أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس خلال الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير في ذكرى انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، على عروبة لبنان رغم الانتماء المذهبي للحزب، ودعا إلى شراكة وطنية حقيقية في لبنان وشدد على أن حزب الله لا يريد الاستيلاء على السلطة وأنه لن يستخدم السلاح في الداخل.. وكشف عن أن المفاوضات مع إسرائيل حول تبادل الأسرى في مراحل متقدمة مؤكداً أن تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية سيكون «قريبا جداً».

وشدد نصرالله خلال احتفال أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة الذكرى الثامنة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في مايو 2000 على أن المقاومة حققت «هزيمة كاملة واضحة لإسرائيل ومشروع إسرائيل الكبرى التي تريد أن تمتد من النيل إلى الفرات فإذا بها تتقطع أوصالها في جنوب لبنان والبقاع الغربي وخروج مذل للصهاينة فلا جوائز ولا مكاسب ولا ضمانات وهنا نجحت استراتيجية التحرير المعتمدة من قبل المقاومة»، وأكد أن «استراتيجية المفاوضات لم تُعِد للبنان شبرا واحدا من الأرض أما استراتيجية الانتظار فكانت تزيد عدونا قوة وبلدنا يأسا وضعفا».

ودعا نصرالله «السلطة لان تتحمل مسؤوليتها كاملة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا.. نحن لا نريد أن نتحمل مسؤولية الأمن والإدارة، هناك مناطق في لبنان لا تعرف من السلطة اللبنانية إلا البوليس وجابي الضرائب».

وفيما أكد أن المعارضة لن تعود لعقد أي اتفاق «رباعي أو ثلاثي أو ثنائي» مع تيار الأغلبية الذي وصفه بتيار السلطة.. ودافع عن التطورات الميدانية الأخيرة التي شهدها لبنان مطلع الشهر والتي استخدم فيها حزبه القوة العسكرية بقوله: «لم نطلب تعديلا في اتفاق الطائف، لم نطلب حصة في السلطة والإدارات، كل المقاومات المنتصرة في التاريخ، بعد انتصارها إما استلمت السلطة أو طالبت بالسلطة. نحن لم نطالب بالسلطة أصلا.

هذه السلطة لكم كونوا عادلين، حلوا مشاكل الناس الاجتماعية والاقتصادية، لم نطلب الشراكة في السلطة في انتصار 2000». وأضاف: «لا نريد السلطة في لبنان لنا، ولا نريد أن نحكم لبنان أو نفرض مشروعنا على لبنان، لأن لبنان بلد خاص متنوع، متعدد، لا قيامة لهذا البلد إلا بمشاركة الجميع وتعاضد الجميع».

وشدد على أن حزب الله لايريد الاستيلاء على السلطة، وانه لن يستخدم السلاح في الداخل لتحقيق أي مكاسب سياسية. وقال: «أؤكد على البند الوارد في اتفاق الدوحة بعدم استخدام السلاح لتحقيق أي مكاسب سياسية... نؤيد هذه الجملة بشدة... فسلاح المقاومة هو لمواجهة العدو وتحرير الأرض والأسرى والمساهمة في الدفاع عن لبنان».

لكنه في المقابل تساءل: «لمن كان يكدس السلاح الآخر، ولمن كان يعد ولمن كان يدرب؟» في إشارة إلى البعض في فريق الموالاة. وشدد في المقابل على ان «سلاح الدولة يعني سلاح الجيش والقوى الأمنية وهو للدفاع عن الوطن وحماية المواطنين وبسط الأمن»، وركز على انه «لا يجوز استخدام سلاح الدولة لتصفية الحساب مع فريق سياسي معارض، ولا يجوز استخدام سلاح الدولة لحساب مشاريع خارجية تضعف مناعة لبنان ولاستهداف المقاومة وسلاح المقاومة».

من جانب آخر، أضاف الأمين العام لحزب الله: «تحدثوا عن انقلاب وإعادة سوريا إلى لبنان، كما حرب تموز (يوليو) قالت أميركا، لبنان يشهد ولادة شرق أوسط جديد اليوم، ثبت من خلال أداء المعارضة عندما تراجعت الحكومة اللاشرعية عن قراريها اللاشرعيين وثبت أن المعارضة لا تريد استئثار السلطة».

وقال إن «المقاومة لا تنتظر إجماعا وطنيا وشعبيا إنما يجب أن تحمل السلاح وتمضي لإنجاز واجب التحرير بالسلاح والدم والتضحيات الغالية، ليس هناك إجماع وطني على الحياد ولا على العمالة ولا على التعاون ولا على اللامبالاة. إذاً أي خيار لا يحظى بإجماع وطني، وكل مجموعة تأخذ خيارها وتمضي وتمشي وهذا ما حصل في لبنان».

وشدد مع ذلك على التمسك بهوية لبنان العربية. واتهم الموالاة «بمحاولة تشويه» حقيقة الحزب من خلال إعلامها، بقوله: «يتصورون انهم يهينوننا عندما يقولون حزب ولاية الفقيه. افتخر ان اكون فردا في حزب ولاية الفقيه»، وأضاف إن «ولاية الفقيه تقول لبنان بلد متنوع يجب ان تحافظوا عليه».

على صعيد آخر، اتهم «النظام الرسمي العربي بفقدان إرادة المواجهة». وتابع القول: «نحن في لبنان سنقاتل في أي حرب مقبلة» ولفت إلى أنه «بعد حرب تموز 2006 انتقلت استراتيجية المقاومة إلى غزة». وكان لموضوع الأسرى حيز كبير في الخطاب حيث قال إن «الأسرى وعدنا وعهدنا وقريبا جدا سيكون سمير وأخوة سمير بينكم»، وكان يشير بذلك إلى أقدم أسير عربي في السجون الإسرائيلية سمير قنطار وسائر رفاقه الذين يجري حزب الله مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل للإفراج عنهم.

وكان مصدر دبلوماسي غربي قال في وقت سابق أمس إن المباحثات الجارية بوساطة ألمانية لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله سجلت «بعض التقدم وأزالت بعض العراقيل التي عطلت في السابق إنجاز صفقة التبادل».

وقال بسام قنطار شقيق سمير «إنه تم إبلاغ العائلة بشأن إحراز بعض التطورات الإيجابية خلال الـ 30 يوما المقبلة فيما يتعلق بشقيقه وأسرى آخرين محتجزين في إسرائيل.. في وقت قال مصدر غربي مقرب من المفاوضات في بيروت: «كل ما أستطيع قوله إن الوسطاء الألمان نجحوا في إزالة بعض العراقيل السائدة ما أحرز بعض التقدم في ملف الأسرى».

وفي السياق، قالت مصادر سياسية لبنانية ان المفاوضات غير المباشرة برعاية الامم المتحدة بين اسرائيل وحزب الله حول تبادل الاسرى حققت تقدما كبيرا. وقالت المصادر ان وسيطا المانيا أجرى محادثات مع مسؤولين في حزب الله في بيروت الأسبوع الماضي وان حدوث انفراجة بات وشيكا.