تشاؤم في أوساط الأميركيين والبنتاغون تدافع عن سترات الجنود

بوش: لسنا في العراق من أجل النفط وإسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا جورج بوش الرئيس الأميركي إلى ان يبقى النقاش الداخلي في الولايات المتحدة بشأن العراق »شريفا« وقال انه لن يقبل بأقل من النصر لكن استطلاعا للرأي اظهر تشاؤما وسط الاميركيين بشأن مستقبل العراق. في وقت دافعت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عن تجهيز الجنود بسترات الحماية الجسدية من المخاطر.

وقال بوش خلال لقاء مع مئات من سكان لويزفيل في كنتاكي يندرج في إطار حملته الهادفة إلى شرح استراتيجيته في العراق »انتظر ان يكون النقاش شريفا«. وأضاف ان »إحدى الوسائل للمساهمة في ذلك فيما نحن نتقدم نحو انتخابات 2006، تكمن في ان نتذكر الضرر الذي يمكن لنوعية الخطاب ان تلحقه بقواتنا، والتأثير الذي يمكن ان يكون للخطاب على تقوية عدو او إضعافه«.

وتابع بوش انه يرحب »بأصوات الذين يقولون: السيد الرئيس، لم يكن يجب ان تتخذ هذا القرار، ولكن ما لا احبه هو عندما يقال: لقد كذب، او انهم (الاميركيين) هناك من اجل النفط، او يفعلون هذا بسبب إسرائيل. »هذا النوع من الجدل يريد القول ان مهمتنا وتضحياتنا تقوم على أسس سيئة«.

وأوضح ان قرار الحرب على العراق كان »القرار الأكثر صعوبة الذي اتخذته كرئيس«، مضيفاً »الآن وبما اننا هناك يجب ان ننجح«.وتابع »العدو يملك سلاحا، يكمن في زعزعة عزيمتنا. دعوني اقول لكم لن ينجحوا في النيل من عزيمتي«.

كما أكد الرئيس الأميركي على انه لن يقبل بأقل من النصر الكامل في العراق، ولن يسمح لتنظيم القاعدة بتحقيق نواياه لتحويل العراق إلى ملاذ للإرهابيين. في غضون ذلك أكد مسؤولون عسكريون اميركيون الاربعاء ان البنتاغون تسهر على ان يكون الجنود المنتشرون في العراق مجهزين بكل الحماية الجسدية الضرورية.

وقال مسؤول في رئاسة اركان سلاح البر الجنرال ستيفن سبيكس خلال جلسة استماع دعي اليها امام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي »كل جندي معرض للخطر مزود بتجهيزات كاملة للحماية الجسدية، افضل حماية جسدية في العالم«.

وأشار سبيكس إلى ان تجهيزات الحماية »في تطور مستمر«. وقال »ما نملكه الآن مختلف جدا عما كان لدينا قبل سنة ونصف عندما كنت« في العراق. موضحاً انه تم »تزويد الجنود بنحو 700 ألف تجهيز كامل« وان »أكثر من 173 ألف حماية« للكتفين والجانبين أرسلت إلى »الجنود في ساحة العمليات«.

ودعي المسؤول العسكري مع غيره للتعليق على معلومات نشرتها صحيفة »نيويورك تايمز« السبت الماضي ومفادها ان السترات الواقية موجودة منذ 2003، لكن وزارة الدفاع الاميركية كانت ترفض حتى الآونة الاخيرة توزيعها بأعداد كبيرة على القوات الموجودة في العراق.

وذكرت الصحيفة ان صفائح السيراميك في السترات التي لا يزال يرتديها العديد من الجنود في العراق لا تغطي الا جزءا من الصدر والظهر.لكن الجنرال سبيكس قال لصحافيين بعد الجلسة »لا يفترض ان نحمل جنودنا وزنا يصبحون معه غير فاعلين ويعرضهم لاخطار أخرى«.

وأثارت القضية ضجة كبيرة في اوساط المعارضة الديمقراطية. وصرحت العضو في مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون انه من »غير المسموح وغير المقبول« ان يقتل جنود اميركيون في العراق بسبب سترات واقية من الرصاص غير فعالة. وشجب المرشح الديمقراطي السابق إلى الانتخابات الرئاسية ويسلي كلارك »اللامبالاة المريعة لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش إزاء امن قواتنا ورفاهيتها«.

في المقابل، اكد رئيس لجنة الدفاع في »الكونغرس« الجمهوري جون وورنر ان »البنتاغون« لا تتردد في الإقدام على أي مصروف من اجل تجهيز الجنود كما يجب، معربا عن خشيته من ان يؤدي الجدل القائم إلى »نشر الخوف« بين العسكريين.

وقال المسؤول في سلاح مشاة البحرية الاميركية (المارينز) الجنرال وليام كاتو ان التقرير الذي نشرته الصحيفة هو تقرير قديم. وقال انه تم ارسال 9000 تجهيز للحماية متطورة منذ سبتمبر إلى مسرح العمليات. وأشار إلى ان هذا العدد سيبلغ 28 ألفاً خلال ثلاثة اشهر. وأضاف »لدينا حماية للكتفين للعسكريين الذين يطالبون بها«.

وشارك عسكريان بلباسهما العسكري وتجهيزات الحماية الكاملة في جلسة الاستماع لعرض تجهيزات الحماية الجسدية.وقال احدهما السرجنت في المارينز جارد ماكنرني انه يفضل عدم استخدام حماية الكتفين التي اعتبرها ثقيلة جدا تعيق النشاط الجسدي المطلوب.

من ناحية أخرى أظهر استطلاع للرأي أن أقل من واحد من كل خمسة أميركيين على ثقة بأن العراق ستديره حكومة مستقرة في غضون عام فيما رأى أكثر من نصفهم أن الحرب التي تم شنها عليه لم تكن تستحق ما تطلبته.

واعتبر 19 في المئة من 1003 شملهم الاستطلاع بين يومى الجمعة والأحد الماضيين أنه ستكون في العراق حكومة ديمقراطية قادرة على حفظ الأمن والنظام من دون مساعدة القوات الأميركية وذلك في غضون 12 شهرا غير أن 75 في المئة عبروا عن قناعتهم بأن ذلك لن يحدث.

وبسؤال يتعلق بما اذا كان سيكون للعراق يوما ما حكومة مستقرة وديمقراطية من دون مساعدة من القوات العراقية جاء الجواب متعادلا بنسبة 46 في المئة لكل رأي. ورأى 52 بالمئة من الأميركيين في الاستطلاع أن الحرب لم تكن تستحق ما تطلبته حتى الان على عكس 46 في المئة.

وقال 53 في المئة ممن شملهم الاستطلاع الذي اجرته شبكة »سي ان ان« الأميركية بالتعاون مع معهد غالوب لاستطلاعات الرأي وصحيفة »يو اس ايه توداي« ان الحرب تمضي بشكل سيء بالنسبة إلى الأميركيين مقابل 46 في المئة يرون العكس.

كما اعتبر 50 في المئة منهم أن الحرب كانت خطأ وهو ما لم يوافق عليه 47 في المئة. وقال 49 في المئة انهم يوافقون على جدول زمني للانسحاب مقابل 47 في المئة لا يوافقون. وأظهر الاستطلاع أن 28 بالمئة يفضلون انسحابا أميركيا في غضون ستة أشهر.

(وكالات)

Email