مقتل جندي أميركي وإصابة 3 في بغداد واعتقال 129 عراقياً، بريمر يتفقد الموصل بمروحية وغارنر تحت نيران موفد بلير

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنبن 18 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 19 مايو 2003 قام بول بريمر الحاكم الاميركي للعراق امس بأول زيارة لمدينة الموصل شمال العراق والتقى مجلسا بلديا عينته القوات الاميركية وتفقد الاوضاع الامنية على خلفية النزاع بين العرب والاكراد، بعد تعرض الجنرال جاي غارنر الحاكم السابق لموجة انتقاد عاصفة من جون سواريز ممثل توني بلير رئيس الوزراء البريطاني في العراق، فيما قتل جندي اميركي واصيب ثلاثة اخرون في انفجار ببغداد، واعتقل 129 عراقيا متهمين باطلاق نار على القوات الاميركية. وقال بريمر للصحفيين خلال زيارة للموصل بشمال العراق «قرأت تقريرا في الصحافة الاميركية عن تأجيل «تشكيل حكومة انتقالية» لا اعرف من أين تأتي هذه الروايات لاننا لم نؤجل شيئا. وفي الطائرة التي اقلته الى الموصل وضع بريمر في صورة الوضع الامني في المدينة التي ينتمي سكانها الى مجموعات اتنية ودينية كثيرة تضم العرب والاكراد والتركمان والمسلمين والمسيحيين. واجتمع بريمر مع اللواء المتقاعد غانم الباسو الذي يرأس مجلسا بلديا متعدد الاثنيات تم اختيار اعضائه في الخامس من مايو من قبل مجلس من 200 شخص اجتمعوا تحت اشراف الجيش الاميركي. وتلقى بريمر تقريرا من الميجور جنرال ديفيد لتروجي قائد الفرقة 101 المحمولة جوا حول الاوضاع الامنية خلال جولة بمروحية على الموصل. وفي بغداد اعلن بيان القيادة الوسطى مقتل جندي اميركي واصابة ثلاثة اخرين في انفجار. واضاف البيان ان الجنود الجرحى الثلاثة نقلوا الى مستشفى متنقل كما تم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الانفجار. من جهة اخرى افادت القيادة الاميركية ان شاحنة صهريج تابعة للجيش الاميركي اصيبت في هجوم بقذائف «ار بي جي» مساء السبت وذلك عندما كانت في مستودع عراقي للمحروقات في بغداد. واضاف بيان القيادة الاميركية ان الهجوم لم يؤد الى اصابات في صفوف الجنود او المدنيين غير ان الشاحنة دمرت. واضاف البيان ان «الشاحنة كانت في مهمةانسانية عندما هوجمت. وان المارينز الاميركيين اعتقلوا اربعة عراقيين لاستجوابهم». واضاف البيان ان جنديين اصيبوا بجروح عندما استهدفت شاحنة للجيش الاميركي قرب الحبانية (80 كلم غربي بغداد) بهجوم بقذائف الار بي جي. ونقل الجريحان الى المستشفى وتم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الهجوم. من جهة ثانية قال الجنرال وليام وبستر خلال مؤتمر صحافي ان ما لا يقل عن 400 دورية تنتشر في بغداد من اجل تعزيز الامن في العاصمة العراقية. واضاف ان هؤلاء الاشخاص متهمان باعمال سرقة وبحيازة اسلحة موضحا ان دوريات ليلية سارت مع الشرطة العراقية اعتبارا من امس . ومن ناحيته، اعلن الجنرال بوفورد بلونت قائد فرقة المشاة الثالثة خلال المؤتمر الصحافي نفسه «اننا نحاول تشكيل شرطة عراقية فعالة». واضاف ان سبعة الاف شرطي عادوا الى مراكز عملهم ولكن الاضرار التي لحقت بتجهيزات الشرطة خلال الغارات التي شنتها قوات التحالف وكذلك اعمال النهب التي اعقبت سقوط نظام صدام حسين جعلت مهمة اعادة الامن الى بغداد امرا صعبا. من جانبه وجه ممثل رئيس الوزراء البريطاني فى العراق جون سواريز انتقادا الى الادارة المدنية السابقة التى شكلتها قيادة التحالف الدولي للادارة والسيطرة على حالة الفوضى التى عمت العراق بعد زوال النظام العراقي البائد. وقال سواريز في حديث نشرته صحيفة ( صنداي تايمز) امس ان مبادرات قوية لسلطة جديدة ومتماسكة ستعمل على الحد من انتشار حالة الفوضى وانعدام القانون في البلاد. واضاف سواريز في اول حديث يدلي به لصحيفة بريطانية منذ وصوله الى بغداد منذ نحو اسبوع «ان الاسلوب الذي اتبعه رئيس الادارة الاميركية المؤقتة في بغداد الجنرال المتقاعد جاي غارنر اثبت عدم صلاحيته». يذكر ان الولايات المتحدة اجرت تغييرات على الادارة المدنية في العراق وعينت الدبلوماسي السابق بول بريمر (61 عاما) رئيسا للادارة المدنية الجديد في العراق بدلا من غارنر. وتم تعيين سواريز (47 عاما) سفير بريطانيا فى القاهرة اخيرا ممثلا في العراق من قبل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. ويعمل الرجلان على اعادة الامن الى بغداد التى تشهد حالة شديدة من الفوضى والسرقات والنهب اضافة الى نقص في الطاقة الكهربائية مصاحبة باعمال عنف وخطر تفشى الامراض مما قد يحول فرحة الاطاحة بنظام صدام حسين الى حالة من الغضب ضد النظام الجديد. ونقلت «التايمز» عن سواريز قوله «اتفقنا على تحديد اولوية المشاكل» مشيرا الى «ان اكبر المشاكل التى تواجهها الادارة هي بغداد واكبر مشاكل بغداد هي مسألة الامن». ولفت سواريز الى وجود استعداد لدى العراقيين لوقف الجرائم مؤكدا ان هناك صرامة وحزما في الاجراءات ضد كل من يرتكب جريمة مثل الاغتصاب والقتل. وقال الممثل البريطاني في العراق ان مشاكل اعادة الاعمار شهدت تفاقما بسبب كثرة مراكز السلطة مثل واشنطن والقيادة المركزية في الدوحة والادارة المدنية في بغداد ومركز قيادة الجنرال ديفيد ماكرنان قائد القوات البرية في العراق. وذكر «انه تم الان جمع هذه المراكز الاربعة بسلطة واحدة» وان «كسب ثقة العامة هو الخطوة المقبلة الحاسمة» مشيدا بنجاح النهج والاسلوب الاداري الذي طبقته القوات البريطانية في البصرة.وكالات

Email