

(3) تقويم زمني (روزنامة كما قد نقول) جهد فيها الأستاذ «جويل كوتكين» - مؤلف الكتاب - في متابعة وتدوين تاريخ المدينة في حياة البشر.. وقد بدأها من مرحلة قديمة، بل هي سحيقة، عند تاريخ 25 ألف سنة أو نحوها قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، كما قد وصفها ـ من باب الاجتهاد فيما نرى - بأنها مرحلة التطور الكامل للكائن الإنساني العاقل..

بعدها تتوالى مراحل الروزنامة منذ إنشاء مدينة أريحا في فلسطين (يسجله المؤلف عند المرحلة 7500 - 6800 قبل الميلاد) وصولا مع توالي الحقب والفترات الزمنية إلى آخر نقطة يقف معها المؤلف من تاريخنا الراهن وهي عام 2003 الماضي وقد شهدت - كما يقول المؤلف - توقعات علمية - إحصائية بأن أغلبية سكان عالمنا سوف يتحولون إلى الحياة في المدن مع ذلك التاريخ، و.. البقية تأتي.

وبعد انتهاء الفصل السابع عشر.. آخر فصول الكتاب.. يعمد المؤلف إلى إنهاء هذا المبحث بخاتمة ضافية بدورها (13 صفحة) تحمل عنوانا منطقيا بكل تأكيد وهو:

المستقبل الحضري (أو فلنقل مستقبل المدينة في حياة سكان الأرض).

يستهل المؤلف فصل التمهيد الموجز بمقولة أقرب إلى الطرافة مفادها ما يلي:

إن تطور المدن يحكي قصة الإنسانية وهي ترتقي صعدا من أصولها البدائية (إنسان الكهف فيما قبل التاريخ مثلا) إلى حيث يفرض هذا الإنسان إرادته ومصالحه على العالم (أو فلنقل على أنواء ومجالي الطبيعة) التي يعيش في كنفها.

إن هذا التطور - التحول الحضري - يصفه أستاذ من باحثي علم الأديان في فرنسا واسمه كما ينقله المؤلف هو «جاك ايللول» - كان نوعا من التعويض الذي حاول به الإنسان أن يعوض عن هبوطه من جنّات عدن إلى كوكب الأرض.. ومن ثم فقد ظل الإنسان في حالة بحث عن بقعة يلتمس فيها مزيدا من الهدوء أو الرفاه وبحيث تكون مناسِبة لمواصلة الكدح البشري وكان اسمها بالطبع هو «المدينة».

تلك هي الدوافع التي يراها المؤلف مشتركة بين الناس حين كانوا يشيّدون المدن التي عاشوا في أنحائها خلال مراحل الزمن القديم، يستوي في ذلك حضارات الشمال الأفريقي أو المكسيك - بلاد ما بين الأميركتين أو «ميزو أميركا» كما يسميها المؤلف.. فضلا عن الهند والصين ثم بلاد ما بين النهرين المعروفة باسم العراق الحديث.

هذا التشابه الكوكبي

في كل من هذه الأحوال والمواقع عمد البشر إلى اصطناع نظام اجتماعي وأخلاقي يتجاوز العلاقات القبلية والعشائرية القديمة التي سبق لها وأن شكلت أنماط العلاقات الإنسانية.

هكذا يرى المؤلف أن تجربة إنشاء المدينة.. أي مدينة يمكن أن تتشابه على هذا الأساس، حتى مع اختلاف الأعراق والمواقع في طول العالم وعرضه.. وهو يحيل في هذا السياق إلى مصدر فرنسي أيضا هو المؤرخ فرناند برودل الذي يقول:

ـ المدينة هي دائما المدينة.. أيا كان موقعها.. أو زمانها أو مساحتها.

ويزيد المؤلف في أوجه هذا التشابه حين يوضح أن كل مدن العالم تتشارك في وجود قوات الشرطة والمراكز التجارية والضواحي الممتدة على مشارفها والمؤسسات والمنشآت المدنية المنبثة في أحيائها.. والشوارع المزدحمة التي تشقها.

هذا ما يسميه المؤلف بأنه «إيقاع» مشترك بين مدن العالم.

يزيد من شراكة هذا الإيقاع حقيقة أن مدن كوكبنا - أو فلنقل مراكزه الحضرية ـ تتشارك في أدائها ثلاث وظائف أساسية هي:

(1) مناطق العبادة والتقديس.

(2) حالة معقولة تجسد الحد الأدنى من الأمان.

(3) سوق تجارية لها فروعها وتوابعها.

وقبل أن يحتفل القارئ بهذه السمات المشتركة.. يبادر هذا المدخل من مطالع الكتاب إلى القول بأن مدن العالم الكبرى في المرحلة الراهنة - بدأ يشوبها للأسف عيوب وسلبيات يمكن تلخيصها، بتركيز شديد، على النحو التالي:

ـ إن الحاضرة الكبرى - المتروبول كما يمكن وصفها كانت قد بدأت موقعا لسكنى الطبقة الوسطى. وكان ذلك آية على تحّول العالم من عصر الإقطاع الذي كان يهيمن عليه سادة الريف الذين يمتلكون الأراضي الزراعية الشاسعة - الأبعاديات والوسايا والشفالك بمصطلحات تاريخنا العربي،.. ومع ازدهار طبقة التجار والصناع واتساع حركة الإبحار والكشوف الجغرافية تحوّل أهل الطبقة الجديدة لسكنى المدن وخاصة مع إنجازات الثورة الصناعية.

والمهم أن تطورت هذه الطبقة الوسطى - البورجوازية بمعنى ساكني المدن.. بكل ما قامت على أساسه من تقاليد العمل الجاد وعدم الاعتداد بالأصول الأرستقراطية ولا الامتيازات الموروثة، قدر اعتدادها ببذل الجهد الشاق..

والاحتفال بالإنجاز العلمي والإبداع الفني وتكريس قيم العمل والاقتصاد في الإنفاق ورفض الدعة والإسراف إلى حد الإهدار والاهتمام بتعليم الناشئة وتربيتهم على هدى من تلك القيم.. وهو ما تجلى أيضا في تكريس مؤسسة الأسرة المترابطة واحترامها كقيمة اجتماعية.

كل هذا بدأ يتهاوى في رأي المؤلف مع تحول المدن المهيمنة - العواصم الكبرى في عالمنا إلى مناطق، لا للحياة الأسرية التي كانت، بل للجذب السياحي ولأسباب التسلية والترفيه - اللهو إن شئت لصالح ضيوف قادمين من كل حدب وصوب.. همّهم الأساسي هو الفرجة، فهم لا يضيفون إلى المدينة اللهم إلا زيادة مواردها المادية.. هنالك اضطرت عائلات الطبقة الوسطى إلى النزوح بعيدا عن المدينة ذاتها وقد زادت صخبا واستغرابا.. إلى حيث سكنوا الضواحي.. ولكن بعد ثمن باهظ دفعته حياة هذه المدن.. وتجسد أساسا في تهتك النسيج الاجتماعي الذي كان قوامه التماسك العائلي والتضامن المهني واتسام المدينة بطابع معروف وشخصية كانت متميزة بكل مقياس.

نبرة تحذير للقارئ

مع هذا كله يبادر مؤلفنا أيضا إلى نبرة احتراس أو تحذير، علمي كما قد نراه حين يختم مدخل التمهيد قائلا:

ـ قد يوافق القارئ تماما على هذا التحليل وقد يختلف معه جزئيا أو كليا.. وما قصدت أن يكون كتابي تحليلا لظاهرة المدينة قدر أن يكون دليلا لرصد هذه الظاهرة.. جذورها ومسيرها ومصيرها في حياة الإنسان على كوكبنا.

و.. هكذا تحدث المؤلف كي يفضي بالقارئ إلى المقدمة العلمية التي يمهد بها أيضا للأبواب الستة التي يتألف منها هذا الكتاب.

تبدأ المقدمة بحكاية ترجع إلى تاريخ محدد هو:

8 نوفمبر/ تشرين ثان عام 1519.

هو اليوم الذي نزل فيه إلى شواطئ المكسيك برنال دياز دي كاستيو: بحار أسباني كان يومها في السابعة والعشرين من عمره كان ينتمي إلى مفرزة من الجند القادمين من مياه الأطلسي.. لا يتعدى عددهم 400 فرد.. اتخذوا طريقهم عبر أهوار من المياه الضحلة والحشائش المشبعة بالرطوبة والحرارة صعدا إلى المرتفعات المكسيكية التي اكتنفها بدورها منظر فظيع يتمثل في عشرات من الجماجم البشرية المصفوفة في خط متراص عجيب فوق المعابد الإقليمية التي تناثرت في أرجاء المكان.

فجأة ارتسم أمام ناظريهم مشهد غاية في الروعة ظل يعيش في وجدان صاحبنا برنال دياز على مدار عشرات السنين إلى أن كتب مذكراته بعد 40 سنة من ذلك التاريخ واصفا المنظر الرائع حيث يقول:

ـ ظللنا نحدق في المشاهد التي أخذت بألبابنا دون أن ندري ماذا نقول.. وهل ما نراه كان حقيقيا أم أنه كان من نسج الخيال.. رأينا شوارع مستقيمة وطرقا ممهدة ومسالك معبدة ومساكن بالغة الأناقة وحسن النظام.. وبحيرة رائعة تمخر مجراها الهادئ عشرات من القوارب.. وعلى الطريق الرئيسي انتصبت جسور ومناظر.. وكلها كانت تفضي إلى محور هذه الروعة وكان الاسم الذي ظللنا نردده أيامها غير مصدقين:

مدينة مكسيكو العظيمة.

نشر الاسباني القديم مذكراته إذ كان يعيش في غواتيمالا (أميركا اللاتينية).. ويرى المؤلف أن كلماته تلك تكاد تماثل كل ما راود أفئدة البشر الذين شاءت مقاديرهم أن يطالعوا لأول مرة في حياتهم تلك الكيانات التي حملت وما برحت تحمل الاسم المعروف: المدينة.تقول كلمات المؤلف بالنص:

ـ جاءت مشاعر برنال دياز أقرب إلى ما سبق وأن راود انسان بدوي من الساميين طالع لأول مرة في حياته أسوار مدينة سومر (العراق) منذ 5 آلاف سنة قبل زمن البحار الأسباني المذكور..

أو ما شعر به موظف صيني من أبناء الأقاليم وهو يدخل مدينة لويانغ في القرن السابع قبل الميلاد، أو ما خفق به قلب مسلم عائد من مكة ضمن قافلة الحجيج وقد شارف أبواب بغداد - دار السلام في القرن التاسع الميلاد.. فضلا عن فلاح إيطالي حاول أن يختلس النظر من خصاص نافذة في باخرة عتيقة كي يطل على البنايات الشاهقة في جزيرة مانهاتن - نيويورك.. وكان ذلك خلال سنوات القرن العشرين.

المدينة حاضنة الإبداع

ويواصل المؤلف حديثه موضحا أن أعظم ابتكارات البشر تمت في رحاب المدن التي يراها قادرة على أن تستقطب، ومن ثم تُطلق النوازع الإبداعية للبشر كي تمارس وجودها ودورها الابتكاري والتجديدي في مجالات شتى ما بين التجارة والدين وما بين الثقافة والتكنولوجيا.

هذا ما ينبئ به سجل التاريخ الإنساني منذ بواكير فجره الذي يكاد ينطوي في ذاكرة الزمان.. يقول المؤلف:

ـ يسود الاعتقاد بأن أقدم محاولات بناء المدن كانت في بلاد ما بين النهرين - دجلة والفرات، ومن واقع هذه الجهود الرائدة انطلقت عشرات الجهود لتبني حواضر منبثة في طول وعرض العالم القديم بما في ذلك مدن أور.. بابل.. نينوي.. منف.. صُور وغيرها.. وكلها شكلت في مجموعها البناء الذي قام على اساسه موضوعيا تراث الحضر في الغرب الأوروبي - الأميركي.

ومثل أي كائن يموج بالحياة.. نشأت المدن في الزمن الغابر.. ونضجت يفاعتها.. ثم آبت إلى كهولة ومن ثم إلى شيخوخة وغروب.. هكذا جاء عصر مؤرخ اليونان القديم هيرودوت ليجد أن بعضا من أعظم مدن ذلك الزمان قد تدهورت أحوالها ومنها مثلا «أور» ونينوي.. لتحل محلها في مضمار التفتح والفتوة مدن وعواصم جديدة مثل أثينا وبابل وسيراكوز.. وتلك حلت محلها بدورها حواضر وعواصم أكثر يفاعة وازدهارا وكان في مقدمتها الإسكندرية وروما.

بين العقيدة والأمن والتجارة

في كل حال يرى المؤلف أن كل مدينة كانت تستمد عظمتها - إن لم نقل سبب وجودها - من عامل العقيدة الدينية.. العامل الروحي.. التعبدي بشكل عام.. من هنا كان لابد وأن تضم كل مدينة تقام شكلا من أشكال المعمار.. المؤسسة.. البناء.. الذي يكتسب نوعا من الإجلال الذي وصل أحيانا إلى حد القداسة، يستوي في ذلك أن تطوي المدينة جوانحها على معابد أو كاتدرائيات أو مساجد أو أهرامات..

وقد اقترن ذلك في رأي المؤلف أهمية أن يسود الأمن ويستتب الانضباط والسكينة والنظام في حياة المدينة التي سوف تحتاج بالضرورة إلى موارد ثرية وامكانات حافلة كي تستطيع أن تؤدي دورها المرسوم، وتلك امكانات لا يمكن أن يوفرها الكهنة أو الكرادلة أو الجنود أو عمال الإدارة ومن في حكمهم بقدر ما يوفرها أيضا القائمون على أمور التجارة وشئون المال والاقتصاد ومن يلوذ بهم من طوائف الحرفيين والعمال والصناع الذين قامت على أكتافهم وعلى ثمرة عقولهم وجهودهم تلك المؤسسة التي مازالت البشرية تعتز بها.. فيما لاتزال تحمل اسمها المتواتر في كل سطور هذا الكتاب: المدينة.

الكتاب:المدينة: تاريخ عالمي

تأليف: جويل كوتكين

عرض ومناقشة :محمد الخولي

الناشر:دار فيونيكس، لندن

عدد الصفحات: 218 صفحة

Email