بعد صمت زاد على سبعة وعشرين عاما كشفت السلطات اليمنية أمس عن مكان دفن عشرين قياديا في التنظيم الناصري المعارض مدنيين وعسكريين كانوا نفذوا محاولة انقلابية فاشلة ضد الرئيس علي عبد الله صالح في اكتوبر عام 1978، إلا أن مصدرا مسؤولا في التنظيم طالب بما يثبت ذلك.
وفي أول رد على مطالبات متكررة من قيادة »الناصري« وعائلات قادة الحركة الانقلابية صرح مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية بان هؤلاء قد دفنوا في إحدى المقابر العامة في العاصمة بعد ان نفذ فيهم حكم الإعدام الذي أصدرته محكمة عسكرية وأخرى خاصة بأمن الدولة.
واستنكر المصدر المطالبات المتكررة للتنظيم الوحدوي الناصري بتسليم جثث »المتآمرين من قيادته« في محاولة الانقلاب الفاشلة واصفا اياها »بتجاهل العارف« »لان قيادة التنظيم تعرف أنها خططت وباشرت بتنفيذ مؤامرة انقلابية على النظام الدستوري وسلطته المنتخبة من ممثلي الشعب حسبما كان ينص عليه دستور الجمهورية العربية اليمنية سابقاً«.
وفي أول رواية رسمية عن العملية قال المصدر المسؤول انه وبعد كشف المخطط والتصدي له تم إفشاله واعتقال المتآمرين وتقديمهم للقضاء فصدرت أحكام الإعدام بحق قادة الانقلاب من العسكريين وهم:
محسن احمد فلاح وعبد الله صالح الرازقي ومحمد مبخوت الفليحي وعبد الواسع الأشعري ومهيوب على العرفي وقاسم منصور إسماعيل الشيباني وعبد العزيز محمد رسام وحسين عبد الله منتصر واحمد مطهر مطير.. وأوضح إن حكم الإعدام في هؤلاء قد نفذ يوم 27 أكتوبر 1978م. أي بعد اثني عشر يوما على فشله، وقال انه تم الإفراج عن عدد 115 شخصاً »من المغرر بهم أثناء المحاولة الانقلابية«...
وحسب المصدر فان محكمة أمن الدولة العليا أصدرت حكما بإعدام 12 من القيادة المدنية للتنظيم وهم:
عيسى محمد سيف الأمين العام وسالم محمد السقاف الأمين المساعد للتنظيم والذي كان يشغل أيضا نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية ومحمد احمد إبراهيم نصر عضو القيادة التنفيذية وعبد السلام محمد مقبل وزير الشؤون الاجتماعية والعمل واحمد سيف الشرجبي عضو القيادة التنفيذية ومحمد محسن سعيد الحجاجي وعبد الكريم ناصر المحويتي وعلي محمد عباد السنباني وناصر محمد اليافعي ومانع يحيى سعيد التام وحسين عبد الباري احمد مذحجي وعلي صالح حسين ناجي ردفاني..
كما حكم بالسجن المؤبد على المتهم الثالث عشر مثنى سالم ثابت ردفاني...
وقال المصدر انه نفذ في هؤلاء حكم الإعدام يوم 5 نوفمبر 1978 ، كما صدر عفو رئيسي عن باقي المتهمين يوم 8 نوفمبر 1978 وعددهم 67 شخصاً وأطلق سراحهم حينها.
في حين تمكن من الفرار إلى خارج البلاد عدد من قيادات الانقلاب وكان أبرزهم نصار علي حسين رئيس المجلس العسكري والمرشح لموقع رئيس الجمهورية إذا نجح الانقلاب وعبد الله سلام الحكيمي رئيس تحرير صحيفة 13 يونيو الناطقة بلسان الجيش وعضو القيادة التنفيذية للتنظيم الناصري وعبد اللطيف علي الشرجبي وكيل محافظة صنعاء وعلي محمد الحبيشي أركان حرب قوات العمالقة التي أنشأها الرئيس إبراهيم الحمدي قبل اغتياله وعلي عبد ربه القاضي عضو المجلس العسكري.
وقال المصدر إن الذين نفذت فيهم أحكام الإعدام »تم دفنهم في المقبرة العامة المعروفة بمقبرة خزيمة وسط العاصمة صنعاء«... وأضاف: إن مطالبة التنظيم الناصري بتسليم رفات »المتآمرين من قيادته الانقلابية« لا تعدو أن تكون ضرباً من العبث السياسي واستجراراً لماضيه التآمري وكان الأجدر به أن يبحث عن مستقبل أكثر إشراقاً من ذلك الماضي.
من جهة ثانية قال مصدر مسئول في التنظيم الوحدوي الناصري لـ »البيان« أمس إننا نرحب بهذه الخطوة لكننا نطالب بما يثبت ما قاله المصدر الرسمي، وأضاف: »المعلومات المتوافرة لدينا كانت تشير إلى إنهم قد دفنوا بالقرب من احد المواقع العسكرية القريبة من العاصمة ولهذا نحن وعائلات هؤلاء القادة بحاجة لإجلاء الحقيقة«.
صنعاء ـــ محمد الغباري: