أكد استمرار اللقاءات مع واشنطن ونفى بحث استئناف العلاقات الثنائية، خاتمي يطالب بانسحاب القوات الأميركية من العراق، الرئيس الايراني يؤكد استقلالية حزب الله ويؤكد دعمه للمقاومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 14 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 15 مايو 2003 طالب محمد خاتمي الرئيس الايراني الولايات المتحدة بسحب قواتها من العراق وترك العراقيين يقررون مصيرهم بأنفسهم كما دعا لسحب هذه القوات من أفغانستان أيضاً. وأكد وجود لقاءات مع الأميركيين ستستمر لكنها لم تبحث العلاقات بين الجانبين فيما لم ينف أو يؤكد الاتفاق حول العراق، وشدد من جهة أخرى على استقلالية حزب الله اللبناني وحقه في استمرار المقاومة لتحرير مزارع شبعا وكذا حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال وجدد ايمانه بالاسلام التقدمي. وقال خاتمي في مؤتمر صحافي عقده في بيروت في اليوم الثالث والاخير من زيارته الى لبنان ان «حزب الله لا يتلقى تعليمات من اي جهة». واضاف انه «واقع لبناني داخلي حقق انجازاته بمساعدة سائر الطوائف وقف بوجه الاحتلال (الاسرائيلي) ومن خلال التضحيات اجبر المحتل على الانسحاب رغم انه لم يسبق له ان انسحب الا من خلال ظروف دولية». واضاف «كيف نحرمه حقه في المقاومة؟»، وذلك ردا على سؤال عن الضغوط التي تواجهها خصوصا ايران وسوريا راعيتي حزب الله، لوقف دعمه. وقال «نحن لا نتدخل في شئون الاخرين، انما ندافع عن الحق». وتابع ان «المقاومة حق طبيعي بل واجب وطني مقدس. تضامن شعب لبنان مع المقاومة مكنها للمرة الاولى من ردع العدو عن حدوده لكن بعض اجزائه ما زالت محتلة»، مؤكدا انها «مقاومة مشروعة محترمة». واعرب عن امله في «زوال الاحتلال حتى تتحول الجهود الى التقدم والازدهار». وردا على سؤال مطالبة الولايات المتحدة لبنان بنزع سلاح حزب الله وسوريا بوقف تزويده باسلحة ايرانية عبر اراضيها، اكتفى خاتمي بالقول ان «حزب الله ليس بحاجة الى اسلحة من الخارج ويملك الامكانات اللازمة للدفاع» بدون ان يذكر اي تفاصيل. وقال «اذا انتهت الاعتداءات الاسرائيلية واستتب الامن لن يعود هناك اي تأزم يجب ممارسة الضغوط على اسرائيل وحاميتها (الولايات المتحدة) ليرضخوا للحق». وشدد خاتمي على ضرورة تحقيق السلام والامن قائلا ان هذا السلام والامن لا يتحققان الا بتحقيق العدالة لشعوب المنطقة ومن ضمنها الشعب الفلسطيني. لكن خاتمي اعتبر ان الولايات المتحدة ليست محايدة بل منحازة الى اسرائيل، مؤكدا ان ايران هي مع اي مشروع يستعيد حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق السلام العادل والشامل. وقال ان «ما يقرر مصير فلسطين هو ارادة الشعب الفلسطيني» مضيفا ان «اي مشروع يؤيد الحقوق الفلسطينية يجب ان يكون مقبولا من جميع الاطراف من اجل التوصل الى حل شامل وعادل في المنطقة». واوضح خاتمي ان اسرائيل هي التي رفضت وعرقلت جميع المشاريع التي طرحت لحل المسألة الفلسطينية وهي التي لم تقبل باي قرارات صادرة عن الامم المتحدة المتعلقة بنفس الموضوع. وقال خاتمى فى المؤتمر الصحفي ان الولايات المتحدة الاميركية «التى تدعى العمل ضد اسلحة الدمار الشامل» لاتمارس ضغوطاً ضد اسرائيل ولكنها تدعمها. واضاف ان التهديد الراهن ينتج عن وجود قوة متسلطة تكونت من خلال التهديد وخلق حالة الخطر بين الدول العربية والاسلامية ولابد من زوال هذا التهديد. ودعا خاتمى الى نزع اسلحة الدمار الشامل الاسرائيلية التى لايوجد اى حدود امامها.. واعرب خاتمي عن ايمانه بالاسلام التقدمي الذي يحترم حقوق وحرية الانسان وبالنظام الديمقراطي قائلا ان « ايران تبني سياستها الداخلية والخارجية على هذه الاسس» مؤكدا في الوقت نفسه ان سياسة ايران هي عدم التدخل في شئون سائر الدول. وقال خاتمي «ان العراق دولة مهمة وان زعزعة استقرار العراق يزعزع المنطقة. وفيما يخص اللقاءات الأميركية الايرانية قال خاتمي في المؤتمر الذي عقد بفندق فينيسيا «هذه اللقاءات لم تشمل الحديث في العلاقات بين البلدين وانها بدأت منذ سنتين وتركزت حول أفغانستان والعراق». وقال «لا جديد هناك بيننا وبين الجانب الاميركي. الذي يجري في جنيف قد بدأ قبل سنة او سنتين تحت اشراف الامم المتحدة خاصة عندما كانت القضية الافغانية في ذروتها». وأضاف ان المحادثات «تكررت لعدة مرات وسوف تتكرر». وتابع قائلا «ليس هناك جديد تحت الشمس يتعلق بمباحثات في الوقت الحاضر.. الخلافات كما تعلمون هامة وكبيرة. اعتقد ان العقبة في العلاقات تتمثل في الأميركيين انفسهم». وأضاف ان» الخلافات بيننا وبين اميركا كبيرة والعقبة تتمثل في السياسة الاميركية وسياستنا تجاه العراق واضحة جدا اذ كان لدينا موقف تجاه النظام العراقي ولكننا رفضنا الغزو الاميركي للعراق». مؤكداً رفضه أيضاً للتواجد العسكري الأميركي في أفغانستان. ومضى خاتمي الى القول «نحن نؤيد السلام والاستقرار في المنطقة ونؤيد ان يقرر العراقيون مصيرهم بأنفسهم». وفي هذا المجال دعا خاتمي القوات الاميركية للانسحاب من العراق كما دعا الشعب ا لعراقي الى تقرير مصيره بنفسه مؤيدا قيام حكم شعبي وطني يضم جميع الطوائف والاتجاهات على اسس ديمقراطية. وقال الرئيس الايراني «ان مصلحة اميركا تقتضي بان تترك ادارة العراق للعراقيين» مؤكدا ان العراقيين «اثبتوا جدارتهم وان الشعب العر اقي لن يقبل بالاحتلال». واعتبر خاتمي ان احتلال العراق كان خطأ كبيرا من الجانب الاميركي وان الولايات المتحدة تدعي انها لا بد من ان تحكم العالم كله وهي تتجاهل الامم المتحدة مؤكدا انه لم يحزن احد على سقوط النظام العراقي لكن الممارسات الاميركية مقلقة للعالم باسره. وقال ان «الشعب الاميركي يتحرك على اساس الحق والعدالة» معتبرا ان الرأي العام الاميركي سوف يتغير ويتغلب على الادارة الاميركية الحالية». لكن خاتمي لم يجب صراحة بالنفي أو التأكيد عن سؤال حول ان كانت المفاوضات مع الأميركيين انتهت بمقايضة حول مجاهدي خلق مقابل عدم التدخل في الشئون العراقية، واكتفى بالقول انه لا يوجد جديد في هذه اللقاءات. وكالات

Email