حشود كبيرة استقبلته في مقام السيدة رقية، خاتمي يختتم زيارة لدمشق باتفاق تجاري وتشديد على عدالة السلام، خرازي وسولانا يبحثان تهدئة حزب الله والمقاومة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 15 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 16 مايو 2003 أنهى محمد خاتمي الرئيس الايراني زيارته لدمشق ببيان مشترك يؤكد على عدالة السلام في المنطقة وباتفاقية لبحث تحرير التجارة بين البلدين فيما كان حشد كبير في انتظار خاتمي لدى زيارته مقاماً شيعياً في وقت كان وزير خارجيته كمال خرازي يبحث مع خافيير سولانا المنسق السياسي الأوروبي تهدئة المقاومتين الفلسطينية واللبنانية. وغادر دمشق ظهر الخميس خاتمي بعد زيارة رسمية استمرت يومين اجرى خلالها مع نظيره السوري بشار الاسد محادثات تتمحور حول تطورات المنطقة بعد الحرب على العراق كما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا. وودع الرئيس السوري ضيفه الايراني على ارض مطار دمشق الدولي الذي غادره متوجها الى اليمن وفق المصدر نفسه. وشدد خاتمي في جولتي المحادثات مع الاسد على «اهمية التشاور والتنسيق بين البلدين وضرورته اليوم اكثر من اي وقت مضى لان ايران وسوريا معنيتان بتطورات الاحداث في المنطقة والوضع في العراق» كما افادت سانا. كما حيا مواقف سوريا المتمسكة بالثوابت والمنفتحة على تطورات الوضع في المنطقة وامنها واستقرارها. من ناحيته اشاد الاسد «بالعلاقات الثنائية وبالتعاون الذي سبق احتلال العراق». وشدد على «اهمية التعاون اليوم من اجل الحفاظ على وحدة وسلامة العراق ومن اجل ايجاد تسوية عادلة وشاملة للنزاع العربي الاسرائيلي واحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط. واتفق الرئيسان على «ان السلام الوحيد الذي يمكن ان يستمر هو السلام القائم على العدل والذي يضمن للشعوب حقها وحريتها وكرامتها» وكان خاتمي قد وصل امس الأول الى دمشق ضمن جولة له في المنطقة شملت لبنان وتقوده أيضاً إلى كل من اليمن والبحرين وتزامنت زيارة خاتمي لسوريا مع وصول خافيير سولانا مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي لدمشق. والتقى سولانا والوفد المرافق له والذي يضم ميغيل موارتينوس بوزير الخارجية الايراني كمال خرازي. وقال موراتينوس للصحفيين ان الحديث دار حول خريطة الطريق وعن التهدئة من قبل حزب الله وحماس والجهاد وإعطاء فرصة لعملية السلام. وجرى خلال زيارة خاتمي لسوريا التوقيع على اتفاقية انشاء لجنة مشتركة سورية ايرانية تتولى وضع تصور لدراسة سبل تحرير التبادل التجاري التدريجي بين البلدين. وقد وقعت الاتفاقية في حضور الرئيس السوري بشار الاسد وضيفه خاتمي. وتنص الاتفاقية على «انشاء لجنة مشتركة سورية ايرانية تتولى وضع تصور لدرس سبل تحرير التبادل التجاري التدريجي بين البلدين»، كما افادت الوكالة التي لم تقدم تفاصيل اضافية. في جو مفعم بالخشوع والحماس، التقى الرئيس الايراني في ساعة متاخرة من ليل الاربعاء مواطنيه المقيمين في سوريا في مقام السيدة رقية التي تتبرك بها الطائفة الاسلامية الشيعية. وامام ضريح السيدة رقية بنت الامام الحسين حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم المكسو بالذهب، ادى خاتمي صلاته وانصرف للدعاء بضع دقائق خاشعا، فيما كان مئات من الايرانيين يهتفون بحياته، في الباحة المغلقة المجاورة لموضع المقام الذي انتصبت مآذنه وارتفعت قببه المضيئة في وسط دمشق القديمة الى جوار الجامع الاموي. ودخل خاتمي محاطا بحراسه باحة المقام الداخلية وخاطب ابناء امته بلغتهم الفارسية وسط حماس النساء والرجال والاطفال الذين امضوا ساعات طويلة في انتظار وصوله. وكالات

Email