هجمات المستوطنين تؤرق نابلس

هجمات المستوطنين تؤرق نابلس

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الطرق المتعرجة التي تربط مدينتي نابلس ورام الله في الضفة الغربية، ينصب مستعمرون شراكا للمركبات الفلسطينية المارة في الشارع الذي تحفه الأشجار الخضراء التي تخفي خلفها المستعمرات اليهودية.

وفيما يشبه إلى حد كبير عمل العصابات الإجرامية المنظمة التي تستمد قوتها من تنظيم عملها وحرية حركتها، حولت ـ كما يقول تقرير لوكالة الانباء الفلسطينية الرسمية(وفا) ـ مجموعات من هؤلاء المستعمرين كثيرا من مقاطع الطرق التي تفضي لمدينة نابلس إلى مربعات أمنية محظورة على الفلسطينيين وبات سلوكها محفوفا بالمخاطر.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس غسان دغلس «لم يعد هناك مكا آمن في المنطقة بعد ما حدث هذا الأسبوع. إنهم يشنون حربا مفتوحة». وهو بذلك يشير إلى الهجمات المتواصلة التي تنطلق من المستعمرات. وأضاف «لا بد من تحرك لوقف هذه الهجمات وإلا ستنتشر الدماء في كل المنطقة».

وتطل المستوطنات المقامة في المنطقة بشكل مباشر على طريق ذي مسربين يربط نابلس برام الله، وهي من الطرق المشتركة التي يسلكها الفلسطينيون واليهود. ويبقى مصير الفلسطينيين السالكين لهذه الطرق مجهولا في ظل تواجد مجموعات المستعمرين الراديكاليين التي تتربص بهم.

ويروي سائقو المركبات العمومية الذين يعملون في المنطقة، ويقطعون طرقها، أن «مقطع من الطريق الواصل بين نابلس والقرى الواقعة إلى جنوبها أخذ مؤخرا يغرق بالزيت المحروق الذي سكبه المستعمرون بغية التسبب بحوادث طرق قاتلة يروح ضحيتها فلسطينيون».

وقال حسام.ع ـ هكذا فضل التعريف بنفسه-وهو سائق يعمل على خط جنين ـ رام الله إن «إطارات مركبته غرقت بكمية من الزيت بينما كان عائدا ليلاً، وإنه لولا تيقظه لوقع في شرك الزيت المحروق الذي سكبه المستعمرون». وأضاف «تفاجأت بهم ليلا يسكبون الزيت».

يؤكد الأمر سائقون آخرون وقعوا في ذات الشرك، بعضهم تعرضت مركبتهم للرجم بالحجارة من مجموعة من المستوطنين كمنوا على مشارف رام الله. وتسلسل الأحداث على مدار الأيام السابقة في نابلس يظهر توافقا زمنيا وتكتيكيا واضحا بين هجمات المستعمرين في غير منطقة من الضفة الغربية.

ولم يكد الهجوم الذي شنه متطرفون يهود يسكنون مستوطنة «يتسهار» على قرية عصيرة القبلية مطلع الأسبوع يهدأ، حتى هاجم آخرون من مستعمرة «ايتمار» في مساء اليوم التالي قرية عورتا وأشعلوا النار في حقولها. وفي الأيام التي تلت، اتسع نطاق الهجمات ليمتد إلى قرى أخرى، ليس في نابلس فقط، بل في رام الله والخليل والأغوار وجنين، إذ وقعت فيها أحداث مشابهة.

ويلاحظ أن مجموعات من المستعمرين قد نظمت للعمل على عدة محاور من الطرقات أهمها مفرق (يستهار) الذي يشهد تواجدا لمجموعات من المستعمرين على مدار الأسبوع. وتشير جمعيات حقوقية إلى أن المستوطنين يعملون على توسيع المستعمرات، وفي نفس الوقت يوسعون من دائرة اعتداءاتهم على السكان الفلسطينيين العزل.

ومع نهاية العام 2007 بلغ عدد المواقع الاستعمارية في الضفة الغربية 440 موقعا حسب أرقام رسمية. وتشير تقديرات جهاز الإحصاء إلى أن «عدد المستعمرين في نهاية العام 2007 قد بلغ 453. 483 مستعمراً. وأن عدد المستعمرين في الضفة الغربية تضاعف حوالي 39 مرة خلال السنوات 1972 ـ 2007».

Email