سباق مع الزمن بين وجهتي نظر

سباق مع الزمن بين وجهتي نظر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجمع معظم الأفغان ابتداءا من مقاتلي طالبان في الجنوب إلى السياسيين الطاجيك في الشمال وصولا إلى رجل الشارع في كابول على أن هناك دولة أجنبية واحدة يمكن الإعتماد عليها وهي السعودية.

ومن منظور الرئيس الأفغاني حامد قرضاي فإن ذلك يجعل السعودية الشريك الأقوى للدخول في مفاوضات حقيقية مع طالبان. وتعد الرياض بالفعل مركز معظم جهود السلام المبذولة حول افغانستان حتى الآن.

وفي المقابل تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إن المحادثات مع طالبان ينبغي أن تنتظر إلى أن يتاح الوقت لألوف المقاتلين الأميركيين والأوربيين الجدد الواصلين إلى أفغانستان لقلب الموازين ضد طالبان في ميدان المعركة. وفي الوقت الحالي ينطلق سباق مع الزمن بين وجهتي النظر لا يدري أحد نتيجته حتى الآن.

واشنطن تقلب صن تسو رأساً على عقب

عندما نقارن الحكمة التي صاغها المفكر الاستراتيجي الصيني صن تسو في مؤلفه الكلاسيكي «فن الحرب» الذي يعود إلى عام 400 قبل الميلاد ـ عندما نقارنها بتشديدها على أهمية التقويم الكلي للوضع في أي صراع بالآلية التي يتعامل بها الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الوضع المتصاعد في أفغانستان فإن صورة فظيعة تبرز عند أبسط مستويات عملية صنع القرار.

فالنقاش العام في أمريكا يتركز حول جانب واحد من هذا التقويم وهو الجانب الذي يدعو إلى المزيد من التصعيد في أفغانستان، وذلك على الرغم من أن الحجج التي يستند إليها دعاة التصعيد هي حجج معيبة ولا تستند إلى تقدير نقاط الضعف والقوة عند الخصم على الساحة الأفغانية.

حلقة من التجاذبات الخارجية تحيط بكابول

على الرغم من أن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف ناتو يتصدون لقيادة الجهود المبذولة لضمان الاستقرار في أفغانستان إلا أن الكثيرين من جيران أفغانستان الأقوياء يهتمون أيضا بما ستصير إليه الأمور في كابول فقد استثمر كل من الصين، الهند، إيران، باكستان، وروسيا الكثير من الجهد والموارد في أفغانستان، وعلى سبيل المثال فإن بكين قد استثمرت مليارات الدولارات في مناجم النحاس هناك وإيران تصب المساعدات صبا في المناطق الأفغانية المجاورة لحدودها.

وانطلاقاً من الصالح الوطني فإن هذه الدول تترك للغرب خوض غمار المهمة الصعبة المتمثلة في مقاتلة طالبان. وبالنسبة للبعض الآخر فإن الخلافات حول قضايا غير مترابطة قد حالت بين هذا البعض وبين التعاون على نحو أكبر فيما يتعلق بأفغانستان.

Email