تقرير اخباري ـ سحب الجنسية اللبنانية يهدد آلاف الفلسطينيين بالضياع

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 17 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 18 مايو 2003 يشعر اللاجئون الفلسطينيون الذين حصلوا على الجنسية اللبنانية بموجب مرسوم جمهوري صدر في 1994 بقلق شديد ازاء احتمال الغاء عملية تجنيسهم بعد طلب مجلس الشورى اللبناني من وزارة الداخلية الغاء عمليات التجنيس المشكوك بامرها بموجب هذا المرسوم. ويقول محمد فريجي الذي حصل على الجنسية بفضل المرسوم موضع الجدل «انا اقوم بخدمتي العسكرية منذ اربعة اشهر. وانا مستعد للدفاع عن وطني لبنان. الا ان الغاء تجنيس اللاجئين الفلسطينيين سيقضي على مستقبلي». وطلب المجلس من الوزارة «التحقق من ملفات كل الذين حصلوا على الجنسية اللبنانية بموجب المرسوم الصادر عام 1994 والغاء كل قرار متخذ لمن حصل على الجنسية دون وجه حق». ويمكن لهذا القرار ان يطال نحو 200 الف شخص بينهم 23 الف فلسطيني. ومحمد هو الابن البكر لحسين فريجي (45 عاما)، التاجر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا الذي لديه سبعة اولاد. وحسين فريجي من احدى «القرى السبع» الشيعية الواقعة جنوب لبنان والمحاطة بحوالى 14 مزرعة يسكنها سنة وهو من البدو الذين يعتبرون فلسطينيين اصليين لا لبنانيين. واشار وزير الداخلية اللبناني الياس المر الى ان الغاء التجنيس سيطال الاف الفلسطينيين ممن حصلوا على الجنسية اللبنانية بتزوير ملفاتهم، ومن بينهم خصوصا سكان القرى السبع. وتم ضم «القرى السبع» الى فلسطين العام 1920 خلال الانتداب البريطاني، لا الى لبنان الذي كان آنذاك واقعا تحت سيطرة الانتداب الفرنسي. واصبحت القرى السبع جزءا من اسرائيل لدى قيامها في 1948. وحصل سكان هذه القرى لدى فرارهم الى لبنان على بطاقات من وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الانروا) للافادة من تقديماتها الاجتماعية، واعتبروا فلسطينيين منذ ذلك الحين. وقال حسين فريجي، المسلم السني، «تغيرت حياتي بعد حصولي على الجنسية اللبنانية». واضاف بفخر «انا الآن موجود. اعمل في القطاع الخاص، ولدي منزل مسجل باسمي، واشتريت قطعة ارض. وقد حصل اشقائي ايضا على الجنسية». وتابع «عندما سمعت القرار عبر الاذاعة، شعرت بان كل آمالي تنهار. اذا سحبت مني الجنسية، ما سيكون مصير منزلي وعملي واولادي؟». ويحظر القانون اللبناني على الفلسطينيين ممارسة 70 مهنة، لا سيما المهن الحرة، وحيازة ممتلكات. وقال سعيد محمد (48 عاما) ان تكاليف المعاملات التي دفعها للحصول على الجنسية اللبنانية بلغت الف دولار. واضاف «قدمت طلبا وحصلت على الجنسية بطريقة قانونية»، وتابع «ان شقيقي حسين الذي لم يتمكن من الدفع، لا يزال فلسطينيا». وقال «لقد تخليت عن الجنسية الفلسطينية واخذت مني بطاقة الانروا. انا اليوم اخشى على عائلتي. اذا الغي تجنيسنا، كيف نعيش من دون جنسية؟». ـ أ.ف.ب

Email