أهالي "الجولانية" متمسكون بسوريتها

الجيش الاسرائيلي يعارض الجلاء عن قرية الغجر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال مسؤولون ان جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل (شين بيت) أوصى بالجلاء عن جزء من قرية الغجر المقسمة على الحدود اللبنانية وهي نقطة احتكاك مع مقاتلي حزب الله، غير أن الجيش يرفض التوصية، في وقت أعلن أهالي القرية انهم متمسكون بسوريتها.

وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون ان الاقتراح من غير المحتمل قبوله بعد مباحثات من المقرر أن تجرى اليوم الأربعاء بسبب معارضة وزارة الدفاع التي تعتقد انه سيبدو وكأنه انسحاب تحت ضغط النيران.

وقالت أجهزة الإعلام الإسرائيلية إن السكان يعارضون الاقتراح أيضا.ويقع الجزء الجنوبي من قرية الغجر في أرض تحتلها إسرائيل استولت عليها من سوريا في حرب 1967 ويقع الجزء الشمالي داخل لبنان. وسكان القرية عرب حصل كثير منهم على الجنسية الإسرائيلية.

وقال المسؤولون إن جهاز شين بيت اقترح نقل السكان الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية إلى الجزء الجنوبي من القرية ثم تقسيم القرية إلى جزأين تقسيماً دائماً.

وقرية الغجر هي نقطة احتكاك على الحدود التي شهدت اندلاعا للعنف على نحو متقطع منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000 منهية أكثر من عقدين من الاحتلال.

ووقع أخر اشتباكات في القرية في نوفمبر,وقتل ثلاثة من مقاتلي حزب الله في غارة فاشلة كانت تهدف إلى أسر جنود إسرائيليين. وأصيب 11 جندياً إسرائيلياً في القتال.

وقال مسؤولون إن اقتراح الانسحاب من القرية تردد قبل أكثر من عام ولكنه اكتسب قوة دفع عقب ذلك الهجوم.وقال تقرير نقلته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن الاقتراح يدعو إلى منح السكان الذين يتعين إجلاؤهم تعويضا مماثلا للتعويض الذي حصل عليه المستوطنون اليهود بعد إجلائهم عن قطاع غزة العام الماضي.

غير أن المصدر في مكتب شارون قال إن وزارة الدفاع رفضت أي شيء يمكن أن ينظر إليه على انه تنازل لحزب الله وفضلت على ذلك تعزيز المواقع في قرية الغجر كوسيلة لتجنب وقوع هجمات من مقاتلي حزب الله.وذكرت صحيفة هاآرتس في موقعها على شبكة الانترنت ان السكان يرفضون الفكرة أيضاً.

ونقلت عن احمد فتالي رئيس المجلس المحلي للقرية قوله »لقد عرضت علينا من قبل فكرة الجلاء والسكان يرفضونها بشدة. هذه أرضنا وديارنا«.

في الجانب السوري تعيش قرية الغجر السورية المحتلة حالة من الاستنفار بسبب التصريحات الإسرائيلية حول تقسيم القرية إلى قسمين ومعاملة سكان الجزء الشمالي من القرية معاملة مستوطني غزة.

ونقل موقع الجولان الالكتروني عن نجيب الخطيب، الناطق باسم قرية الغجر قوله: »إن أهالي القرية باقون في بيوتهم ولن تستطيع قوة مهما كانت إخراجهم منها. الغجر قرية سورية محتلة، والقوانين الدولية تمنع نقل أو ترحيل سكان الأراضي المحتلة«.

وأضاف: »ليس لدينا مانع من أن تنقل القرية بالكامل إلى السيادة اللبنانية، مؤقتاً، حتى يعود الجولان للسيادة السورية، ولكن على أن يكون ذلك كاملاً، أي أن تنقل أيضاً أراضي الغجر البالغة 12 ألف دونم من الأراضي الزراعية.

ولكن إسرائيل تريد نقل القرية بسكانها وبيوتها فقط، بينما تريد الإبقاء على الأراضي الزراعية، لتقسمها على المستوطنين اليهود، وهذا غير مقبول لدينا نهائياً، ولن نسمح بذلك مهما كلفنا الأمر«.

وكان أهالي قرية الغجر قد أصدروا صباح أمس بياناً يوضح »إن ما تردد في وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن إمكان تقسيم القرية، ونقل سكان الحارة الشمالية، وهدم بيوتهم، وتعويضهم عن ذلك.

وتسمية السكان بالمستوطنين وتشبيههم بمستوطني غزة، أمر سخيف وينم عن تحريضٍ واستنكار للهوية الوطنية لسكان القرية«.وأكد سكان القرية في بيانهم: عدم تخليهم عن بيوتهم مهما عرض عليهم من إغراءاتٍ كاذبة.

وأكد البيان أيضاً »بأن السلطات الإسرائيلية ليس لها أي حق في تقرير مصيرنا، فنحن مواطنون سوريون نعيش على أرضٍ محتلة، وان القوانين الدولية ومعاهدة جينيف لحقوق الإنسان تحظر على السلطات المحتلة التصرف في مصير السكان، وتمنع تغيير معالم الأرض، ونهب ثرواتها وخيراتها.

ومصادرتها واستعمالها واغتصابها من أصحابها الشرعيين«. واختتم البيان بالتأكيد على تمسك سكان القرية بالبقاء في بيوتهم مهما كلف الأمر: بهويتهم العربية السورية.وينتمي سكان قرية الغجر إلى أقلية علوية تعيش في ثلاث قرى في هضبة الجولان السورية المحتلة.

دمشق ـــ "البيان" والوكالات:

Email