مع اندلاع جدل بريطاني عراقي حول تسليم المهام الأمنية للقوات العراقية عقب الانسحاب البريطاني من الجنوب، اشتعلت معارك عنيفة بين جيش المهدي التابع للتيار الصدري الشيعي، وحزب الفضيلة الشيعي أيضا المسيطر على مجلس محافظة البصرة، الأمر الذي أدى إلى فرض حظر التجول على المدينة.
فقد أكد عبد القادر العبيدي وزير الدفاع العراقي جاهزية القوات العراقية لاستلام زمام الأمور الأمنية في البلاد حتى في ظل انسحاب مفاجئ لقوات التحالف.وقال العبيدي في مؤتمر صحافي عقده في لندن تعقيبا على إعلان بريطانيا خططا لسحب بعض قواتها من العراق «إن عام 2007 سيكون حاسما بالنسبة لتدريب الجيش العراقي ليصبح جاهزا للعمل بشكل مستقل دون أي دعم خارجي من قوات التحالف».
وأوضح في الوقت نفسه أن القوات العراقية تعانى من نقص في معدات النقل والاتصالات، وحث القوات البريطانية المنسحبة على ترك قواعدها وأجهزتها للجيش العراقي. وكان القنصل البريطاني العام في العراق ريتشارد جونز قد وصف تسليم بعض المواقع التابعة للجيش البريطاني في البصرة إلى الجيش العراقي بأنه بمثابة إعادة انتشار وليس تسليما للملف الأمني في المدينة.
وقال جونز خلال لقائه مع الصحافيين في مقر القنصلية البريطانية في البصرة «ستسلم القوات البريطانية ثلاثا من القواعد الخمس التي تشغلها الآن إلى العراقيين وعملي هو مساعدة العراقيين في أن يتم هذا العمل المهم إضافة إلى مساندة السلطات المحلية في عملها مع الحكومة المركزية لتوفير الأموال للانطلاق في عمليات الاعمار وتوفير الخدمات الأساسية».
وقال شهود من أهالي البصرة إن السلطات المحلية فرضت حظرا للتجوال في المدينة،عقب الاشتباكات التي اندلعت الخميس بين عناصر من مكتب الصدر وأخرى من حزب الفضيلة الإسلامي في البصرة.وأوضح الشهود أن سيارات الشرطة جابت شوارع البصرة وهي تعلن من خلال مكبرات الصوت عن فرض حظر التجوال في كل مناطق مركز المدينة، وتدعو المواطنين إلى المكوث في بيوتهم حتى إشعار آخر.
وكان شهود عيان قالوا في وقت سابق إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر من حزب الفضيلة وأخرى تابعة لمكتب الشهيد الصدر وسط مدينة البصرة.وذكر أحد الشهود من سكان المنطقة أن المواجهات «اندلعت بالقرب من دائرة توزيع كهرباء البصرة وسط المدينة، بالقرب من مبنى المحافظة، إثر قيام إحدى الجماعات باقتحام دائرة الكهرباء.. في محاولة للسيطرة عليها».
وأضاف « تصدت مجموعة مسلحة أخرى للمسلحين الذين حاولوا اقتحام مبنى دائرة الكهرباء». وذكر الشهود أن النيران اشتعلت في مقر حزب الفضيلة وهو حزب صغير وقوي يسيطر على مجلس محافظة البصرة وسط تردد أصوات النيران والانفجارات.
وقال الناطق باسم الجيش البريطاني العقيد ديفيد جيل «نحن على علم بحدوث شيء لكن ليس لدينا المزيد من المعلومات» وذكر أن قوات متعددة الجنسيات متواجدة في الموقع. من جانبه، تحدث علي الحمادي رئيس لجنة الطوارئ الأمنية في البصرة عن «سوء فهم» بين الفضيلة وبين ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
وصرح مسؤول شيعي في العاصمة العراقية بغداد بأن الجانبين كانا يتنازعان على أحد المباني التي أخلتها القوات البريطانية يوم الثلاثاء وان لم يتسن على الفور التأكد من صحة ذلك.وقال نديم الجابري وهو مسؤول كبير في حزب الفضيلة انه مهما يحدث لن تكون هناك مشكلة بين حزبه والتيار الصدري وانه يستحيل وقوع اشتباكات بين الجانبين.
وأرجع سلام المالكي وهو من التيار الصدري ووزير النقل السابق سبب النزاع إلى خلاف شخصي بين المدير العام لإدارة الكهرباء وأحد المهندسين.من جهة أخرى قالت القوات البريطانية إنها استخدمت «أقل قدر من القوة» لإنهاء شغب في سجن الشعيبة بعد أن أعلن مسؤولون عراقيون ان خمسة نزلاء أصيبوا بطلقات مطاطية.
وغالبية المحتجزين في قاعدة الشعيبة القريبة من مدينة البصرة الجنوبية هم أعضاء مشتبه بهم في جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.وصرح حكيم المياحي رئيس لجنة الأمن في مجلس محافظة البصرة بأن نزلاء في السجن قاموا بعمليات شغب في الساعات المبكرة من صباح الخميس احتجاجا على احتجازهم دون محاكمة ومن بينهم عدد محتجز منذ عامين.
وقال المتحدث باسم الجيش البريطاني انه حدث «شغب محدود في السجن صباح الأربعاء لا الخميس وأمكن السيطرة عليه سريعا خلال ساعة». وأضاف «الناس المحتجزون هناك يشكلون خطرا على القوات متعددة الجنسيات وعلى شعب العراق. ينظر في كل حالة كل 28 يوما.. حينها يمكن احتجازهم فترة أخرى أو الإفراج عنهم أو تسليمهم للنظام العراقي».