برزان يهتف للبعث والجلسة تأجلت إلى 28 فبراير

صدام يحضر محاكمته مضرباً عن الطعام

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقب جلسة لا تقل صخبا عن سابقتها، أجل القاضي رؤوف عبد الرحمن الذي يحاكم الرئيس العراقي صدام حسين وسبعة من اعوانه نظر قضية الدجيل الى 28 فبراير الجاري. ووسط مشادات كشف صدام عن اضرابه ومعاونيه عن الطعام قبل ثلاثة ايام احتجاجاً على سوء المعاملة قبل ان تستمع المحكمة الى عدد من الشهود بينهم وزير الثقافة السابق حامد يوسف حمادي.

وعقدت المحكمة أمس الجلسة الثانية عشرة لاستكمال محاكمة صدام وسبعة من كبار مساعديه بشأن مقتل 148 قروياً من الشيعة على خلفية محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها في صيف عام 1982 في بلدة الدجيل.

وأعلن صدام في بداية الجلسة عن انه مع معاونيه السبعة »مضربون عن الطعام منذ ثلاثة أيام«. وهتف صدام حسين عند دخوله قاعة المحكمة »الله اكبر عاش شعبنا العظيم وامتنا المجيدة وعاش المجاهدون«.

بينما هتف أخوه غير الشقيق برزان ابراهيم التكريتي عند دخوله القاعة »يحيا العراق عاش العراق عاش البعث العظيم فداك أمي وابي يا حزب البعث«.

من جانبه، قال طه ياسين رمضان النائب السابق للرئيس العراقي »لم تتركونا

نتكلم. هذا دجل واثم. طردتم محامينا والشهود يحضرون بالقوة والمشتكون اسماؤهم فلان وفلان من دون ذكر الاسم (الحقيقي). هل هناك شيء من هذا القبيل في الدنيا؟«.

ورد القاضي رؤوف عبد الرحمن ان »محاميك هم الذين تركوكم وغادروا العراق والمحكمة من حقها توكيل محامين عوضا عنهم. ونحن بذلك نطبق القانون المنفذ منذ عام 1971«.

لكن رمضان اتهم القاضي بأنه »يحاكم وفق قانون (الحاكم المدني السابق على العراق بول) بريمر«. وحاول برزان الحديث فلم يسمح له القاضي، ما دفعه الى القول »عيب أنا إنسان مثلك وربما احسن منك لم تفعل بي هذا«.

وقال صدام الذي كان يرتدي دشداشته الزرقاء والسترة السوداء التي كان يلبسها اول من امس متوجها للقاضي »انت بتكليف من بريمر (...) طلبت منك الكلام ولم تسمح لي (...) كل يوم نكرر نفس الاقوال. هذه تمثيلية مطلوب ان تسترسل هذه هي الخلاصة«.

ويفترض ان تستمع المحكمة لعدد من الشهود بينهم حامد يوسف حمادي السكرتير السابق الخاص للرئيس العراقي المخلوع والذي عمل كذلك وزيرا للثقافة والاعلام.

واستمعت المحكمة إلى الشاهد الثالث وهو حامد يوسف حمادي »72 عاما« وزير الثقافة العراقي الذي عمل سكرتيرا في مكتب صدام خلال فترة وقوع أحداث الدجيل عام 1982 والذي أكد عدم معرفته بتفاصيل قضية الدجيل.

وقال حمادي »لقد حدثت القضية الدجيل وعرفت بها من خلال منشور صحافي عن راديو طهران باللغة الفارسية يقول الخبر تصدى أبطال الاسلام إلى الطاغية »صدام حسين« وأمطروا موكبه بوابل من الرصاص وجرح من جرح«.

وأضاف »اعتبرت الخبر كأنه جزء من الدعاية الاعلامية خلال الحرب بين

العراق وإيران ولم اطلع على أية تقرير عن الموضوع«.كما أدلى شاهد من عناصر مخابرات النظام السابق بشهادته. ثم أذن القاضي للمتهمين بمناقشة المتهم.

وناقش برزان التكريتي الشاهد في تفاصيل عمل جهاز المخابرات العامة إبان حكم صدام. ونفى برزان أن يكون متورطا في عمليات اعتقال وتصفية أشخاص في قرية »الدجيل«. ثم استمعت المحكمة إلى شاهد قال إنه دبلوماسي تقاعد عام 1996، وكان وقت الحادث سفيرا في روسيا (الاتحاد السوفييتي سابق).

وقال الشاهد إنه لا يملك معلومات عن قضية »الدجيل«، ولا يستطيع الإفادة بشهادة للمحكمة، مبديا استعداده للاستجابة حصريا على بعض الأسئلة. وأوضح الشاهد أنه تولى منصب معاون مدير جهاز الاستخبارات لمدة خمس سنوات.

وقال إنه كان شاهدا على خطأ تسبب في إعدام شخصين من الدجيل بالخطأ قبل أن يتم التصديق على أحكام إعدامهما، وذلك بدلا من اثنين آخرين. وكانت محكمة المخابرات أصدرت أحكاما بالإعدام في حق الأربعة. في النهاية رفع القاضي على ان تستأنف المحاكمة يوم 28 فبراير الجاري.

Email