النفقات العسكرية تتصاعد بقوة في الميزانية الأميركية

النفقات العسكرية تتصاعد بقوة في الميزانية الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شملت الميزانية الجديدة التي وضعتها إدارة الرئيس باراك أوباما، وصدرت مؤخرا، توقعات لتمويلات عامين متتاليين من الإنفاق على الحرب بمقدار 160 مليار دولار، وهذا يفوق كثيراً ما كان يتوقعه أوباما عندما انتخب رئيسا، وأقل بصورة متواضعة من إنفاقات الرئيس الأميركي إدارة السابق جورج بوش، في السنوات الأخيرة.

وفي عام 2011 بمفرده، تضاهي الأرقام المنقحة ثلاثة أضعاف ما وضعه أوباما في خطة الإنفاق التي وضعها قبل عام. وتكرر هذه السلسلة نفسها في تقديرات العجز المستقبلية الجديدة، المقيدة حالياً بالعوائد المتخلفة الناجمة عن الاقتصاد الأميركي الضعيف. وتواجه الإدارة الأميركية عجزاً يقارب 6 .1 تريليون دولار في العام الجاري، و3 .1 تريليون دولار في عام 2011 المقبل.

ولم تكن زيادة نفقات الحرب في الميزانية مفاجئة تماما، بالنظر إلى قرار أوباما إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان، ضمن استراتيجيته الجديدة هناك. وفيما يتعلق بتقديراته الأولية لعام 2011 في ميزانية العام الماضي، فقد كانت دائماً موضع شك، واعتبرت مجرد فقاعات في الهواء أكثر منها حقيقية.

ومع ذلك فإن مشاهدة كل أوجه النفقات في ميزانية واحدة ستؤدي للتركيز على تكاليف الحرب بدرجة أكبر. ولطالما شعر الديمقراطيون بالقلق من وقع خطوات الانسحاب من العراق. كما تبدو التكاليف المشتركة التي تجمع بين حربين، وهما الحربان العراقية والأفغانية، لافتة للنظر، خصوصاً لدى مقارنتها بحملة أوباما الانتخابية التي كانت خطاباتها البلاغية أكثر تفاؤلا.

وفي ميزانية عام 2010 التي وضعت العام الماضي، طلب الرئيس أوباما تخصيص 130 مليار دولار للعمليات في أفغانستان والعراق، ولم يخصص سوى 50 مليار دولار في العام 2011.

أما الميزانية الجديدة فقد كثفت إنفاقات العام الجاري لتصل إلى 163 مليار دولار، وكذلك مخصصات العام المقبل في صناديق النفقات العسكرية الخارجية الطارئة.لتصل إلى 159 مليار دولار.

ويتوقع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس مضاعفة حملته ضد استخدام طائرات النقل «سي-117»، تماما كما نجح العام المنصرم بشأن مسألة إنتاج طائرات «إف-22».

وفي حين أن البنتاغون يقدم التزامات كبيرة فيما يتعلق بإنتاج المقاتلة «إف -35 جوينت سترايك»، فإن الإنتاج الفعلي سيتأخر عاماً واحداً، لإتاحة الفرصة لإجراء مزيد من الاختبارات عليها، ويريد غيتس تقليص الجهود المبذولة في الكونغرس لتطوير محرك بديل للمقاتلة.

ويسعى غيتس للحصول على مبلغ إضافي بقيمة 33 مليار دولار كنفقات حربية إضافية. كما ستتلقى الخارجية الأميركية نفقات إضافية لعمليات الدعم الخاصة بها في أفغانستان.

مخصصات أخرى

هناك أمران لم تطلهما التجميدات الجديدة في الميزانية الأميركية، وهما شؤون قدامى المحاربين، ومخصصات الأمن الداخلي، اللذان يعتبران أضخم مجالات الإنفاق الأخيرة. وقد خصص الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون قدامى المحاربين مخصصات جديدة للإسراع في معالجة المطالبات، وتسيير الدعاوى.

وسيتم طلب مليارات أخرى هذا العام لحل المنازعات القديمة المتعلقة بالجنود والمظليين الذين تعرضوا لما يسمى بـ «العامل البرتقالي»، الذي تسبب في تعريضهم لتشوهات بدنية ونفسانية أيام الحرب الفيتنامية.

وفيما يتعلق بسلسلة ميزانيات الشرطة على مستوى الولايات والشرطة المحلية، تم تخصيص تمويل إضافي جوهري لتوظيف رجال الشرطة ضمن برنامج خاص بهم يتبع وزارة العدل الأميركية.

Email