وجه في الاحداث

المرض يعطب«البلدوزر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتساقا مع لقب البلدوزر الذي اشتهر به عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لجدول أعمال قاس بعد أيام فقط من إصابته بجلطة خفيفة الشهر الماضي.

لكن عشية ما وصفه أطباء بعملية جراحية بسيطة لسد ثقب في قلبه شعر الزعيم الإسرائيلي البالغ من العمر 77 عاما مرة أخرى بوعكة الأربعاء ونقل على وجه السرعة في سيارة إسعاف من مزرعته في جنوب إسرائيل إلى مستشفى في القدس.

وفي هذه المرة كان التشخيص أكثر خطورة.. نزيف حاد وانفجار في أحد الأوعية الدموية بالمخ. وأجريت جراحة عاجلة لشارون وهو جنرال سابق اعتبره الإسرائيليون لفترة طويلة شخصية لا تقهر.

وشغل شارون منصب رئيس الوزراء منذ عام 2001 ليقود إسرائيل خلال الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ خمسة أعوام وظلت استطلاعات الرأي بعد اصابته بجلطة خفيفة في المخ الشهر الماضي تشير الى أنه أقوى المرشحين للفوز في الانتخابات المقررة في مارس المقبل كرئيس للحزب الجديد الذي يمثل تيار الوسط والذي أسسه بعد انشقاقه عن حزب ليكود اليميني.

وقال محللون سياسيون انه لم تهيمن على إسرائيل شخصية بالقدر الذي هيمن به شارون منذ دافيد بن جوريون أول رئيس وزراء للدولة اليهودية. وقال شموئيل ساندلر أستاذ العلوم السياسة بجامعة بار ايلان «كل شيء سيتغير في اللحظة التي يرحل فيها».

وسارع معلقون إسرائيليون إلى الإشارة إلى أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وخصم شارون منذ فترة طويلة كان أصغر منه بعامين عندما توفي في مستشفى باريس العام الماضي بعد أسابيع فقط من مرضه.وعاش شارون واحدة من أكثر الفترات المليئة بالضغوط في تاريخه المهني الطويل. وكانت هناك بالفعل علامات على أنها بدأت تنال منه حيث بدأ شارون يبهت.

وكان الانسحاب من غزة الذي خطط له شارون في العام الماضي رغم المعارضة الشديدة من المتشددين داخل حزب ليكود الذي يتزعمه مصدرا لقدر كبير من الغضب ضده. وكان ذلك الانسحاب أول إزالة لمستوطنات من الأراضي الفلسطينية.

وعقب استكمال الانسحاب من غزة انشق شارون عن حزب ليكود الذي يتزعمه ليؤسس حزب كديما قائلا انه لم يعد يرغب في أن تبقى يداه مقيدتان في متابعة الخطوات الدبلوماسية الرامية لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.

وكان من غير الوارد حتى وقت غير بعيد مجرد التفكير في أن يمزق شارون المستوطنات التي دافع عنها.لكن تلك كانت خطوة جسورة من شارون الذي كان لديه كقائد بالجيش سجل حافل في ميادين القتال وأيضا من تحدي القيادات العليا في الجيش.

وواجه شارون عداء العرب لتدبيره الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 الذي ارتكبت خلاله ميليشيا مسيحية موالية لإسرائيل مذابح في مخيمين فلسطينيين وبعد ذلك لرده العنيف على الانتفاضة التي اندلعت بعد زيارة قام بها للمسجد الأقصى عام 2000 قبل توليه رئاسة الحكومة.

وحظى شارون بإشادة دولية لإنهائه الحكم العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة غير انه تعهد بعدم التخلي قط عن تجمعات استيطانية أكبر في الضفة الغربية المحتلة.

(رويترز)

Email