مستشار الرئيس الأميركي : قضية القدس في نهاية المحادثات غير المباشرة

خطة أوباما تطلق المفاوضات بـ «الحدود أولاً»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مصادر دبلوماسية غربية ان الادارة الاميركية وضعت خطة للمفاوضات التقريبية غير المباشرة الفلسطينية ـ الاسرائيلية المرتقبة الاسبوع المقبل، تقوم على التفاوض على الحدود اولا، في وقت أكد مستشار للرئيس الاميركي باراك أوباما انه سيتم طرح قضية القدس في نهاية المفاوضات غير المباشرة.

وقالت المصادر الدبلوماسية التي رفضت ذكر اسمها ل«البيان» ان «الخطة الاميركية ترمي الى تقليص الهوة بين الجانبين في موضوع الحدود ليصار بعدها ـ في حال النجاح ـ الى الانتقال الى موضوعات أخرى ذات حساسية عالية مثل المستوطنات». وأضافت ان «المفاوضات التي سيجريها بين الجانبين المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشيل ستنصب حول الحدود، خاصة في مدينة القدس».

واشارت الى ان «ميتشيل الذي بدأ المفاوضات غير المباشرة بلقاءات مع الجانب الإسرائيلي، يتطلع الى تقليص الخلاف بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي حول القدس من المساحة الكلية للمدينة، وهي 70 كيلومترا مربعا الى حوالي سبعة كيلومترات مربعة تضم المواقع الاكثر اشكالية بين الجانبين».

وتابعت المصادر «وفي حال تحقق ذلك، يمكن للإدارة الاميركية ان تعتبره انجازا مما يمهد للانتقال الى المفاوضات المباشرة التي ستتناول موضوعات اخرى اشكالية مثل المستوطنات».

وحسب المصادر نفسها فإن «الادارة الاميركية تسعى في هذه المفاوضات الى تطبيق خطة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون التي عرضها في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، والتي حملت لاحقا اسم (كلينتون باراميتر)». وتنص تلك الخطة على نقل السيطرة على الاحياء العربية في القدس الى السلطة الفلسطينية، والاحياء اليهودية الى السيطرة الاسرائيلية، على ان تقدم اسرائيل للفلسطينيين اراضي بديلة بنفس النسبة والنوعية في مناطق اخرى.

من ناحيته قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن المفاوضات غير المباشرة المتوقع انطلاقها الأسبوع المقبل ستكون صعبة ومعقدة.

وأوضح عريقات أن «الجانب الإسرائيلي سيركز على الشكليات، فيما سيركزالجانب الفلسطيني على المضمون» مشيرا إلى أن «إسرائيل ستدعي أنها مع حل لدولتين لكنها ستطلب اعترافا فلسطينيا بيهودية دولة إسرائيل»، مؤكدا أن «الجانب الفلسطيني سيطلب تحديد حدود الدولة الفلسطينية أولا قبل الدخول في تفاصيل الدولتين».

الى ذلك نفى مسؤولون فلسطينيون اعلانا اسرائيليا عن بدء المفاوضات غير المباشرة امس. وقال المسؤولون ان المفاوضات «التقريبية» ستنطلق الاسبوع المقبل بعد مصادقة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على اجرائها في اجتماعها المقرر السبت المقبل.

الى ذلك سعى ديفيد أكسلرود كبير مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تهدئة إسرائيل، وشدد خلال لقاء مع صحافيين يهود في واشنطن على أن الإدارة الأميركية ستستجيب لطلب إسرائيل ببحث قضية القدس في المرحلة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أمس عن أكسلرود قوله أول من أمس إن «الرئيس (أوباما) وافق على أن موضوع القدس لا يمكن أن يكون الموضوع في المحادثات وأنه يجب أن يبقى في نهايتها». من جهة ثانية قال الكاتب اليهودي والحائز على جائزة نوبل للسلام ايلي فيزل إنه يشعر بأنه أقنع أوباما بإرجاء التفاوض بشأن قضية القدس.

ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن فيزل قوله بعد لقائه أوباما في البيت الأبيض أول من أمس إنه «لدي شعور بأنه يحترم نصيحتي بإرجاء البحث في القدس إلى نهاية العملية السياسية» بين إسرائيل والفلسطينيين.

من جانبه، دعا الوزير السابق وعضو الكنيست مائير شيطريت من حزب «كاديما» الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن إهدار الوقت والإعلان أنها مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة وسريعة حول كافة قضايا الحل الدائم من أجل التوصل إلى اتفاق سلام يستند إلى حدود العام 1967. وقال شيطريت للإذاعة العامة الإسرائيلية إن «بالإمكان التنازل عن بعض الأحياء العربية في القدس الشرقية وإقامة العاصمة الفلسطينية هناك».

ترجيح الفشل

في هذه الاثناء اعتبر نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي دان ميريدور ان المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين بات مصيرها الفشل. وقال دان ميريدور الوزير من حزب «ليكود» الحاكم في مقابلة نشرتها صحيفة «جيروزاليم بوست» قبل اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع ميتشيل في القدس المحتلة امس ان «المفاوضات غير المباشرة لن تعطي اي نتيجة».

واضاف الوزير المكلف ملف الاستخبارات والملف النووي والذي يعتبر معتدلا في الائتلاف الحكومي اليميني «بالتأكيد آمل ان تؤدي الى نتائج لكنني لا اعتقد ذلك». وتابع ميريدور «كل طرف سيرغب في اجتذاب الاميركيين الى جانبه، ما سيترك اثرا معاكسا وسيحدث بالواقع تباعدا بين الطرفين». وقال ان «وحدها المفاوضات المباشرة التي سيكون فيها على اسرائيل ان تقوم بخيارات صعبة» لها فرص النجاح.

مواقف متباعدة

الموضوع مواقف إسرائيل مواقف الفلسطينيين

القدس عاصمة إسرائيل لن تقسم، ولكن مستعدون للدخول في محادثات على أساس المواقف الأولية

الحدود قابلة للمفاوضات مع مراعاة الاحتياجات الأمنية لإسرائيل والحقائق على الأرض في مجال الاستيطان

دولة فلسطينية نتانياهو يؤيد إقامتها على أن تكون مجردة من السلاح

ملزمة بالترتيبات الأمنية وبعد الاعتراف بان إسرائيل

هي دولة الشعب اليهودي

حق العودة لا يوجد مفهوم كهذا في القانون الدولي. إذا أرادت

يمكن للدولة الفلسطينية المستقبلية أن تستوعب

اللاجئين في أراضيها وحدها.

التجريد على الدولة الفلسطينية أن تكون مجردة من السلاح

كي لا تشكل خطراً أمنياً دائماً على إسرائيل

الترتيبات الأمنية إسرائيل تصر على ترتيبات أمنية ناجعة وعلى أن يبقى

حضور للجيش الإسرائيلي على نهر الأردن

في كل تسوية مستقبلية

رام الله ـ محمد إبراهيم

Email