رياح المتاعب تهب على المارينز في آسيا

رياح المتاعب تهب على المارينز في آسيا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد شهر من استسلام الألمان في مايو 1945، تحولت عينا أميركا إلى الشرق الأقصى، حيث وقعت أكثر المعارك دموية في جزيرة أوكيناوا.

ولقي أكثر من 12 ألفا من مشاة البحرية والجنود الأميركيين مصرعهم، وفي 82 يوما من القتال الشرس لقي عدد من الجنود مصرعهم، يضاهي ضعف العدد الذي سقط طوال سنوات الحرب في العراق وأفغانستان. وفي غضون أسابيع من انتهاء القتال، ألقيت قنبلتان ذريتان على هيروشيما وناغازاكي. وبعد ثلاثة أسابيع، استلم القائد الأعلى لقوات الحلفاء الجنرال ماكارثر وثيقة استسلام اليابانيين على متن حاملات الطائرات الأميركية «ميسوري». كان ذلك قبل 65 عاما، وهي مسافة بعيدة جدا عن زمننا الحاضر، وما زال مشاة البحرية منذ ذلك الحين في أوكيناوا، ولكن في عام 2006 فاوضت الولايات المتحدة اليابان على صفقة تدفع بموجبها 26 مليار دولار لنقل 8000 من مشاة البحرية إلى غوام، ومشاة البحرية الآخرين إلى فوتينما.

وبرز إشكال العام الماضي عندما نُحي الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي فاوض الأميركيين على الاتفاق، عن سدة الحكم عقب انتخابات فاز بها الحزب الديمقراطي الياباني الذي تعهد باتباع سياسة أكثر توازنا مع أميركا والصين. وأشار رئيس الوزراء الياباني الجديد يوكيو هاتيوما، إلى أنه لن يتساهل مع اتفاقية «فوتينما» الجديدة، ووعد بمراجعتها وتقرير مصيرها في مايو المقبل.

وقد انتخب اليابانيون في ناغو رئيس بلدية جديدا التزم بإزالة القاعدة العسكرية الجديدة. وقد تظاهر آلاف اليابانيون في طوكيو مؤخرا، محتجين على قاعدة مشاة البحرية الأميركيين الجوية في ناغو. وطالب بعضهم بطرد الجنود الأميركيين من اليابان. وقد أجج رئيس الوزراء الياباني الجديد هذه المشاعر.

وفي الشهر الماضي أنهى مهمة اليابان المستمرة منذ ثمانية أعوام في إعادة تزويد السفن الأميركية بالوقود المشاركة في جهود الحرب ضد أفغانستان.

وكل هذه الأمور تثير سؤالا وهو: إذا إذا كانت طوكيو لا ترغب بتواجد مشاة البحرية الأميركية في أوكيناوا، فلماذا تصر واشنطن على وجودهم؟ وإذا كان اليابانيون يعتبرون أن مشاة البحرية يسببون إزعاجا عاما لهم، وليس كقوة حماية، فلماذا لا نزيل هذا الإزعاج المسبب للتهيج، وتتم إعادتهم إلى الديار؟

والسؤال الأهم هو: لماذا لا نزال ندافع عن اليابان؟ فهي لم تعد دولة ضعيفة ومحطمة كما كان الحال عام 1945، لكنها أصبحت ثاني أكبر اقتصاد على سطح الأرض، ومن بين أكثر دول العالم تطورا في المجال التكنولوجي.

لقد ذاب الحلف الروسي الصيني الذي كان قائما أيام الحرب الباردة في زمن الاتحاد السوفييتي، وحتى إذا حدث أي صراع بين الصين واليابان بشأن جزر سنكاكو المتنازع عليها في شرق بحر الصين، فهذا لا يعني الأميركيين بشيء. ولو نشبت حرب كورية ثانية، فلماذا يتعين إبقاء أكثر من 28 ألف جندي اميركي هناك، ولماذا نعرضهم للموت في أمر لا يعنينا؟ هذا هو المنطق الذي يجب أن نتحدث به.

سياسي محترف

ولد باتريك بوكانان عام 1938 وهو يحمل الجنسية الأميركية وقد عمل في البيت الأبيض كاتبا ومستشارا سياسيا للرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، قبل أن يصبح مدير الاتصالات للرئيس الأسبق رونالد ريغان.

كما رشح بوكانان نفسه للانتخابات الأميركية في الأعوام 1992 و1996 و2000 عن الحزب الجمهوري، وكان يكتب مقالة يومية. وقد أسس مجلة «المحافظون الأميركيون».

وهو يكتب فيها بانتظام. وقد انتقد الحرب الأميركية على العراق بدعوى وجود أسلحة الدمار الشامل فيه، وقال إن الغرب هو أول من استخدم هذه الأسلحة عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي.

بقلم - باتريك بوكانان

Email