دعا غير الموقعين على معاهدة الحظر إلى الانضمام

كي مون: إيران تتحمل عبء الشكوك في برنامجها النووي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لدى افتتاح مؤتمر متابعة تنفيذ معاهدة منع الانتشار النووي في مدينة نيويورك الأميركية أمس الدول غير الموقعة على المعاهدة إلى الانضمام إليها في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن إيران تتحمل عبء الشكوك حيال برنامجها النووي، فيما انسحبت وفود الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لدى إلقاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كلمته التي طالب فيها بمراجعة الاتفاقية.

وقال كي مون في كلمةٍ أمس لدى افتتاح مؤتمر متابعة تنفيذ معاهدة منع الانتشار النووي أمس إن الدول التي تملك أسلحة نووية «عليها أن تؤكد مجدداً بلا لبس تصميمها على إزالة هذه الأسلحة»، مضيفاً أمام مندوبي نحو 150 دولة مشاركة في هذا المؤتمر المستمر حتى 28 مايو الجاري: «أحض الدول التي تملك أسلحة نووية على أن تؤكد من جديد تصميمها على إزالتها.

وعدم حدوث ذلك سيكون خطوة إلى الوراء». كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة الدول غير الموقعة على معاهدة الحد من الانتشار النووي، التي دخلت حيز التنفيذ العام 1970، إلى الانضمام إليها «في أقرب وقت ممكن».

وشدد على ضرورة «أن لا تقع مواد نووية في أيدي جهات غير حكومية أو إرهابيين». ونوه إلى أن إيران «تتحمل عبء الشكوك حيال برنامجها النووي»، مستطرداً: «يتوجب في هذا الصدد الإذعان الكامل لقرارات مجلس الأمن التي تطالبها بوقف التخصيب».

ومع انطلاق المؤتمر، أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستكشف بالتفصيل وللمرة الأولى حجم ترسانة واشنطن النووية.

وألقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كلمةً قال فيها إن الولايات المتحدة «تهدد باستخدام السلاح النووي ضدنا»، مضيفاً أنه «يتوجب مراجعة معاهدة الحظر». ودعا إلى تعليق عضوية الدول التي تستخدم السلاح النووي أو تطالب باستخدامه، فيما انسحبت وفود الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا احتجاجاً على كلمة نجاد.

وكان نجاد اعتبر في تصريحاتٍ سابقة لدى وصوله نيويورك أنه ليس على طهران أن تكسب ثقة الغرب بشأن برنامجها النووي «طالما أنها تلتزم بالقوانين الدولية». وقال: «لا يجدر بنا تقديم عروض لكسب ثقة الغرب طالما أن إيران تلتزم بالقوانين الدولية وتعمل في هذا الإطار»، مضيفاً أن بلاده «ملتزمة بالرقابة الدولية»، ومعتبرا أن الدول الغربية «التي كدست الأسلحة الذرية واستخدمتها واحتكرتها، لا تسعى لبناء الثقة».

عرض برازيلي

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم أن العرض الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إيران لتخصيب اليورانيوم الخاص بها في الخارج لا يزال قائماً. وقال اموريم، الذي زار الأسبوع الماضي طهران في حديث إلى صحيفة «لوموند» الفرنسية إن «طهران لم ترد في حين يرى الذين عرضوا الاقتراح أن العرض قد انتهى...

وإذا لم يعد العرض قائما فذلك أمر مؤسف. لكنني لا أظن ذلك». وأوضح الوزير البرازيلي، الذي تشغل بلاده حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الأمن الدولي وعارضت ما يجري من إعداد عقوبات بحق إيران، أن الملف النووي «يشبه الآن مسألة في الفيزياء:

يجب أن نجد لها الجدول الزمني المناسب وكمية اليورانيوم المناسبة والمكان المناسب لمعالجتها. إنني وجدت لدى الإيرانيين استعداداً ايجابياً». واعتبر اموريم أن «هناك طريقة للمضي قدما» تتمثل في «الاستفادة من الاقتراح الذي عرضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إيران في سبتمبر وأكتوبر 2009 وإدخال التعديلات الضرورية من أجل التوصل إلى اتفاق يأخذ في الاعتبار حساسيات الجميع».

وقال إن العقوبات «لن تسفر سوى عن تشديد مواقف إيران والتسبب في عقوبات أخرى اشد»، مضيفا القول: «لقد شهدنا هذه الحكاية مع العراق» في إشارة إلى القيود التي فرضت على نظام صدام حسين قبل الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة عليه سنة 2003. وأضاف اموريم: «بالإمكان القول إننا سذج وان البرازيل بعيدة، لكن ليس ذلك صحيحا بالنسبة لتركيا أيضا»، في إشارة إلى معارضة البلد المجاور لإيران للعقوبات.

(وكالات)

Email