مطالبة فلسطينية بتوفير الدعم العربي لتعزيز صمود القطاع

أطفال غزة يتظاهرون ضد الحصار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تظاهر عشرات الأطفال الفلسطينيين في مدينة غزة بدعوة من حركة المقاومة الإسلامية «حماس»،امس، للاحتجاج على تشديد الحصار الإسرائيلي المستمر منذ يونيو 2007 ، وسط دعوات فلسطينية بتوفير الدعم العربي السياسي والمالي لتعزيز صمود غزة .

وشدد الأطفال في احتجاجهم وسط مدينة غزة على تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي جراء وقف الاتحاد الأوروبي تمويل السولار الصناعي الذي تورده إسرائيل لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.

كما احتج الأطفال على أزمة نقص غاز الطهي، واستمرار إغلاق معابر قطاع غزة التجارية، إلى جانب إغلاق معبر رفح البري مع مصر، ما يعيق النقل الحر للإمدادات الإنسانية وإعاقة تنقل سكان القطاع. ورفع الأطفال عبارات تندد بالحصار بينها «من حقي أن أتنقل بحرية»، و«أغيثوا أطفال غزة»، مرددين شعارات تطالب برفع الحصار وفتح المعابر لتمكينهم من الحياة الكريمة.

وقال أحد الأطفال المتظاهرين إن «رسالتهم هي إبلاغ المجتمع الدولي أن الحصار ينغص حياة الأطفال ويحرمهم من أبسط حقوقهم». وقال قائمون على التظاهرة إن «أطفال غزة من أكثر الفئات تضرراً بالحصار وتداعياته، ورسالتهم اليوم تطالب بتدخل دولي وعربي عاجل لوقف هذه المعاناة».

دعم عربي

الى ذلك طالب النائب الفلسطيني جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ، الدول العربية والإسلامية بتوفير الدعم السياسي والمالي والمعنوي لتعزيز صمود قطاع غزة المحاصر.

وأكد الخضري في كلمة ألقاها أمام وفد البرلمانين العرب في مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة غزة «أهمية زيارتهم في اختراق الحصار الإسرائيلي، بجانب إطلاعهم على واقع قطاع غزة، ونقل مشاهداتهم إلى المجتمع الدولي.. مشدداً على أهمية توحيد الصف الفلسطيني وصموده، بجانب تعزيز الأمتين العربية والإسلامية لهذا الصمود» .

وقدم الخضري لوفد البرلمانيين العرب الذي يزور القطاع لأول مرة تصوراً متكاملاً حول عدد من المشروعات التي تدعم السكان، كمشروعات كفالات الأيتام والطلاب، ومشروعات إصلاح الأراضي الزراعية وترميم ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية جزئياً خلال حربها على القطاع، وتأهيل معاقين، فيما ثمن زيارة الوفد ودوره في دعم الشعب الفلسطيني .. معرباً عن أمله أن «تحقق الزيارة نتائج إيجابية لكسر الحصار ومساندة مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع» .

وعرض أمام الوفد الآثار التي خلّفها الحصار في مختلف مناحي الحياة، والنتائج الكارثية الخطيرة التي يعايشها سكان القطاع الذين يعيشون بلا مأوى، وحاجتهم لمنازل جديدة ومرافق صحية وتعليمية يفتقر إليها القطاع . وأوضح أن« إغلاق مئات المصانع جراء إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الخام وتعطل حوالي 140 ألف عامل بجانب آلاف الأسر تعيش على المساعدات الإغاثية».

جريمة كبيرة

على صعيد متصل، وصف النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي (البرلمان) جمال زحالقة، استمرار الحصار على قطاع غزة بأنه جريمة بحق مليون ونصف مليون مواطن فلسطيني.

وقال زحالقة إن «الحصار هو عقاب مفروض على كل رجل وامرأة وكل طفل وطفلة في غزة، وهو يمسّ كافة مناحي الحياة؛ من صحة وتعليم وسفر وبناء وعمل، ويشكّل خرقاً لكافة حقوق الإنسان المتعارف عليها دولياً بلا استثناء».

جاءت أقوال زحالقة تلك خلال تقديمه اقتراحاً لجدول الأعمال، تطرّق فيه إلى مأساة 762 معاقاً بإصابات عمل خلال عملهم داخل إسرائيل، حيث كانوا يتلقون مخصصات شهرية من التأمين الوطني، حتى نهاية عام 2008، لكنها قُطِعَت عنهم منذ الحرب على غزة، ولم تحوَّل لهم منذ 14 شهراً.

وأشار زحالقة إلى تقرير في صحيفة «هآرتس» أفاد بأن «وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قرر السماح بتحويل 25 مليون شاقل لهؤلاء المعاقين، ولكنهم لم يتلقوها حتى الآن بسبب خلافات حول آلية التحويل، التي اصبحت معقدة بعد إعلان إسرائيل عن مقاطعتها للبنوك في غزة».

واستعرض زحالقة المآسي التي يخلّفها حصار غزة، ومنها وفاة 88 مواطناً خلال العامين المنصرمين بسبب حرمانهم من العلاج الصحي خارج القطاع، وأكثر من 200 مواطن منذ عام 2005. وذكر زحالقة بأن 76 مواطناً استشهدوا، وجُرح المئات بسبب الاعتداءات الاسرائيلية بعد نهاية الحرب في مطلع.

Email