تحليل إخباري

الكويت تتلافى تقلبات من خلال خلافة سلسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال محللون في الكويت أن التنصيب السريع لولي العهد أميراً للبلاد خلفا للأمير الراحل جنب الدولة أي صراع داخل الأسرة الحاكمة وضمن الاستقرار لهذا البلد. والتزاما بالدستور وتقاليد الأسرة الحاكمة عينت الحكومة ولي العهد الشيخ سعد العبد الله أميرا جديدا للبلاد يوم الأحد الماضي على الرغم من كبر سنه (76 عاما) ومرضه الذي أقعده عن العمل.

وقال دبلوماسي غربي: »إنها إشارة ايجابية للغاية للأسلوب الذي تتعامل به الكويت تجاه مستقبلها. كان انتقالا سلسا وسريعا جدا للسلطة«.وكان اعتلال صحة الشيخ سعد أثار مخاوف بشأن الخلافة ما أدى إلى تكهنات بأنه إما سيتنحى أو سيستبدل. غير ان رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الذي يتولى مقاليد الأمور اليومية التزم بتقاليد العائلة وأوضح أن الكويت لن تهمش الشيخ سعد.

وقال رئيس الجامعة الاميركية في الكويت شفيق الغبرا إن »الكويت لديها تقليد يتمثل في التمسك بالنظام الدستوري ومكنها ذلك من تحقيق الانتقال السلس للسلطة«.. فيما قال محللون ومسؤولون انه لن يكون هناك تغيير في السياسة النفطية الكويتية أو تحالفات الكويت مع الغرب.

وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت شملان العيسى أن وفاة الأمير لن تغير السياسة الخارجية الكويتية خاصة تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. وأضاف أن هناك اتفاقا على ذلك بين الأسرة الحاكمة والبرلمان والمؤسسات الأخرى.

وتابع العيسى أن علاقات الكويت بأسواق النفط العالمية ستبقى كما هي نظرا لأنها تمثل حجر الزاوية في السياسة الكويتية.ويحظى الشيخ صباح المخضرم في السياسة الكويتية بالاحترام لتنفيذه إصلاحات اقتصادية وسياسية مهمة منذ توليه رئاسة الوزراء في يوليو عام 2003 شملت منح المرأة حق التصويت في الانتخابات وتحرير الاقتصاد.

لكنه يواجه الآن تحديات كبيرة، منها مواجهة عناصر تنظيم القاعدة الذين هددوا بزعزعة استقرار الكويت في عامي 2004 و2005 وفتح قطاع النفط أمام الاستثمار الأجنبي. ومن المقرر أن يعقد البرلمان جلسة خاصة يوم 23 الجاري لبحث المشروع الذي تجري مناقشته منذ التسعينات.

ويعطي الدستور أمير الكويت مهلة تصل إلى عام كامل لتعيين ولي عهد جديد لكن لا يكاد يكون هناك شك في أن الاختيار سيقع على الشيخ صباح. وقال دبلوماسي غربي لوكالة »رويترز«: »هو الذي يتولى شؤون البلاد... وهو صاحب أطول خبرة سياسية«.

وتعيين الشيخ صباح وليا للعهد سيبقي كذلك على تقليد تناوب السلطة بين فرعي السالم والجابر في أسرة آل صباح، فالأمير الراحل والشيخ صباح من فرع الجابر الذي يتولى العديد من المناصب الوزارية. والشيخ سعد من فرع السالم ومنه فقط وزير الخارجية.

وقال دبلوماسي غربي في هذا الصدد: »قد تحدث بعض عمليات التصحيح في المناصب العليا اذ يتعين أن يكون لفرع السالم نصيب أكبر من المناصب الرسمية لكنني لا أتوقع أي تغيير كبير في السياسات سواء الخارجية أو الداخلية خاصة سياسة الطاقة«.

(رويترز)

Email