اعتذار الحكومة الأردنية لا يذيب «كرة الثلج» الشعبية الغاضبة بشأن «التوجيهي»

اعتذار الحكومة الأردنية لا يذيب «كرة الثلج» الشعبية الغاضبة بشأن «التوجيهي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاولت طالبة أردنية الانتحار فتناولت 20 حبة دواء توصف غالبا لمعالجة الأعصاب بعد صدمتها بنتيجتها في امتحان الثانوية العامة.. بينما أدخلت أخرى المستشفى مصابة بانهيار عصبي واكتئاب بعد إعلان النتائج، فيما أصيبت والدة طالب بجلطة دماغية. هذه بعض الصور لطلاب وطالبات في الأردن أفاقوا صباح السبت الماضي على نتائج امتحان الثانوية العامة التي بدأت تعرف بـ «فضيحة التوجيهي» بعد أن تبين وجود خلل ترحيل العلامات.

وقال احد الطلبة الدارسين في الفرع الأدبي انه حصل على نتيجة راسب في مساق الفيزياء الذي لا يأخذه مستواه.. فيما حصل طالب آخر على معدل 70 في مساق معدله الكامل هو 50، إلا أن الكارثة ان ما كتب له في بند التقدير هو كلمة «راسب».

فوضى لم تنته حتى اللحظة في وزارة التربية والتعليم تلك التي اعتذر عنها وزير التربية والتعليم د. إبراهيم بدران لنحو ربع مليون طالب وذويهم، مشيرا الى ان الوزارة ستقوم بتصويب الخطأ على ان تعلن النتائج الصحيحة خلال أيام.

ولم يتمكن اعتذار الحكومة من وقف تداعيات هذه الأخطاء فكانت كرة ثلج ما زالت تتدحرج، خاصة وان الأخطاء ما زالت تظهر مع عدد واسع من الطلبة رغم تأكيدات الحكومة بحصر الأخطاء في الطلبة غير النظاميين، الذين سبق لهم وقدموا امتحانات التوجيهي في سنوات ماضية.

ولكن الطلبة وأولياء الأمور يقولون إنهم لا يثقون بالعلامات التي ستعطى لهم، مشيرين إلى الجهة التي ستعوض بعض الطلبة عن حالة الهلع جراء تلقيهم علامات متدنية في الوقت الذي ينتظرون فيه علامة تشير إلى تفوقهم.

ولم تتوقف هذه الفضيحة عند هذا الحد، إذ أشارت أم طالبة أنها أخرجت علامة ابنتها من مواقع الكترونية فظهر أمام المساقات أنها كانت تغيب عن الامتحانات.

وقالت «لولا اننا نعلم جيدا من هي ابنتنا وان خطأ مؤكدا وقع، لتعرضت ابنتي لما لا يحمد عقباه».. في إشارة إلى أنها قد تفقد حياتها في قضية شرف.

وهزت هذه الفضيحة على حد تعبير وسائل الإعلام المحلية مشاعر الأردنيين وفرضت على الحكومة الأردنية تقديم اعتذارها الرسمي للطلبة وأهاليهم، الا ان المطالبات باستقالة الوزير والاحتجاجات على حالة الإرباك التي سببها الخلل في النتائج من قبل وزارة التربية لم تتوقف رغم إحالة كبار في التربية إلى التحقيق.

وأقرت الحكومة الأردنية بوجود خلل فني وإداري أدى إلى حالة الإرباك، وتم تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير العدل أيمن عودة ستباشر مهامها قبل نهاية الأٍسبوع الجاري للوقوف على تداعيات الموضوع ورفع تقرير نهائي للحكومة.

وأكدت أن نتائج الامتحان المثبتة في النسخ الورقية صحيحة وأن وزارة التربية والتعليم وبغض النظر عن نوعية المشكلة التي وقعت تتحمل المسؤولية. ولكن الأهالي لم يعودوا يثقون لا بالنتائج الورقية ولا بالإلكترونية.

وبينما أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني، الناطق الرسمي باسم الحكومة د. نبيل الشريف ان الخلل الذي وقع في امتحان الثانوية العامة «فني تقني وان وزير التربية والتعليم تحمل المسؤولية الأدبية والأخلاقية أمام مجلس الوزراء بشكل كامل إلا أن أمر استقالته غير مطروح».. تضغط الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة (ذبحتونا) على د. بدران مطالبة إياه بالاستقالة، معتبرة تقديم الحكومة الأردنية لاعتذارها من المواطنين ما هو إلاّ محاولة للتخفيف من وطأة الفضيحة.

عمّان ـ لقمان اسكندر

Email