تقرير إخباري

معسكر السلام الإسرائيلي يواجه محاولات العزل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه المعسكر المؤيد للسلام في إسرائيل مصاعب كبيرة بسبب تواجده على الساحة من خلال تنظيمه لاحتجاج أسبوعي في القدس تنظمه مجموعة تضم مزيج من الفوضويين والمفكرين والحاخامات، لكن توجهاته تشهد عداء متزايدا من جانب جماعات اليمين.

ويتجمع ناشطو اليسار كل يوم جمعة منذ نوفمبر العام الماضي في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية للاحتجاج على طرد فلسطينيين من منازلهم للسماح ببناء مستوطنات. وأصبحت هذه الاحتجاجات تمثل مناسبة لعناصر اليسار المتراجع دوره في إسرائيل للتعبير عن استيائهم.

وأشار ناشطون إلى حملة أخيرة للتشهير بأحد المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان واعتقالات طالت محتجين ومحاولات قام بها مسؤولون بالحكومة وجماعات اليمين لوقف التمويل الدولي للمنظمات الإسرائيلية التي يعتبرونها غير مخلصة للبلد.

وقال الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان، الذي يعتبر أحد الحمائم البارزين خلال احتجاج جرى أخيراً، إنه «يتعلق بالوقت الذي يحتج فيه اليسار في إسرائيل على طريقة اختطاف اليمين لمستقبلنا وحياتنا».

وأضاف غروسمان الذي قتل ابنه في حرب إسرائيل مع حزب الله اللبناني العام 2006: «يشعر الناس أنه لا يمكنهم بعد الآن أن يظلوا صامتين».

وفي آخر احتجاج أول من أمس تجمع نحو 250 متظاهرا عند أحد الطرق وهم يطلقون الصافرات القوية ويقرعون الطبول بشدة ويهتفون «ليس لديكم حياء».

وراقب الموقف العديد من ضباط الشرطة على امتداد الطريق مدعمين بشرطة الشغب التي كانت تمسك بالهراوات والبنادق.

وبدأت الاحتجاجات الأسبوعية في الشيخ جراح بعد أن قامت الشرطة الإسرائيلية بطرد عائلات فلسطينية من الحي المضطرب وسمحت لمستوطنين يهود بالانتقال إلى منازلهم. واكتسبت هذه الاحتجاجات زخما بعد أن بدأت الشرطة اعتقال المحتجين وبعد أن أضاف النشطاء حرية التعبير إلى قضاياهم.

ورغم أن هذه الاحتجاجات المؤيدة للسلام هي الأكبر على مدى سنوات إلى أن الإقبال تراوح بين 200 إلى 400 شخص وهو ما يشير إلى التراجع الكبير في شعبيتها بالمقارنة بالسابق حيث كان يستطيع ناشطو اليسار قيادة احتجاجات لعشرات الآلاف من الأشخاص دعما لسياساتهم.

وينتمي ناشطون اليسار في إسرائيل إلى خلفيات مختلفة لكنهم بشكل عام يؤيدون إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وهي الأراضي التي صادرتها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967 ويطالبون بإجلاء المستوطنين اليهود من هذه المناطق.

وقوض دور اليسار في إسرائيل نتيجة فشل جهود السلام في التسعينات من القرن الماضي واندلاع أعمال العنف عام 2000 بين إسرائيل والفلسطينيين والتي تضمنت تفجيرات انتحارية استهدفت مدنيين. وشهدت القضية انتكاسة أخرى في الشتاء الماضي حينما خاض الجانبان حربا استمرت ثلاثة أسابيع في قطاع غزة استشهد فيها 1400 فلسطيني.

(أ.ب)

Email