مصادرة صحيفة «رأي الشعب»

الأمن السوداني يعتقل الترابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتقلت أجهزة الأمن السودانية زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي من دون أن تتبين حتى الآن أسباب هذا الاعتقال. وداهمت السلطات السودانية منزل الترابي الواقع في ضاحية المنسية في العاصمة الخرطوم ليل السبت. وقالت زوجته وصال المهدي في تصريح صحافي إن قوات الأمن أخذت زوجها من منزله دون أن تبين أسباب هذا الاعتقال بعد أن حضرت بعد منتصف الليل في ثلاث سيارات مدججة بالسلاح وأخذته إلى جهة غير معلومة.

وعن سبب الاعتقال قالت وصال انه «ربما اعتقل لإدلائه بتصريحات لصحيفة أخبار اليوم السودانية المستقلة اتهم فيها السلطات السودانية بتزوير الانتخابات الأخيرة».. في حين يقول مراقبون إن الاعتقال ربما تم على خلفية التطورات الأمنية في دارفور حيث تجددت المعارك بين القوات الحكومية وقوات حركة العدل والمساواة المتمردة في الإقليم التي يتهم حزب المؤتمر الشعبي المعارض بدعمها.

أما صديق الترابي، نجل حسن الترابي، فقال إن والده اقتيد إلى مكاتب جهاز الأمن السياسي في الخرطوم بحري.. في حين كشفت مصادر مطلعة عن نقله لاحقاً إلى سجن كوبر.وصرح صديق الترابي بأن قوات الأمن صادرت جميع نسخ صحيفة «رأي الشعب» التي يصدرها الحزب من المطبعة.

وفي السياق، أعلن الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر لوكالة «فرانس برس» أن سلطات الأمن السودانية صادرت فجر الأحد صحيفة «رأي الشعب».وقال عمر إنه «بعد أن اعتقلت سلطات الأمن أمين عام الحزب ذهبت للمطبعة وصادرت كل النسخ المطبوعة ومن بعد أرسلت قوة لمقر الصحيفة في وسط الخرطوم وطردت الصحافيين منه واحتلته»، كما اعتقلت رئيس تحرير الصحيفة أبوزر علي الأمين.

وقال الأمين لوكالة «فرانس برس» عبر هاتفه المحمول إنه «في حوالي التاسعة وعشر دقائق صباحا جاءت مجموعة من الأمن والمخابرات إلى منزلي ووضعوني في سيارة وأخذوني إلى مكاتبهم».. في وقت أكد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي لوكالة «فرانس برس» ان صحافيين اثنين آخرين يعملان في رأي الشعب اعتقلا.

بانتظار التفسير

في هذه الأثناء، قال أعضاء في حزب المؤتمر الشعبي إنهم ينتظرون تفسيرا لاعتقال زعيمهم وأبدوا قلقهم على صحته.ودان المرشح الرئاسي عن الحزب عبدالله دينق نيال هذا الإجراء الحكومي و«يوضح أن السودان لا يسير نحو تحول ديمقراطي»، وحمل الحكومة مسؤولية أي تدهور في صحته.

وعقد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي عبدالله حسن احمد مؤتمرا صحافياً بعد ظهر الأحد هدد فيه بتنظيم تظاهرات احتجاجا على اعتقال الترابي. وقال: «سنقوم بكل الأعمال التي كفلها لنا القانون من اعتصامات ومظاهرات، والحكومة تعرف أننا لم يسجل ضدنا حادثة عنف واحدة، كما سنفضح هذا النظام ونعريه أمام المجتمع الدولي ونحن على استعداد لتقديم أرواحنا فداء لحرية الشعب السوداني».

وكان الترابي اعتقل آخر مرة في يناير 2009 بعد يومين على دعوته البشير لتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية. وكان تعرض للتوقيف عدة مرات من قبل السلطات.وكان الترابي قال عند فرز أصوات الانتخابات الرئاسية والمحلية والولائية التي جرت في إبريل الماضي إن «الاقتراع وحسابه زور، سنرفع الأمر للقضاء، ولكنهم من العسير عليهم معالجته». وأضاف: «لذا قررنا ان نعتزل ما سيترتب على هذه الانتخابات من نيابة ومؤسسات، وحتى لو افلت واحد منا، لن ندخل أصلا (البرلمان)، أو مجالس الولايات».

المهدي في القاهرة

وصل زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي إلى القاهرة قادما من الخرطوم في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يجري خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين تتناول آخر تطورات الوضع في السودان خاصة على ضوء القبض على د. حسن الترابي، وطلب الحكومة السودانية من الإنتربول القبض على رئيس حركة العدل والمساواة الدارفورية د. خليل إبراهيم.

الخرطوم ـ وكالات

Email