طاقة صديقة للبيئة

طاقة صديقة للبيئة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اشتداد الدعوة إلى تنقية المناخ الكوكبي والتماس مصادر غير مطروقة للحصول على الطاقة النظيفة من واقع موارد متجددة بمعنى غير قابلة للنضوب أو الاستنفاد، تجلت الحاجة إلى استغلال الطاقة الكامنة في الرياح لاسيما وأن الرياح ورد ذكرها في مواضع شتى من كتاب الله الكريم سواء بوصفها عنصرا له قيمته الايجابية في حياة البشرية، أو باعتبارها أداة تسخرها السماء لإنزال العقاب على الخاطئين من بني الإنسان.

وتدل أحدث الدراسات على ما شهدته الفترة القريبة الماضية، عام 2007 ـ 2008 بالذات من توسع في استخدام طاقة الرياح من أجل توليد الكهرباء في بلدان العالم المختلفة وفي مقدمتها كل من الولايات المتحدة والصين وألمانيا واسبانيا والهند فضلا عن عدد من البلدان العربية الأفريقية.. وباعتبار أن الطاقة الريحية ـ شأنها شأن الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة غير التقليدية وغير الأحفورية ـ مازالت في طور رائد أو استهلالي من حيث الاستخدام والانتفاع الاقتصادي، فإنها ما برحت تخطو بصورة وئيدة أو متدرجة سواء فيما يتعلق بالاستثمارات الموظَّفة في ميدانها أو بحجم القوى العاملة في هذا الميدان الذي ينتمي إلى ما أصبح يعرف باسم المجالات «الخضراء» الذي يعد مجالا صديقا للبيئة الكوكبية حيث تحرص الأوساط المختصة على خفض انبعاثات الكربون التي تؤدي إلى تلويث أجواء الكوكب ومن ثم إطلاق غازات الاحتباس الحراري التي تفضي بدورها إلى ارتفاع درجات الحرارة على أديم اليابسة وسطح البحر على السواء. ومع هذا كله فالإحصاءات المتاحة عن طاقة الرياح واعدة ومبشرة بالتوسع في المستقبل.

يذكر القرآن الكريم الرياح في 27 موضعا في سُوره المضيئات. وفيما درج الأقدمون على التعامل مع هبوب الرياح على أنها بشير بالمطر وأحيانا على أنها نذير من لدن السماء إذا كانت ريحا صرصر عاتية، فإن المحدثين في زماننا تحولوا بتفسير الريح وإمكاناتها إلى منحى آخر.. مستجد تماما حسب احتياجات العصر الذي نعيش فيه..

وبالتحديد على ضوء الأزمة الجوهرية التي تواجه البشرية في المرحلة الراهنة.. وهي ببساطة ما يلي: أزمة الطاقة.وهي كما لا يخفى مشكلة متعددة الأبعاد.. ما بين الطبيعة الناضبة غير القابلة للتجدد أو للتعويض، تلك التي تتسم بها المصادر الأحفورية للطاقة وفي مقدمتها مصدر الفحم ومصدر البترول ومصدر الغاز الطبيعي.

هذا فضلا عن أصابع الاتهام التي لا تفتأ تُوجه إلى هذه المحروقات الناشئة عن مواقع البر والبحر، وهي التي طالما شكلت وقود الثورة التصنيعية بمعنى نقل البشرية من طور التخلف الماضي إلى إنجازات العصر الحديث.

Email