تقارير عن اشتباكات بين الأمن والمعارضة الإيرانية في ذكرى الثورة

نجاد: نضاعف إنتاجنا النووي قريباً وقادرون على الصمود

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس أن بلاده بدأت إنتاج وقود نووي مخصب بنسبة 20 في المئة، في كلمة بمناسبة الذكرى 31 للثورة الإسلامية في إيران، التي شهدت تظاهرات حاشدة لمؤيدي النظام، وسط تقارير عن وقوع اشتباكات بين عناصر المعارضة والشرطة الإيرانية.

وقال أحمدي نجاد امس في خطاب أمام حشود في ميدان الحرية بطهران، لمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإسلامية، ان «إيران أنتجت أول شحنة من الوقود النووي المخصب بنسبة 20 %»، مشيرا الى ان «بلاده ستضاعف إنتاج الوقود في منشأة نطنز ثلاث مرات».

واضاف أن إيران «قادرة على تخصيب اليورانيوم بأكثر من 20 في المئة وحتى بأكثر من 80 في المئة» و ذلك بعد يومين من إعلان ايران عن بدء تخصيبه.

وتابع إن« المستقبل القريب سيشهد زيادة في إنتاج إيران من الوقود النووي إلى ثلاثة أمثال ما هو عليه الآن». وأوضح أن «أنشطتنا الحالية ليست بهدف إنتاج قنبلة نووية وإنما لأغراض سلمية، وإذا أردنا أن نصنع قنبلة نووية، فلدينا الشجاعة الكافية لإعلان هذا».

كما أكد نجاد أن كل الوقود النووي الإيراني ينتج ويخزن تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال إن« هناك من لا يريدون إيران متقدمة ويسعون لهذا منذ 30 عاما». مشددا على أن «أعداء إيران يستغلون مسألتي البرنامج النووي والحريات ذريعتين يخفون وراءهما أهدافهم الحقيقية.

كما أكد أن العقوبات لن تثني بلاده وأنها ماضية في التقدم نحو العلم والتقنية، قائلا «وكل يوم لدينا اكتشاف علمي جديد». ودعا أحمدي نجاد الغرب في المقابل إلى أن يكون شجاعا، وأن يعترف بأن هدفه الحقيقي هو الهيمنة على منطقتنا.

انتقاد اوباما

وأشار أحمد نجاد إلى أنه «لا يرغب في الزج ببلاده في أي تحد، لكن الشعب الإيراني سيصمد أمام كل القوى المتسلطة في العالم».

وطالب «الرئيس الأميركي باراك اوباما بألا يكون خاضعا لضغوط زمرة من الصهاينة منعدمي الثقافة».

وقال احمدي نجاد «للأسف فإن الأمل في التغيير (في الولايات المتحدة) يتحول الآن سريعا إلى يأس واوباما يحبط الجميع. انه للأسف يضيع فرصا ولا يتحرك بشكل صحيح، ويسير في طريق يتعارض مع مصالحه الشخصية ومصالح الشعب الأميركي لكنه يخدم رغبة الصهاينة».

تظاهرات حاشدة

في هذه الاثناء تجمع عشرات آلاف الإيرانيين صباح أمس في ساحة آزادي في طهران لإحياء الذكرى 31 للثورة الإسلامية الذي انطلقت منذ 1971، وسط انتشار كثيف للشرطة. وحظرت السلطات على الصحافة الأجنبية تغطية المسيرات التي تنظم بهذه المناسبة، خشية أن تتخللها تظاهرات للمعارضة ضد محمود احمدي نجاد، وتم حصر الصحافيين الأجانب في منبر رسمي أقيم في ساحة ازادي لتغطية خطاب نجاد.

وتوافدت حشود الإيرانيين من عدة نقاط من العاصمة في سبعة مواكب توجهت إلى ساحة ازادي وهم يرفعون أعلاما إيرانية ولافتات كتب عليها «الموت لإسرائيل» و«الموت لأمريكا». كما ردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

كرات طلاء

وتعهدت المعارضة بتنظيم مسيرات مضادة، لكن شهودا قالوا إن الشرطة نشرت الآلاف من رجالها وسط طهران لمجابهتهم. وقال شهود إن شرطة مكافحة الشغب أطلقت كرات طلاء بعد أن بدأ المحتجون في ترديد شعارات المعارضة في ميدان صادقيه، الذي يبعد كيلومترا عن التجمع الكبير المؤيد للحكومة. وقال شهود إنه لم تقع إصابات بين المحتجين.

وذكر موقع للمعارضة الإيرانية على الانترنت أن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية وغازا مسيلا للدموع على مؤيدين لزعيم المعارضة مير حسين موسوي احتشدوا بوسط طهران. ونقل موقع «جرين فويس» الإيراني عن شهود عيان «فتحت قوات الأمن النار على المحتجين وأطلقت الغاز المسيل للدموع في وسط طهران».

وتعرضت سيارتا زعيمي المعارضة الإيرانية محمد خاتمي ومهدي كروبي لهجوم من أشخاص باللباس المدني أثناء توجههما للمشاركة في المسيرات الجارية في ذكرى الثورة الإسلامية بدون أن يصابا بجروح، على ما أفاد موقع رهبسبز الالكتروني المعارض ونجل كروبي.

من ناحية أخرى، اعتقلت لفترة قصير حفيدة مهندس الثورة الإسلامية روح الله الخميني وزوجها . وقال الموقع إن زهرة إشراغي وزوجها محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس السابق، وضعا رهن الاحتجاز لمدة ساعة.

وحاولت السلطات الإيرانية مرة أخرى التضييق على تبادل الرسائل النصية وروابط الإنترنت في محاولة لتكبيل منظمي الاحتجاجات. وشهدت خدمة الإنترنت بطئا حادا وعطلت خدمة الهاتف المحمول على نطاق واسع، كما حدثت أعطال متكررة في خدمات الرسائل النصية شائعة الاستخدام مثل دردشة غوغل.

مواقف وآراء

ولاية الفقيه

في ختام المسيرات التي جرت في مختلف المدن الإيرانية أمس، لمناسبة الذكرى 31 لانتصار الثورة الإسلامية، دعا بيان إيراني إلى اعتبار مبدأ ولاية الفقيه «محور» وحدة الشعب الإيراني وضمان سلامة النظام الإسلامي. وشدد البيان الذي نقلته وكالة «مهر» للأنباء شبه الرسمية على أن دعم حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي من اكبر الواجبات الشرعية والوطنية.

جهود دبلوماسية

دعت الصين أمس إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني، في وقت دعت الدول الغربية إلى تشديد العقوبات على طهران بهذا الصدد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاوكسو «نأمل أن تكثف جميع الأطراف الجهود الدبلوماسية».

وثيقة دولية

كشفت وثيقة للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت عملية رفع نسبة تخصيب اليورانيوم قبل وصول خبراء الوكالة للمنشأة النووية، ومن دون إتاحة وقت لهم لتركيب نظام المراقبة.

وعلى الرغم من تواجد مفتشي الوكالة في منشأة نظنز،إلا أن تقرير الوكالة الذي تم إرساله إلى الدول الأعضاء كشف أن الفنيين كانوا قد بدؤوا بالفعل عملية التخصيب يوم الاثنين بإدخال اليورانيوم إلى المنشأة.

Email