الخارجية أوصت بلير بتجنب الأسئلة الحرجة

وثيقة حكومية تشكك في شرعية «السجون الطائرة» الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفادت وثيقة حكومية مسربة نشرت أمس ان بريطانيا تشكك في شرعية عمليات نقل مشتبه فيهم في قضايا إرهاب لدول أجنبية لاستجوابهم وهي العمليات التي يزعم ان وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي. اي. ايه) قامت بها.

وجاء في مقتطفات من مذكرة لوزارة الخارجية البريطانية نشرتها صحيفة الغارديان ان العمليات المعروفة باسم التسليم الاستثنائي »لا يمكن أن تكون مشروعة« إذا كان المعتقل معرضا لخطر التعذيب.

وأفادت أيضا أن التعاون البريطاني »سيكون غير مشروع كذلك إذا كنا على علم بالظروف«. واتهمت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان السي. اي. ايه بإدارة سجون سرية في أوروبا ومناطق أخرى وباختطاف مشتبه فيهم ونقلهم جوا بين الدول. وتفيد الوثيقة المسربة المؤرخة سبعة ديسمبر 2005 تفيد بأن السي.

اي. ايه قد تكون استخدمت المطارات البريطانية أكثر من ذلك. ونقل موقع هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) على الانترنت مقتطفات من المذكرة جاء فيها »الوثائق التي كشفناها حتى الآن تشير إلى احتمال حدوث أكثر من الحالتين اللتين أشار إليهما وزير الخارجية في مجلس العموم«.

وذكرت الغارديان ان المذكرة أرسلها مسؤول في الخارجية البريطانية الى مساعد في مكتب رئيس الوزراء توني بلير. وسربت الوثيقة لمجلة (نيو ستيتسمان) وأعيد نشر أجزاء منها في عدد من الصحف البريطانية أمس.

وبدا أن كاتب المذكرة واسمه عرفان صديق يقترح على الحكومة البريطانية تجنب الأسئلة الصعبة بشأن دورها في عمليات التسليم. ونقلت الصحيفة عنه قوله »يجب ان نحاول تجنب الاستدراج للخوض في التفاصيل أو محاولة المضي قدما في الجدل«.

ورفض متحدث باسم بلير التعليق. ولم يدل متحدث باسم وزارة الخارجية بتعليق مباشر لكنه قال في بيان »الحكومة لا ترحل أو تسلم أي شخص لدولة أخرى يكون هناك ما يدعو للاعتقاد بأنه سيتعرض فيها للتعذيب«.

من جانب آخر نشر الحزب الوطني الاسكتلندي، ابرز حزب معارض في اسكتلندا،ملفا حول الرحلات السرية للسي آي ايه لنقل أشخاص مشبوهين بالإرهاب عبر أوروبا. ويتضمن هذا التقرير أسماء عشر شركات جوية عملت لحساب الاستخبارات الأميركية كتغطية إضافة إلى لائحة طائرات ومواعيد رحلات. ويشير هذا التقرير الذي وضعه الحزب الانفصالي الاسكتلندي بذلك إلى طائرة من طراز »غالفستريم ان379بي/ان8068في« استخدمت لنقل معتقلين إلى قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا.

وهذه الطائرة التي أطلق عليها اسم »غوانتانامو باي اكسبرس« في الوثيقة، حطت خمس مرات في مطارات اسكتلندية في غلاسكو وبرستويك بين 2002 ونهاية 2004. ونفى ممثل لحكومة اسكتلندا التي تشكلت في إطار الحكم شبه الذاتي الممنوح لاسكتلندا في 1998، ان تكون السلطات المحلية تبلغت بهذه الرحلات. وأرسلت نسخة من هذه الوثيقة إلى رئيس الوزراء الاسكتلندي ومجلس أوروبا والبرلمان الأوروبي ومجلس العموم البريطاني.

(وكالات)

Email