قيادات معارضة تنتقد تراجع المؤتمر عن الحوار مع التجمع، المنشقون العائدون لحزب الميرغني يرفضون اتفاقه مع الحكومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 15 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 16 مايو 2003 علمت «البيان» أن قيادات بارزة بالحزب الاتحادي المسجل الذي يتزعمه الشريف زين العابدين الهندي وزير الخارجية الاسبق فشلت في إعادة بعض المنشقين من صفوف الحزب الى بيت الطاعة مجدداً بعد ان أعلن المنشقون الانضمام للحزب «الاب» المعارض بزعامة محمد عثمان الميرغني رئيس تجمع المعارضة بالمنفى. وقال قيادي من المجموعة التي عادت لحزب الميرغني ان سبب خروجهم يكمن في الاساس في استمرار تحالف المجموعة المسجلة مع الحكومة الامر الذي تضرر منه الاتحاديون بصورة عامة كما أوضحوا أنهم الآن يقفون ضد اي اتفاق ثنائي بين الميرغني والحكومة. وقال محمد سر الختم القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض ل«البيان» أن المساعي التي قادها د. أحمد بلال عثمان وزير الصحة الاتحادي القيادي البارز بحزب الهندي لإعادة المنشقين منه الذين انضموا للمعارضة ، قد باءت بالفشل ، وأوضح سر الختم أنه أكد لوزير الصحة ان الوحدة التي ترغب فيها المجموعة يجب أن تكون بعيدة عن الوصاية والاختزال والاشارة لا قدسية فيها لفرد او جهة وانما للمؤسسية التي يتم انتاجها من واقع عقد مؤتمر عام للحزب تشارك فيه جميع الاطراف. واضاف سر الختم أنه أوضح للدكتور أحمد بلال عثمان ايضا انهم يقفون الآن ضد الحوار الثنائي الذي يتم بين الحكومة ومجموعة من الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض ويرفضون بالتالى أي اتفاق ثنائي لذلك فأنهم لن يعودوا مطلقاً الى مصاف الحزب المسجل. واضاف انهم يرفضون كذلك انتاج نفس السيناريو الذي رفضه زعيم الحزب قبل سبع سنوات عندما اعلن رفضه لاتفاق الشريف مع الحكومة. الى ذلك نشرت صحيفة «الصحافة» الصادرة امس ان ادريس البنا عضو مجلس رأس الدولة السابق القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض «انشق من حزب الامة» يقود مساعي لتنقية الاجواء بين القيادات الاتحادية واضافت أنه عقد اجتماعاً بمنزله بحضور طيفور الشائب ومحمد الحسن عثمان واوسي والزين حامد وكمال عمر والمهندس حسن حاج موسى واضافت أن الاجتماع كان مثمراً وان لقاءات البنا ستتواصل واشارت الى أن مبادرته تهدف الى إزالة سوء الفهم واللغط الذي ساد بعض الاوساط الاتحادية حول الاتفاق مع الحزب الحاكم وامتصاص ردود الافعال السالبة وتهيئة الحزب للمرحلة التي سيدخلها السودان بعد توقيع اتفاق السلام النهائي. ومن جهة اخرى اضافت الصحيفة ان اتفاق الحكومة والحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض قوبل بردود فعل واسعة من قبل القوى السياسية المعارضة من بينها تيارات داخل الحزب الاتحادي نفسه ، فقد أعلن على أحمد السيد ممثل الحزب في سكرتارية التجمع عن اجتماع الاسبوع المقبل يضم قيادات الاتحادي لبحث تصريحات الامين العام للمؤتمر الوطني وتحديد موقف من الحوار مع الحكومة. وقال أن هم الحكومة يتمثل في ان يبقى الحوار مع الحركة الشعبية وينتهي معها لذلك فهي تخشى الحوار مع التجمع حتى لا تدخل في مسار آخر غير راغبة فيه رغم تنازل التجمع عن ثوابته ووصف السيد الحوار مع الحكومة بانه غير مجد وأن تصريحات الحزب الحاكم تؤكد ان هنالك خللاً داخل الحزب الحاكم الذي وافق على الحوار مع التجمع ثم تراجع عنه. ومن جانبه وصف د. فاروق كدودة عضو مركزية الحزب الشيوعي السوداني لنفس الصحيفة تراجع الحكومة عن اتفاقها بانه تعبير عن الارتباك الواضح في السياسة السودانية وغياب الاستراتيجيات ويشير الى عدم الاستقرار وتوحد الرؤى داخل الحزبين خاصة الاتحادي المعارض. وقال ان من الواضح ان الحوار كان يجري بين اقسام في الحزبين وقد يكون المؤتمر الحاكم موحداً الا ان الحزب الاتحادي وبطبيعة تكوينه يضم اتجاهات كثيرة بداخله واتهم كدودة الحزب الحاكم بميوله لكسر الاحزاب الاخرى واضعافها بحيث تعجز ان تكون بديلة له بعد تحقيق السلام وأعرب عن أمله أن يستفيد الحزب الاتحادي من هذه الواقعة في عدم التعامل مستقبلاً مع المؤتمر الوطني الحاكم. ومن جانبه رفض د. عمر نور الدائم نائب الصادق المهدي في زعامة حزب الأمة القومي التعليق على تراجع المؤتمر الوطني عن الحوار مع التجمع وقال ان المشاركة تخص الطرفين وأن حزبه لا يملك تفاصيل حول الاتفاق الذي أعلن بين المؤتمر الوطني الحاكم والاتحادي المعارض. ومن جانبه أوضح محمد فائق القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض في تصريح نشرته صحيفة الحرية الصادرة امس ان لقاءً سيتم بين الحكومة والتجمع الوطني المعارض بمبادرة عدد من الدول العربية للوصول الى حل سياسي شامل واشار الى ان اللقاء ينتظر تحديد مكانه وزمانه وتسمية المحاورين ومستوى المفاوضين. الى ذلك أجلت سكرتارية التجمع الوطني الديمقراطي المعارض بالداخل اجتماعاً كان ينتظر عقده عشية امس الاول الى ليلة امس لبحث تداعيات الاختلاف حول طبيعة الاتفاق بين الاتحادي المعارض والحكومة. الخرطوم ـ الحاج الموز:

Email