الاتفاق يشعل النزاع الثأري بين قبيلتي المراقشة وآل عبدالله

علي صالح يتعهد بحرب على الخاطفين كما الإرهابيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعهد الرئيس علي عبد الله صالح بمحاربة خاطفي الرهائن الغربيين كما فعل مع الإرهابيين.. فيما غادر وزير الدولة الألماني السابق يورغن شروبوغ وزوجته وأبناؤه الثلاثة، الذين أفرج عنهم السبت بعد احتجازهم من قبل إحدى القبائل اليمنية مدينة عدن أمس عائدين إلى بلدهم، لكن الاتفاق الذي أنهى أزمة الرهائن فجر الخلافات الثأرية بين قبيلتين يمنيتين وأعاد المظاهر المسلحة في المنطقة.

وقال شروبوغ عقب اجتماعه مع الرئيس صالح أنه عبر عن امتنانه له »لاهتمامه بعملية خطفنا أنا وأسرتي وأنا سعيد جدا بان أعود إلى بلدي«. وأعرب عن دهشته لمشاهدة شبان مسلحين في المنطقة القبلية التي كان محتجزا فيها.

وقال: »أنا أعتقد أن مشكلة هذا البلد هي التعليم والتعليم أولا وهؤلاء الشبان لابد أن يكونوا في المدارس للتعلم ولكن للأسف يبدو انه لا توجد مدارس ولابد من إيجاد مدارس في أوساط القبائل لحل مشكلاتهم«.

وقال شروبوغ (65 عاما) إنه لم يشعر في أي وقت بأن حياته أو حياة أسرته مهددة، مشيرا إلى أنهم حظوا بمعاملة جيدة. وأوضح أنه أدرك منذ بداية الأزمة أن عملية الخطف ليس لها دوافع سياسية أو »إرهابية«.

وأضاف إنه أبلغ خاطفيه بأن مثل هذه العمليات قد تقوض قطاع السياحة في اليمن الذي أكد أنه لا يزال يهواه بقوله: »وأنا مع ذلك أحب اليمن«.

من جانبه، أعرب صالح خلال لقاء مع الأسرة الألمانية الذي استمر 15 دقيقة وعقد بالقصر الرئاسي في المدينة بحضور السفير الألماني لدى صنعاء فرانك ماركوس ــ مان عن إدانة القيادة والشعب اليمنيين لعملية الخطف.

وشدد على أنه سيتم تقديم مرتكبي الجريمة إلى العدالة، مشيراً إلى أن عمليات الخطف ذات دوافع إجرامية وليست سياسية. وتعهد باتخاذ كل الإجراءات الضرورية حيال الضالعين فيها.

وقال الرئيس اليمني إن الخاطفين لا يمثلون سوى أنفسهم ولا يعبرون بأي شكل عن القبيلة التي ينتمون إليها أو المنطقة التي يعيشون فيها. وتعهد بمحاربة الخاطفين للأجانب كما حارب الإرهاب.

في غضون ذلك، تسبب الاتفاق الذي ابرم بين السلطات اليمنية وخاطفي الرهائن الألمان الخمسة في خلق مشكلة قبلية بين الأخيرة وقبيلة المراقشة، وقالت مصادر محلية في محافظة أبين لـ »البيان« إن مجاميع مسلحة من المراقشة في محافظة أبين

استحدثت مواقع مسلحة عند مدخل مدينة زنجبار عاصمة المحافظة لمنع السلطات من تنفيذ اتفاقها مع قبيلة آل عبدالله التي خطفت الرهائن الألمان، عبر منع ننقل خمسة من قبيلة آل عبد الله موقوفين في احد المعسكرات على ذمة قتل خمسة من »المراقشة«.

ويستند المعترضون على الاتفاق إلى مخاوف من إطلاق السجناء في حين إنهم مطلوبون في قضايا قتل أفراد من قبيلة المراقشة، وقال أحمد حيدره احد وجهاء المراقشة المرابطين على مداخل مدينة زنجبار: »لن نسمح بفرار القتلة قبل أن يقول القضاء كلمته فيهم،

ونقلهم إلى صنعاء معناه إطلاق سراحهم كما حصل لغيرهم من آل عبد الله«. وأضاف: »سنبذل كل ما في وسعنا لحفظ حقنا في القصاص الشرعي من قتلة أبنائنا«، على حد قوله.

وقال عبد الله بلعيدي احد كبار شيوخ المراقشة إن قبول السلطات بمقايضة الألمان المختطفين بالقتلة يمثل سابقة خطيرة في التعامل مع القضايا المنظورة أمام القضاء، »نحن نرفض الاعتداء على الأبرياء والإساءة لليمن وضيوفها، ونرفض أيضا تجاوز القضاء«.

وكان وزير الدفاع اليمني عبد الله علي عليوة أشرف على اتفاق مع الخاطفين نص على نقل سجنائهم إلى صنعاء وإلقاء القبض على خمسة من أفراد قبيلة المراقشة وإيداعهم السجن خلال مدة لا تتجاوز الخمسة وأربعين يوما بعدها يترك أمر حل الخلاف القائم بين القبيلتين إما للصلح القبلي أو للقضاء.

صنعاء ــ البيان والوكالات

Email