الأمن أولوية إسرائيل في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين

الأمن أولوية إسرائيل في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

حددت إسرائيل تصورها لأي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين، معتبرة ان القضايا الأمنية يجب ان تحتل الأولوية فيه، وهو ما يعني تجاهل كل القضايا الأخرى المكونة للصراع، بالتزامن مع ترجيحها وصول المفاوضات غير المباشرة مع السلطة الفلسطينية إلى طريق مسدود، في وقت دعت السلطة الاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل لتنفيذ استحقاقات السلام.

فقد شدد الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز على «أهمية المسائل الأمنية» في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال لقاء أمس مع الموفد الأميركي جورج ميتشيل، وذلك في بيان للرئاسة.

وجاء في البيان ان بيريز قال لميتشيل ان «تسوية المسائل الأمنية لها أهمية خاصة لأن انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة (في 2005) أعقبه إطلاق آلاف الصواريخ» على إسرائيل.

وأكد بيريز الذي له منصب فخري ان الدولة العبرية تطمح الى «توافق تاريخي مع الفسلطينيين يرتكز الى قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل».

وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية إن «ميتشيل اجتمع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء أول من أمس للمرة الثانية بعدما كانا قد اجتمعا الاربعاء، لكن لم ترشح أية تفاصيل عن اجتماع أول من الأمس».

الى ذلك توقع النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أن تصل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية إلى طريق مسدود.

وأوضح شالوم لصحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية ان «أي زعيم فلسطيني لن يقبل بأقل مما رفضه الرئيس الفلسطيني (الراحل) ياسر عرفات في كامب ديفيد قبل عشر سنوات ولأن أي رئيس وزراء يهودي لن يقترح أكثر مما اقترحه رئيس الوزراء إيهود باراك إسرائيل آنذاك».

واستنتج قائلاً «لذلك أرى حائطاً مسدوداً» أمام المحادثات غير المباشرة. إلاّ ان شالوم قال انه يؤيد المحادثات غير المباشرة التي تدعمها واشنطن لأنه يعتقد انها قد تقود إلى تفاهم كبير بين الجانبين.

وقال «من الجيد ان نتحدث. أنا أؤيد المحادثات». واستدرك قائلاً انه من «الضروري أن يكون لدى الشخص توقعات واقعية». وأكد ان «أية محاولة لفرض حل للنزاع مع الفلسطينيين من قبل الولايات المتحدة أو أي لاعب آخر لن تنجح لأن لا أحد سيقبلها. وإسرائيل لن تقبلها بالتأكيد».

من جهة أخرى لاحظ النائب الاول لرئيس الوزراء الإسرائيلي ان السلطة الفلسطينية تعمل بالفعل وكأنها دولة رغم انه ليست لها حدود، وقال «صحيح، ليس لديهم حدود ولكن نحن أيضاً ليس لدينا حدود».

وشدد شالوم على ضرورة أن تركز المحادثات غير المباشرة على مشاريع اقتصادية وتطوير المناطق الصناعية ومشاريع مشتركة في حقول الكهرباء والصرف الصحي والمياه والبنية التحتية، إضافة إلى زيادة حرية التنقل في الضفة الغربية عبر رفع الحواجز وسبل تمكين الفلسطينيين من محاربة «الإرهاب» وتعزيز الأمن.

وأكد انه لا يعتقد ان الفلسطينيين سيعترفون يوماً ما بإسرائيل كدولة يهودية، غير انه أضاف ان هذا ليس العقبة الأساسية في وجه اتفاق فلسطيني إسرائيلي، مشدداً على ان العقبة الرئيسية هي ما وصفها «تركة عرفات» التي تقوم على رفض اتفاق وصفه شالوم بالـ «سخي» في كامب ديفيد عام 2000. وأضاف ان «عرفات وضع سقفاً عالياً ما جعل من المستحيل على أي زعيم فلسطيني آخر أن يتجاوزه».

استحقاقات السلام

من ناحيته دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات أمس دول الاتحاد الأوروبي لاستمرار بذل كل جهد ممكن لإلزام الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ ما عليها من التزامات في المرحلة الأولى من خريطة الطريق.

وطالب عريقات خلال لقائه في أريحا قناصل وممثلي دول الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الوطنية بممارسة ضغوط على إسرائيل بشكل خاص لوقف النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية، وإزالة البؤر الاستيطانية، والإفراج عن المعتقلين.

رام الله- محمد إبراهيم والوكالات

Email