جمال مبارك يطيح بالشاذلي وسليمان والبلتاجي

رجال الأعمال يسيطرون على الحكومة المصرية الجديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت قوائم نشرت أمس أن رئيس الوزراء المصري المكلف أحمد نظيف استعان بسبعة من رجال الأعمال في حكومته الجديدة ,التي اصطبغت بصبغة تكنوقراطية وغاب عنها الوزراء السياسيون, من أصحاب الخبرات في العمل العام,

كما خلت التشكيلة من وزراء الحرس القديم في الحزب الوطني الحاكم, وأبرزهم كمال الشاذلي (بعد 13 عاما من وجوده في الوزارة) وهو شخصية مثيرة للجدل والأقاويل وحكايات الفساد, بما يمثل انتصاراً لرجال لجنة السياسات بقيادة جمال نجل الرئيس المصري حسني مبارك.

وأكدت المصادر أن خروج الشاذلي كان مفاجأة غير متوقعة للجميع وأنه لم يعلم بالقرار سوى عصر الثلاثاء من خلال اتصال تليفوني من قيادة حزبية. وأكدت مصادر مطلعة أن قرار تشكيل الحكومة الجديدة عكس وجود نفوذ قوي للفكر الجديد داخل الحزب ولرجال الأعمال بعد نجاح تجربة وزير الصناعة رشيد محمد رشيد ووزير السياحة احمد المغربي.

وكشف التعديل الوزاري عن صراعات مريرة شهدها الحزب الوطني خلال الأيام الماضية بشأن تولي حقائب وزارية بعينها خاصة وزارة الشباب التي ألغيت وخرج وزيرها المخضرم ممدوح البلتاجي, وكان يتنافس عليها ماجد الشربيني أمين شباب الحزب الوطني ومحمد كمال أمين لجنة الشباب بأمانة السياسات ، حيث اتفق على إلغاء الوزارة.

وأرجعت مصادر سياسية أسباب اختيار رجل الأعمال محمد منصور صاحب توكيل سيارات شيفرولية في مصر لمنصب وزير النقل إلى الصلات الوثيقة التي تجمع بين منصور وبين شخصية شابة نافذة , كما أنه يتمتع بصلات وثيقة مع الأميركان وهيئة المعونة الأميركية.

وسيتولى وزارة النقل الجديدة محمد لطفي منصور وأسرته من أغنى الأسر المصرية ولديها توكيلات لشركتي جنرال موتورز وكاتربيلر وامتياز استغلال اسم شركة ماكدونالدز لمطاعم الوجبات السريعة. ويرأس الوزير الجديد شركة رويال اند صن الايانس للتأمين في مصر, فضلا عن ان منصور صاحب توكيل شركة مارلبورو العالمية للسجائر لفترة طويلة في مصر.

وكشفت المصادر أن جهات سيادية وأمنية كانت وراء إبعاد المهندس محمد إبراهيم سليمان من منصبه الوزاري , بعد تعرضه لحملة انتقادات لاذعة من صحف المعارضة خلال أزمة القبض على المعماري المصري البارز د. ممدوح حمزة في لندن بتهمه التخطيط للتآمر على حياة ثلاثة من المسؤولين المصريين البارزين.

ووسع نظيف سلطات اثنين من أبرز المؤيدين للإصلاح الاقتصادي وهما وزير المالية ووزير التجارة والصناعة.

وأضيفت التجارة الداخلية إلى مهام وزير التجارة الخارجية والصناعة رشيد محمد رشيد المدير السابق بشركة يونيليفر الذي تفاوض على صفقات تجارية مع إسرائيل والولايات المتحدة ومنظمة التجارة العالمية.ودفعت تقارير أولية عن التغييرات الوزارية الأسهم المصرية للارتفاع الأربعاء و الخميس.

وقال بسيم عريضة من شركة التجاري الدولي للسمسرة »هناك شعور طيب تجاه الحكومة الجديدة وخاصة لاستمرار الإصلاحيين. نحن نحتاج لشيء من الاستمرارية فيما يتعلق بالإصلاحات«.

وانتقل أحمد المغربي المدير السابق بمجموعة أكور الفرنسية للفنادق من وزارة السياحة إلى وزارة الإسكان ليحل محل الوزير السابق الذي أمضى 12 عاما في هذا المنصب.

وقال مصدر رسمي طلب عدم نشر اسمه ان نظيف يريد من المغربي تسوية مشكلات غير محددة في وزارة الإسكان.أما وزير السياحة الجديد فهو زهير جرانة وهو من رجال الأعمال بالقطاع الخاص وتملك أسرته شركة تعمل بقطاع الفنادق والسفر.

وسيشغل منصب وزير الزراعة أمين أباظة رئيس الشركة العربية لحليج الأقطان التي تعد أسهمها من أكثر الأسهم تداولا في البورصة المصرية. كما أنه رأس من قبل رابطة الاسكندرية لمصدري الأقطان.

ومن رجال القطاع الخاص الذين دخلوا الحكومة أيضا حاتم الجبلي كوزير للصحة والسكان. وكان يشغل من قبل نائب الرئيس والعضو المنتدب لمستشفى دار الفؤاد وهي من أحدث مستشفيات القطاع الخاص في البلاد.

ومن الشخصيات الإصلاحية البارزة سيبقى وزير الاستثمار محمود محيي الدين في منصبه ليظل مسؤولاً عن برنامج الخصخصة الذي تتسارع وتيرته.وتلقى اتجاه الإصلاح الاقتصادي دعما آخر بخروج كمال الشاذلي وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب وأحد أقطاب الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يعتبر من أقل المؤيدين للتغيير.

وفي ظل رئاسة نظيف للحكومة شهد الاقتصاد المصري تقدما مطردا. فقد ارتفع النمو الاقتصادي الى معدل سنوي يبلغ 3ر5 في المئة في الفترة من يوليو إلى نهاية سبتمبر الماضيين من 3ر4 في المئة قبل عام.وارتفعت قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية منذ تعويمه في ديسمبر عام 2004.

القاهرة ــ البيان و(رويترز)

Email