القيادي في "حماس" محمود الزهارلـــ "البيان":

نشارك في الانتخابات لتغيير نمط الحكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محمود الزهار القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ان حركته لا تطرح نفسها بديلا عن احد، وان قرارها المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة لا يهدف لإزاحة قوى أخرى، وإنما يأتي من إيمانها بمبدأ الشراكة السياسية.

وبيَّن في تصريحات لـــ »البيان« أن »حماس« لا تريد الدخول في حرب أهلية لكنه شدد على ضرورة إجراء الانتخابات في مدينة القدس، وإيجاد الطريقة المناسبة لإجرائها هناك، منتقدا من يحاول استغلال هذه القضية كذريعة لتأجيل الانتخابات .

وقال ان »تعطيل الانتخابات سيفجر الوضع الداخلي الفلسطيني ونحن لسنا خاسرين والشارع هو اكبر الخاسرين«. واعتبر أن الشعب والمواطن هم المسؤولون عن صناديق الانتخابات لأن تدميرها هو تدمير لإرادتهم ، مشددا على أن الحركة لا تريد الدخول في حرب أهلية.

وحذر من إمكان تأجيل الانتخابات، وقال إن »الجميع يحتاج الانتخابات، فحركة »فتح« بحاجة إلى دخول الانتخابات لتثبت من يمثل الشارع الفلسطيني منها.

و»حماس« بحاجة إلى الشرعية الدستورية لترد على كل الادعاءات التي تقول بأنها إرهابية، والوطن يحتاج إلى برنامج إصلاحي يرمم ما دمره الاحتلال وما أفسده الفساد وكل الفصائل الفلسطينية الصغيرة والكبيرة«.

وأضاف: »الشارع الفلسطيني عنده الكثير من القنابل المتفجرة يربطها ويوقتها على الانتخابات، ويرى في الانتخابات حلا لهذه المشاكل، وبالتالي إذا أردنا تأجيل موعد الانتخابات ورسخنا الواقع الحالي فإن الفوضى العارمة ستكون هي المحصلة«.

وأكد الزهار على أهمية حماية العملية الانتخابية، وقال إن الدرع الواقية لهذه العملية ستكون الشارع الفلسطيني، وعبر عن تخوفه من سيناريوهات سيئة لتخريب يوم الاقتراع يمكن استنساخها مما حدث في الانتخابات التمهيدية لحركة »فتح«.

وقال: لا أحد يستطيع أن يقف الآن ويقول سأؤجل الانتخابات أو يقول إنني سأخرب الانتخابات، لكن بعض الجهات العسكرية المعروفة والمحسوبة على جهات معينة وقفت وقالت إنها ستحارب العملية الانتخابية وإنها ستخربها«.

وأضاف »أعتقد أن الذي يتبنى هذا الموقف سيخسر على مستوى الشارع ليس فقط على مستوى الانتخابات، ولكن أيضا بعد الانتخابات، والسؤال المهم الذي يجب أن يطرحه كل طرف وخاصة الجهة أو الجهات التي تعارض إجراء الانتخابات هو ماذا بعد يوم الانتخابات إذا نجحت في إفشالها«.

وشدد على أن الشارع الفلسطيني سيحمي العملية الانتخابية، »وسيتواجد في أماكن ومقرات الاقتراع ويستطيع أن يحميها، ومن يعتدي على الشارع والناس فإنه بالتأكيد سيلقى عقابا كبيرا من الجماهير، لأن الشعب لن يسكت على من يطلق عليه الرصاص أو من يحاول يصادر قناعته أو أن يؤجل مصالحه.

وأوضح أن »حماس« في الوقت الذي لا تطرح نفسها بديلا لحركة »فتح« إلا أنها تمتلك برنامجا بديلا عن برنامجها، مضيفا »برنامج السلطة أعطى فرصة ليحقق الحد الأدنى للشعب الفلسطيني ولكن ذلك لم يحدث, ولقد أكد أصحاب هذا البرنامج أن حالة الفساد لا يمكن حلها إلا بالانتخابات«.

وتابع: »لجأنا إلى الانتخابات ليس كرها لأي فصيل، ولكن لتغيير نمط الحكم. وفي الانتخابات علينا أن نرسم مفهوم تداول السلطة بالانتخابات وليس بالانقلاب. والمح إلى ثوابت حركة »حماس«. وقال :نحن فئة نؤمن بأن الإسلام سيدخل كل بيت يعين عزيزاً، مشددا على أن حركته لن تفاوض إسرائيل بعد دخولها المجلس التشريعي«.

وعمّا إذا كانت الانتخابات تشكل حلا سحريا للأزمات الداخلية التي يشهدها المجتمع الفلسطيني، قال الزهار: »الحلول السحرية في السياسة غير قائمة، ولكن هذا هو الحل الوحيد المتوفر الآن، هذا هو الحل الوحيد الواقعي الذي يجيب عن العديد من الأسئلة.

قد لا يجيب عن كل الأسئلة وخصوصا أن موازين القوى مختلة بيننا وبين الكثير من عناصر المشهد والواقع، ولكنها ستشكل على الأقل رافعة للجيل القادم يستطيع أن يبني عليها الكثير من المواقف الإيجابية«.

وأضاف »إذا بدأنا ننحدر سنحتاج إلى سنوات حتى نصعد إلى مرحلة الصفر. نحن نريد أن نصعد من مرحلة الصفر إلى ما هو أعلى، وأعتقد أن الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة، في الشعوب الأخرى تستخدم إما الانتخابات أو الانقلابات.

وكانت الانقلابات كارثة، ولكن هذا لا يعني أن حق الدفاع عن النفس، وحق الدفاع عن المنجز هو حرب أهلية. الأمر مشروع، ويجب أن يستخدم، وألا يترك للعبث أو التخريب.

وبشأن التخوفات من انقطاع المساعدات عن الشعب الفلسطيني في حال فوز حماس قال الزهار إن المؤسسات الإسلامية والبلديات التي فازت بها حماس تلقت مساعدات من العرب وتلقت من الدول المانحة ولكن ليس على حساب كرامتنا ومواقفنا.

غزة ـــ ماهر إبراهيم:

Email