نسبة كبيرة من المتوفين مصريون وسعوديون وآسيويون

عائـلات مكلومة تبحـث عن مفقـوديها بين ضحـايا التـدافع في منـى

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت عائلات بكاملها أمس عمليات البحث اليائسة عن أفراد منها بعد مأساة التدافع على جسر الجمرات في منى التي ذهب ضحيتها 362 حاجا وغالبيتهم مصريون وسعوديون وأفارقة.

وقتل 362 حاجا فيما أصيب ثلاثمئة آخرون تقريبا بجروح في التدافع الذي حصل بعد ظهر الخميس على جسر الجمرات في منى في آخر أيام عيد الأضحى. وقال نائب مدير مشرحة قرب منى حسين صالح بهشوان «لدينا الآن 362 قتيلاً».

وقال مدير عمليات الإنقاذ في مجمع طوارئ المعيصم الدكتور خالد ياسين »أكثر المتوفين هم مصريون وأفارقة وسعوديون وغيرهم من دول آسيوية«. وقتل على الأقل أيضاً ثلاثون باكستانيا و26 هندياً وسبعة أكراد عراقيين وخمسة سودانيين وأربعة صينيين واندونيسيان وفرنسية واحدة، وذلك استنادا إلى ما أفادت به وزارات خارجية بلادهم.

وأمام حائط في مستشفى منى العام في شرق مكة المكرمة (غرب) علقت عليه صور لوجوه ضحايا قضوا في تدافع أول من أمس، وقف أشخاص باكين محاولين البحث عن صورة لقريب فقدوا أثره والحصول على معلومات عن المفقودين.

ودخل أشخاص الواحد تلو الآخر إلى الغرفة التي ملأت جدرانها صور القتلى داخل مشرحة مجمع المعيصم بالقرب من منى للتعرف على صور أقرباء لهم. وجثا آخرون أمام شاشة عرضت عليها صور لجثث مغطاة وإنما مكشوفة الوجه ومغمضة العينين.

وقام بعض الأشخاص بتفحص صور لا تحمل أسماء علقت خلف ألواح زجاجية على الجدران. وانهارت حاجة اندونيسية بالبكاء بعدما تعرفت على صورة شقيقتها بين صور الضحايا.

وحصلت مشاجرة كلامية بين طبيب جزائري مرافق للبعثة الجزائرية الرسمية إلى الحج التي تضم 35 ألف حاج، والمسؤولين عن المشرحة، إذ اعترض الأول على طريقة عرض صور الضحايا على الجدران من دون أسماء أو أي عناصر تعرف عنهم.

وقال الدكتور حسين طيباوي (45 عاماً) بغضب «لكل حاج سوار في يده يحمل اسمه ورقم جوازه، من غير الممكن نزع هذا السوار الذي كان ليسهل عملنا بدرجة كبيرة«.

وإذ تمكن من التعرف على امرأة من مجموعته ، كان هذا الطبيب يتابع البحث عن 35 حاجا جزائريا مفقودا، علما أن 12 جزائرياً قضوا في انهيار مبنى فندق بالقرب من الحرم المكي قبل أسبوع في حادثة قتل فيها 76 شخصاً.

من جهته، دافع بهشوان عن صوابية التدابير المتخذة، مشدداً على صعوبة التعرف على هوية الحجاج المتوفين ومشيراً إلى انه تم تسليم جثث 28 شخصا فقط إلى ذويهم حتى الساعة الحادية عشرة. وقد اختار قسم من أهالي الضحايا أن يدفنوهم في مكة المكرمة.

وقال ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز في ملاحظات نشرتها صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية أمس أن الحجاج كانوا يقيمون شعائر الرجم في الأيام السابقة من دون تسجيل أية حادثة تذكر.

وأضاف ولي العهد »الذي حدث هو أن أكثر من 12 شخصاً كانوا يحملون عفشا كبيرا على ظهورهم فسقطوا بالازدحام في الأرض وسقط بعضهم على بعض«.وتابع الأمير سلطان »صار يسقط الواحد على الآخر حتى توفي حوالي ثلاثمئة شخص«.

وأشار إلى انه تم منع الحجاج أصلاً من »نقل العفش وأعمالهم وأشغالهم على أكتافهم وقت الرجم«. وكان وزير الصحة السعودي حمد بن عبدالله المانع أكد للصحافيين أول من أمس من داخل مستشفى منى العام »أن المشكلة كانت حجاجا غير نظاميين ومشكلة الأمتعة«.

وكانت وكالة الأنباء السعودية نقلت عن المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور بن سلطان التركي قوله إن الحادثة وقعت بسبب »سقوط حجم كبير من الأمتعة المنقولة مع الحجاج«، مشيراً إلى أن »التدافع حصل عند مدخل جسر الجمرات الشرقي«.

Email