الإسلام جزء من الكيان الروسي

الإسلام جزء من الكيان الروسي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتقد البعض تحت تأثير الدعاية الغربية حول الحرب في الشيشان أن الإسلام يحارب في روسيا، وهذا في حد ذاته جهل كبير بتاريخ الإسلام في روسيا والذي يرجع لبدايات القرن التاسع الميلادي، كما يعكس عدم علم بتأثير الإسلام على الأدب والفكر الروسي وعلى أعلام الفكر الروس أمثال تولستوي ودستيوفسكي وبوشكين وليرمنتوف وغيرهم.

يقدر عدد المسلمين الروس الآن بأكثر من خمسة وعشرين مليونا، وداخل روسيا الاتحادية عدة جمهوريات ومقاطعات مسلمة تعد الشيشان أصغرها، وأكبر جمهورية إسلامية روسية ذات حكم ذاتي هي تتارستان، وهي من أغنى الجمهوريات الروسية، وعاصمتها قازان ثالث أكبر وأرقى مدن روسيا بعد موسكو وسانبطرسبرج، وقد افتتح في قازان في العام الماضي واحد من أكبر خمسة مساجد في العالم وزاره الرئيس الروسي ميدفيديف، ويعيش في العاصمة موسكو وحدها نحو مليون ونصف مليون مسلم، ولم تأتي وزارة في روسيا تخلو من وزراء مسلمين، منهم الآن وزير الداخلية رشيد عالييف، والشخصية الثانية في الخارجية نائب الوزير الأول سلطانوف، وغيرهما، ويعد الإسلام الديانة الثانية في روسيا بعد المسيحية الأرثوذكسية، والدين الإسلامي والثقافة الإسلامية متغلغلان في التاريخ والثقافة الروسية.

وفي العاصمة موسكو وحدها يوجد أكثر من عشرة مساجد كبيرة منها مسجدان تابعان للدولة بخلاف العديد من المساجد الصغيرة في ضواحي موسكو، وربما لا يعرف الكثيرون أن أكبر مسجد في موسكو بني عام 1934 في عهد الديكتاتور الشيوعي ستالين وبأمر منه كمحاولة لكسب ود الدول العربية بالتحديد.

والمطلع على الأدب الروسي العالمي يجد الكثير عن الإسلام، وليس أشهر من كتاب تولستوي عن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، ورسائل تولستوي الشهيرة مع الإمام محمد عبده، وأيضا أمير شعراء روسيا ألكسندر بوشكين الذي يعتقد بعض المؤرخين الروس أنه اعتنق الإسلام، وما أكثر قصائد بوشكين الرائعة عن الإسلام ونبيه العظيم.

الرئيس السابق بوتين صرح عام 2007 بأن روسيا تواجه مشكلة تناقص عدد سكانها، وقال انه يضع أمالا كبيرة على المسلمين الروس المشهورين بكثرة الإنجاب، والكنيسة الروسية مشهورة بعلاقاتها الودية الجيدة بالمسلمين بشكل يثير غضب شديد لدى اليهود الروس، وعندما سأل أحد الصحفيين اليهود بوتين عن خطر تنامي عدد المسلمين في روسيا أجابه قائلا: «لا تنسى أنهم مواطنون روس وليسوا مهاجرين أجانب».

ويتمتع المسلمون بكافة المزايا والحقوق التي تمنحها الحكومة للجميع، وربما أكثر بكثير، حيث يؤدي فريضة الحج سنويا على نفقة الدولة أكثر من خمسة وعشرين ألف حاج روسي.

رئيس متحف الأرميتاج الشهير في سانبطرسبرج البروفيسور «ميخائيل بتروفسكي» وهو «مسيحي»، في عام 2004 أثناء الحملة الغربية الشرسة على الإسلام والمسلمين أخذ الجناح الإسلامي في المتحف في جولة في أوروبا لعدة شهور ليعرض على الأوروبيين الحضارة الإسلامية العظيمة، ولم نسمع عن دولة إسلامية واحدة فكرت في مشروع أو عمل مشابه.

والكثير عن الإسلام في روسيا التي يتهمونها زوراً باضطهاد المسلمين.

Email