بعد التشكيك في صدقية وأهداف الإعلام الرسمي

دمشق تتروى في كشف المواجهات مع «الإرهابيين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الاشتباك المسلح بين قوات الأمن السورية ومجموعة مسلحة وصفت بالتكفيرية في حلب عن توجه جديد في طريقة التعاطي الإعلامي الرسمي مع هذه العمليات، بعد موجة من الانتقادات الداخلية والخارجية، والتي اتهمت بعض الوجوه الإعلامية الرسمية وغير الرسمية (محللين سياسيين) بالمبالغة في تضخيم الخطر الأصولي الذي يهدد سوريا، وهو ما انعكس على مصداقية هذا النوع من الأخبار.

ويبدو أن السياسة الإعلامية الجديدة تتسم بقدر كبير من الحذر والتروي قبل الإعلان عن هذا النوع من العمليات، إذ أكدت مصادر سورية رسمية أن اشتباك حلب هو الثاني خلال أسبوع واحد، وأن السلطات لم تعلن عن الأول حرصاً على سرية التحقيقات.

وتداول الإعلاميون في دمشق خلال الأسبوعين الماضيين أخباراً عن القبض على مجموعة تكفيرية قرب دمشق كانت تعد لعمليات مسلحة، غير أن الإعلان عن هذا الخبر تأجل أكثر من مرة حرصاً على سير التحقيقات وكشف الأبعاد الحقيقية التي تقف وراءها.

وأرجع المراقبون هذا الحذر إلى النتائج السلبية التي لحقت بمصداقية الإعلام الرسمي بعد التسرع في الإعلان عن الطبيعة »الإسلامية« للمجموعة الإرهابية القادمة من الأردن والتي اشتبكت مع قوات الأمن السورية في منطقة جبل قاسيون، إذ كشفت التحقيقات بعد يومين أن المجموعة لا علاقة لها بالتطرف الإسلامي وأن خلفيتها جنائية بحتة كما أكدت ذلك المصادر الأردنية.

وتنقسم الآراء في دمشق بين من يعتبرون أن هذه الحوادث فردية ولا تشكل خطراً أصولياً يهدد سوريا، وبين من يريدون أن يصوروا أن الخطر الأصولي الذي يهدد المنطقة برمتها يهدد سوريا أيضاً.

ويرى أصحاب وجهة النظر الأولى أن هذه العمليات قد تكون مرتبطة بأوضاع في البلدان المجاورة، لأن سوريا ليست من ضمن أهداف منظمة القاعدة في الوقت الحالي، فيما يذكر أصحاب وجهة النظر الثانية بأن دمشق تعرضت في الماضي للخطر الأصولي، وان القبضة الأمنية هي التي جعلته ينحسر، وهو يتسلل بين الفينة والأخرى باحثاً عن ثغرات يعود من خلالها ليضرب في الداخل من جديد.

ويستشهد هؤلاء بالهيكل التنظيمي الذي عثروا عليه لتنظيم ما يسمى »جند الشام« الذي قسم سوريا إلى مناطق ووضع لكل منطقة أميراً للتنظيم.

وبدأت العمليات المسلحة لما يسمى »التنظيمات الأصولية الإرهابية« العام الماضي عندما قامت مجموعة بقصف مقر مهجور للأمم المتحدة في منطقة المزة، تلا ذلك الكشف عن تنظيم »جند الشام« الذي كان يعد لإقامة مراكز له في مختلف المناطق والمدن السورية، وتم قتل رئيس التنظيم المدعو أبو عمر ومساعده في منطقة دف الشوك جنوب دمشق. كما تم الكشف عن عمليات أخرى استهدفت هذا التنظيم في محافظة حماة والحسكة وحتى ريف دمشق.

دمشق ــ تيسير أحمد:

Email