40% من شباب أكراد العراق يفضلون الهجرة بحثا عن آفاق أرحب

40% من شباب أكراد العراق يفضلون الهجرة بحثا عن آفاق أرحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بات نحو 40 في المائة من الشباب في إقليم كردستان العراق يرغب بالهجرة إلى خارج بلادهم ما يكشف عن حجم الشباب الذين يريدون تغيير واقعهم عبر الهجرة ، و يؤشر إلى وجود مشكلة حقيقية، تحتاج إلى متابعة وإيجاد حلول لها.

وكانت نتائج مسح أجرته وزارة الثقافة والرياضة والشباب في حكومة إقليم كردستان العراق، بالتعاون مع وزارتي التخطيط والرياضة الاتحاديتين، ومكتب العراق في صندوق الأمم المتحدة للإسكان UNFPA، قد كشفت بأن 40. في المائة من الشباب الكردي العراقي راغبون في الهجرة إلى أوروبا.

وقال مسؤول العلاقات في منظمة «زاب» للديمقراطية وحقوق الإنسان، عبد الله مشختي، أن «النسبة العالية للراغبين في الهجرة إلى خارج البلاد تكشف حجم المشكلة التي يواجهها الشباب في إقليم كردستان، وفي العراق، خاصة من الفئة المتعلمة التي لا تجد فرص عمل مناسبة لها»، ما يستدعي متابعة المشكلة ، وإيجاد حلول لها عبر بحث جاد في مشاكل الشباب في العراق.

وأوضح أن رغبة الشباب في الهجرة ومحاولاتهم لتحقيق ذلك بطرق قانونية أو غير قانونية «لم تتوقف حتى مع تحسن الوضع الأمني والاقتصادي في العراق، مقارنة بما كان عليه قبل سنوات»، وهناك نسبة عالية من البطالة بين الشباب، وهناك من ينتظر بعد تخرجه لسنوات قبل أن يجد فرصة عمل مناسبة، وبوجود الفساد الإداري والخلل في الهيكلية الإدارية تستمر المشاكل، ولذلك فان الهجرة مستمرة، خاصة مع عدم توفر أفق لتحسن الأوضاع وسط غياب البنية التحتية الاقتصادية من مصانع ومؤسسات إنتاجية ومزارع.

وليس كل شاب يمكن أن تتوفر له فرصة التعيين في مؤسسات الدولة، والذي صار حلما، وحتى لو حدث ذلك فان الراتب لن يكفيه لبناء أسرة وضمان حياة مستقرة، بسبب متطلبات المعيشة الغالية في مدن الإقليم، والتي تصاعدت مع التحسن النسبي في الوضع الاقتصادي».

وتصل نسبة البطالة في العراق بحسب نتائج مسح أجري مؤخرا على المواطنين من عمر 15 سنة فما فوق بلغ 1,28بالمائة لكلا الجنسين، ومعدل البطالة للذكور 2,30% في مقابل 16% للنساء، وهي نسب تشير منظمات وجهات غير حكومية إلى أنها أقل من الأرقام الحقيقية التي يقدر بعضها نسبة البطالة بنحو 40%.

ويبلغ متوسط دخل الشاب الذي يعمل في الإقليم في مجالات وظيفية 400 ألف دينار (340 دولارا) شهريا، وهو لا يقارن بما يمكن أن يناله خارج البلاد، لذا يبرز دافع الهجرة بقوة لأسباب اقتصادية، فضلا عن الدافع الاجتماعي الذي يتمثل بفرص حياة أفضل من ضمان تعليمي وصحي وهو ما لا يتوفر في العراق».

وهناك أسباب أخرى تتعلق بحياة الشباب الاجتماعية، حيث أن طبيعتهم تجعلهم يتطلعون إلى العيش في مجتمع حر، ومفتوح يوفر لهم فرص التواصل مع الآخر، وإشباع رغباتهم النفسية المختلفة، بل وتحقيق ذواتهم عبر ضمان فرص إبداعية.

من جهته يرى رئيس منظمة «باو»، وهي منظمة مجتمع مدني ناشطة في إقليم كردستان هوكر جتو، إن الرقم الذي خرج به المسح لنسبة الشباب الراغبين في الهجرة خارج البلاد معقول، خاصة إننا نسمع أن ما بين 20 إلى 50 شابا يحاولون يوميا عبور الحدود إلى تركيا وإيران، ومنها إلى أوروبا، لكنهم يضبطون على الحدود أو على سواحل دول أوربية»، هذا ما عدا الذين يسافرون بشكل قانوني.

وعبر جتو عن قناعته بأن المسح لو قامت به جهة غير حكومية لكانت النسبة أكبر، حيث عادة ما يتحفظ المواطنون عن ذكر آرائهم الحقيقية عندما يسألون من مؤسسة أو جهة تابعة للحكومة.

وخلص إلى القول لو سألت أي شاب كردي هل تريد أن تعيش في مكان آمن وحر وفي وضع اقتصادي متقدم فسيكون جوابه نعم بكل تأكيد، وهذا ما تعكسه نتائج المسح.

لكن وزير التخطيط في حكومة إقليم كردستان يرى أن نسبة الشباب العراقيين الراغبين في الهجرة مماثلة لتلك الموجودة في غالبية دول العالم، مشيرا إلى أنها تعبر عن رغبة الشباب في تغيير نمط حياتهم.

بغداد ـ عراق أحمد

Email