اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الاحتمالات مفتوحة أمام حرب على سوريا، مشيرا إلى أن الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على لبنان، متفق عليها من قبل الدولة العبرية والولايات المتحدة الأميركية وأطراف إقليمية لم يسمها،
وأن هناك نية لتوسيع العدوان ليشمل سوريا، ووصف ما قيل عن العملية التفجيرية التي استهدفت دورية إسرائيلية في الجولان بـ »فبركة إسرائيلية«، دون أن يستبعد وجود مطالب سورية داخلية بضرورة إيجاد مقاومة سورية وطنية لتحرير الجولان.
ودعا المعلم، في تصريحات للصحافيين أمس خلال زيارته العاصمة القطرية الدوحة إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في المجازر التي تقترفها إسرائيل في حق الشعب اللبناني.
وعن محادثاته في الدوحة، قال المعلم إنه تباحث مع المسؤولين القطريين عما هو مطروح في مجلس الأمن الدولي، بخاصة وأن قطر عضو غير دائم، وتمثل المجموعة العربية في المجلس.
والتقى خلال زيارته السريعة الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حيث نقل له رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد تتعلق بالوضع في لبنان والتطورات الجارية حاليا.
وقال إنه لمس تطابقا في وجهات النظر بين دمشق والدوحة خلال المحادثات مع أمير قطر والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ما يتعلق بضرورة دعم صمود الشعب اللبناني،
ومواجهة »العدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل على لبنان، وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال في قانا وغيرها من القرى اللبنانية«، وأشار إلى تطابق وجهات النظر السورية والقطرية إزاء ضرورة تحقيق وقف فوري
وغير مشروط لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية إلى ما وراء الخط الأزرق، وتسهيل عودة المهجرين اللبنانيين إلى قراهم، بالإضافة إلى حشد جهود عربية ودولية من أجل إعادة إعمار لبنان.
وقال المعلم إنه من الضروري أن يدرك الجميع بأن الحرب على لبنان »تأتي ضمن مخطط مسبق وأجندة سياسية متفق عليها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وأطراف إقليمية أخرى«، مشيرا إلى أن هذه الأجندة لم تتحقق على الساحة العسكرية.
وأضاف المعلم بأن » الأطراف تحاول تحقيق هذه الأجندة إما بتوسيع العدوان الإسرائيلي كي يشمل سوريا، أو من خلال فرض قرارات ستصدر عن مجلس الأمن الدولي لخدمة المصالح الإسرائيلية«، لافتاً إلى أن هذا الاحتمال قائم،
وأكد المعلم أن على سوريا أن تتعامل بكل حذر مع هذه النوايا المبيتة
وإزاء التباينات في المواقف العربية الرسمية حيال الأزمة اللبنانية، قال المعلم، إنه » قد يكون هناك اختلاف في الرأي في تحليل وتقييم ما يجري«،
لكنه شدد على أنه في مثل هذه الظروف الدقيقة والصعبة، يجب السعي لتحقيق التضامن ووحدة الموقف العربي »على اعتبار أن الخطر الذي تمثله إسرائيل المدعومة أميركيا لا ينحصر في لبنان بل سيصيب الدول العربية كلها«.
ورفض الوزير السوري فرض أية مبادرات دولية على لبنان، معلقا على المبادرة الفرنسية بالقول إن »ما يطالب به لبنان ممثلا برئيس مجلس النواب، (نبيه بري) ورئيس الحكومة (فؤاد السنيورة) هو وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار«، مؤكدا مساندة سوريا هذه المطالب »العادلة«،
ومشددا أيضا على أنه »يجب رفض أية مبادرات تفرض على لبنان إلا بموافقة جميع الأطراف اللبنانية، عبر حوار وطني يناقش فيه اللبنانيون الإتفاق على الطروحات التي يجب أن تصب في مصلحة لبنان«.
الدوحة – أيمن عبوشي