صحف بيروت: زلزال ارتدادي يوازي الانسحاب من لبنان

صمت رسمي سوري تجاه «قنبلة» خدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدت المدن السورية خالية من سكانها وقت بث قناة العربية الفضائية مقابلة تلفزيونية مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام تحدث فيها عن أخطاء القيادة السورية الحالية والعلاقة بينها ورئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، فيما اعتبرت الصحف اللبنانية حديثه زلزالاً ارتدادياً يوازي الانسحاب من لبنان.

ورغم أن خدام بدا واثقا من نفسه، منظّما في أفكاره، سياسياً محنكاً مخضرما، وهو يشن هجومه العنيف على القيادة السياسية في سورية خلال المقابلة إلا أن القيادة والشارع السوريين بحسب موقع »إيلاف« الإلكتروني ذهلوا بما طرحه خدام من اتهامات ومعلومات تسيء إلى سوريا ومساعيها للخروج من عزلتها ودائرة الاتهامات التي تحاصرها في موضوع اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري على وجه التحديد.

وفيما تحدث خدام عن أخطاء السلطة والتقصير في عملية الإصلاح السياسي قائلاً »بعد أداء بشار الأسد للقسم قدمت له دراسة لتطوير الحزب مما يعني تطوير النظام السياسي في سورية وقضية الحريات والديمقراطية والوضع الاقتصادي والخروج من الأزمة ومسالة الحداثة والعلاقة بين الإسلام والعروبة وكانت مقترحاتي عبارة عن استراتيجية

واعتقد أنه لو أن الرئيس بشار تبنى هذه الاستراتيجية لما وقعت سورية في هذه الحقول من الألغام ولما واجهنا هذه الصعوبات الداخلية والخارجية ولما كانت الدولة سائرة في طريق مليء بالألغام وفي ظلام دامس«. إلا أن الشارع السوري يتحدث عن انغماس اسمه مع أولاده في العديد من قضايا الفساد على مدى وجوده في سدة السلطة وكانت أول قضايا الفساد المعلنة موضوع دفن النفايات النووية في سورية وتردد اسم أولاد خدام في هذا الملف.

وحاول خدام ملامسة مشاعر المواطن السوري العادي والتعرض إلى مشاكل قائمة كالفقر والفساد المتفشي في بلاده والتي برر من خلالها قراره بالاستقالة حيث قال »عندئذ تشكلت القناعة لدي أن عملية الإصلاح لن تسير قدما فقررت الاستقالة وراجعت نفسي ووضعت نفسي أمام خيارين إما أن أكون مع الوطن أو مع النظام واخترت الوطن لان النظام حالة عارضة«،

وأضاف »عندما لا يجد ملايين السوريين ما يأكلونه وعندما يبحث بعضهم عن الطعام في القمامة وتتراكم الثروة في أيدي عدد قليل من الناس لان القانون غائب والموجود الآن هو مصالح الطبقة الضيقة«، وقال »إن نصف السوريين تحت خط الفقر ونصفه على التوازي مع خط الفقر وقلة قليلة تعيش في رخاء ولا نستطيع مواجهة الضغوطات الخارجية والشعب السوري مصادرة حرياته ولا يمكنه أن يمارس حقوقه السياسية«.

وفي لبنان اعتبرت جهات إعلامية ورسمية حديث خدام بأنه شهادة لمصلحة التحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ويقول النائب عمار الحوري (كتلة المستقبل) إن »كلام خدام هو كلام لشاهد بمستوى خاص يختلف عن الشهود الذين سمعنا عنهم أخيراً، كلامه مدعم بوثائق وبشهود، واعتقد انه يعكس قضية واضحة، وهذا الكلام، خصوصاً إذا أضيف له بعض التفاصيل لم تقل بالأمس، سيقطع الطريق على الكثيرين من المشككين في التحقيق الدولي«.

من جهة أخرى ذكرت صحيفة »النهار« اللبنانية ان رئيس جهاز المخابرات العسكرية السابق رستم غزالة اتصل بمحطة »العربية« الفضائية عقب عرضها لمقابلة خدام كي يرد على ما ورد في سياق الحلقة لكنه عدل عن رأيه طالبا التريث يومين أو ثلاثة.

وكان خدام قد وصف غزالة باللص والمجرم، ناقلا كلامه عن لسان الرئيس السوري بشار الأسد.وفي حين خلا أمس الإعلام الرسمي السوري من أي رد فعل حول تصريحات خدام، إلا أن مصدراً سورياً وإعلامياً اعتبر ان توقيت بث اللقاء ليلا كان مدروسا لمحاولة إرباك سوريا.

وفي لبنان خصصت جميع الصحف اللبنانية الصادرة أمس عناوين صفحاتها الأولى لحديث خدام. وتساءلت »النهار« في عنوانها الرئيسي »خدام يكشف أسرار أزمة اغتيال الحريري فهل يصبح الشاهد الأساسي في التحقيق؟«. ونقلت عن مسؤول كبير لم تكشف اسمه، قوله إن »كلام خدام زلزال ارتدادي يوازي زلزال الانسحاب السوري بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري«.

من جهتها، عنونت صحيفة »السفير« ان »عبد الحليم خدام يشهد ضد نظامه: خدعوا بشار الأسد وأغروه بالتفرد«. وكتبت الصحيفة في عناوينها الرئيسية نقلا عن خدام »نعم رستم غزالة هدد القيادات جميعا وتصرف بلبنان كأنه الحاكم بأمره، أساءت القيادة تقدير أهمية رفيق الحريري واغتياله عملية معقدة، وميليس مهني، الشرع ضلل القيادة، ونصحت بمحاورة البطريرك صفير وقرنة شهوان واستعادة جنبلاط لمواجهة 1559«.

اما صحيفة »لوريان لوجور« التي تصدر باللغة الفرنسية فقد عنونت »خدام يكشف معلومات كثيرة وخطيرة: النظام السوري هدد فعلا الحريري«. ونقلت الصحيفة عن خدام قوله »من حيث المبدأ لا يستطيع »جهاز امني« ان يتخذ هذا القرار (اغتيال الحريري) منفردا، رستم غزالة مجرم وما زال محميا من الرئيس«.

من جهتها، كتبت صحيفة »المستقبل« التي تملكها أسرة الحريري »خدام: الأسد قال لي انه هدد الحريري بسحق من يخرج عن قرارنا. المحيطون ببشار حرضوه وغزالة تصرف كحاكم مطلق في لبنان واخذ 35 مليون دولار من بنك المدينة«. وخرجت صحيفة »اللواء« عن صمتها وكتبت »عبد الحليم خدام يخرج عن صمته ويكشف عن أخطاء متكررة للقيادة السورية: الأسد اسمع الحريري كلاما قاسيا وبعدها نصحته بمغادرة لبنان«.

أما صحيفة »الديار« الموالية لسوريا »خدام ينضم إلى الصديق وهسام ويتحول مخبرا لدى ميليس«، في إشارة إلى الشاهدين اللذين تحدث عنهما تقريرا قاضي التحقيق الألماني ديتليف ميليس. وكتبت الصحيفة في عناوينها الرئيسية »يوضاس (يهوذا) السوري يقبض ثلاثين مليون دولار ويطلق الاتهامات. ابو جمال الساكن في قصور باريس يتحدث عن الفقر في سوريا«.

( وكالات)

Email