مساع لانقاذ آثار دلمون من الاندثار

البحرين تحتضن أكبر مقبرة في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكثير من السياح يزورون مملكة البحرين إلا أن القليل منهم يعلمون أنهم فور أن تطأ أقدامهم أرض البحرين قد وصلوا إلى بلد يحتضن أكبر مقبرة تاريخية في العالم.. إنها مقبرة عالي التي تقع في المحافظة الوسطى.

وتقع مقبرة عالي على شكل روابي مختلفة الحجم والشكل، ولهذه المقابر تاريخ عريق قديم منذ عهد حضارة دلمون، حيث كان الدلمونيون يدفنون موتاهم في تلك التلال ويدفنون معهم حاجياتهم النفيسة والثمينة، كما يدفنون معهم أواني الماء الفخارية، والمقتنيات الثمينة اعتقادا منهم أن هذا الميت قد يعود إلى الحياة في أي لحظة.

وإذا كان التاريخ قد قضى على 96 في المئة من أكبر مقبرة في العالم، فإن مطالب شعبية ونيابية ظهرت بتحويل الـ 6 في المئة الباقية على الأقل إلى متحف طبيعي، للمحافظة على البقية الباقية منها.

من جانبها أقرت الحكومة البحرينية مؤخراً تحويل القبور الأثرية الباقية إلى متحف طبيعي، وتبذل جهود رسمية في المنامة حالياً لتسجيل ما تبقى من آثار عالي في منظمة اليونسكو.

وقال أحد أعضاء كتلة الوفاق النيابية إن المشكلة الأساسية في عدم وجود تحديد واضح للمنطقة التي يجب عدم إقامة المنشآت عليها وبالتالي ضياع التلال الأثرية، وأضاف ان كتلته ستتقدم بمشروع قانون للبرلمان لمنع التعدي على المناطق الأثرية وصيانتها.ويقول خبراء الآثار إن أعمال الحفر بالمنطقة بدأت منذ عام 1879، وعثر داخل بعض هذه المقابر على تحف أثرية فنية، وهي عبارة عن لفائف لزهرة رباعية الأوراق، يحتمل أن تكون حلية لفستان.

ويربط خبراء الآثار بين معبد باربار الذي يرجع تاريخه إلى نحو أربعة آلاف سنة، وبين حضارة دلمون التي ورثت الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية المليئة بالكنوز، إلا أن ما تبقى منها قليل مقارنة بما كشفت عنه المسوحات الأثرية والتي ربطت هذه الآثار بعضها ببعض.

المنامة ــ غازي الغريري:

Email