الجيش الجزائري يحرر 17 رهينة أوروبية، الخاطفون ينتمون لجماعة خطاب المرتبطة بالقاعدة

النمسا تشكر بوتفليقة وألمانيا تطالب بعدم تعريض المحتجزين للخطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 14 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 15 مايو 2003 حررت الوحدات الخاصة بالجيش الجزائري 17 من الرهائن الغربيين الذين كانوا محتجزين لدى جماعة ارهابية على صلة بتنظيم القاعدة. وجاء تحرير الرهائن وهم عشرة نمساويين وستة ألمان وسويدي بعد معركة بين الجيش والخاطفين قتل فيها تسعة من الخاطفين وعدد لم يحدد في صفوف الجيش الجزائري. وطالبت ألمانيا أمس الجزائر بعدم تعريض حياة بقية الرهائن للخطر فيما أعربت النمسا عن شكرها للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. ولا يزال 15 أوروبيا (عشرة ألمان وأربعة سويسريين وهولندي) محتجزون لدى الخاطفين. واستغرقت عملية تحرير الرهائن عدة ساعات وفقاً لمصادر أمنية في منطقة جبلية تبعد 150 كم من منطقة امجيد الصحراوية وقع خلالها اشتباك عنيف بين قوى الجيش والمختطفين (10 عناصر مسلحين بالكلاشينكوف) وأسفر الاشتباك عن تحرير 17 سائحا أوروبيا فيما ترجح مصادر أمنية وقوع خسائر بشرية فى صفوف قوات الجيش والسياح. وتم نقل السياح المحررين فور انتهاء العملية على متن طائرة عسكرية إلى العاصمة الجزائرية ليتم نقلهم إلى بلدانهم لاحقاً. وتضم الوحدة الخاصة التي وصلت إلى المنطقة الاثنين مئة عسكرى مختصين فى التدخل السريع وتحرير الرهائن مدججين بالأسلحة والعتاد المتطور. وأضافت المصادر أنها أول عملية قامت بها الوحدة فى انتظار عملية أخرى ستستهدف جبال تاملريك 150 كلم عن ولاية اليزي الجنوبية التى يرجح أن يكون 11 سائحا قد احتجزوا كرهائن بها. وأوضحت المصادر الأمنية أن وحدات الجيش قد تمكنت من تحديد موقع السياح الـ 17والمختطفين عن طريق طائرة استطلاع مجهزة بتجهيزات رصد حرارة الانسان التى رصدت وجود 45 شخصا من الرهائن والخاطفين مما يرجح أن عدد الخاطفين كان 14 شخصا قتل من بينهم 9 عناصر خلال الهجوم. ورجح بعض المرشدين السياحيين فى المنطقة أن من بين السياح المختطفين أطفالا رضع استنادا الى الحفاضات التى تم العثور عليها داخل سيارات السياح. وأوضحت وحدات الجيش التى قامت بالعملية أن العملية الثانية التى تعتزم القيام بها فى منطقة تاملريك ستكون أخطر وأصعب لأن المنطقة تحتوى على عدد كبير من المغارات معربة عن أملها فى انتهاء العملية فى أقرب وقت وبأقل الخسائر. وبتحرير 17 سائحا وتحديد مكان 11 آخرين، يبقى مصير 4 سائحين مجهولا حتى الأن، ولم تؤكد المصادر ما إذا كانوا قد قتلوا خلال عملية التدخل هذه. من جانبها أعلنت هيئة اركان الجيش الجزائري أمس في بيان ان ارهابيين مسلحين ينتمون الى الجماعة السلفية للدعوة والقتال بزعامة حسن حطاب والمرتبطة بتنظيم القاعدة هم الذين كانوا يحتجزون السياح الاوروبيين. واضاف البيان انه «تم الافراج عن مجموعة من 17 سائحا اجنبيا كانت تحتجزهم المجموعة الارهابية +الجماعة السلفية للدعوة والقتال+ وان السياح السبعة عشر من جنسيات المانية وسويسرية ونمساوية بخير». وافادت مصادر متطابقة ان المفرج عنهم هم ستة المان وعشرة نمساويين وسويدي بينما لا يزال السويسريون محتجزين. ويعتبر هذا البيان اول رد رسمي جزائري على الافراج عن السياح الذين اختفوا بين منتصف فبراير ومنتصف مارس في الصحراء الجزائرية وعددهم 32. واضاف البيان «بعد هجوم قصير على الارهابيين اتخذت خلاله كافة الاحتياطات للحفاظ على حياة الرهائن تم الافراج عن كل السياح السبعة عشر سالمين». وفي فيينا بعث الرئيس النمساوي توماس كليستل ببرقية شكر أمس الاربعاء لنظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بعد تحرير عشرة رهائن نمساويين في الجزائر. وقال كليستل إن مصير النمساويين المفقودين كان يحز في نفس النمساويين وفي نفسه هو شخصيا. وأضاف «إن النمسا تقدر بشدة جهودكم الشخصية في الوصول إلى هذا الحل السعيد». كما أعرب نائب المستشار النمساوي هيربرت هوبت عن أمله في تحرير بقية الرهائن قريبا. وقال «إن الاسرة الاوروبية تتكاتف في مثل هذه الظروف الصعبة». وصرحت وزيرة الخارجية بنيتا فريرو-فالدنر بأن الرهائن المحررين في صحة جيدة. وذكرت محطة تليفزيون أو.أر.إف أنهم سينقلون جوا إلى سالزبورج في وقت لاحق. وقالت فريرو ـ فالدنر إنها لن تفصح عن تفصيلات عملية الكوماندوز حتى لاتعرض من لا يزالون في الاسر، للخطر. وذكرت أسرة أحد الرهائن السابقين، إنجو بلكمان من سالزبورج، أنه تمكن من محادثتهم هاتفيا من الجزائر الساعة الرابعة صباحا. وقال ابنه نيكولاوس (10 سنوات) «لقد أبلغني أنه بخير، وأنه سيحكي لي عن كل شيء عندما يعود إلى الوطن». الوكالات الجزائر ـ مراد الطرابلسي:

Email