كولن باول في حوار مع ثلاثة اعلاميين مصريين: الأميركيون وحدهم يراقبون خريطة الطريق، اثق بقدرة محمد دحلان على فرض الأمن ولن نتعامل مع عرفات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 13 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 14 مايو 2003 جدد كولن باول وزير الخارجية الاميركي اصرار ادارة جورج بوش على رفض التعامل مع ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني واعرب عن ثقته التامة بقدرة محمد دحلان وزير شئون الامن في حكومة ابومازن على ضبط الاوضاع الأمنية الفلسطينية ووقف المقاومة المسلحة في وقت اعلن ان فريق المراقبة الذي سيشرف على تنفيذ خريطة الطريق سيكون اميركيا لا دوليا. ورد ذلك في مقابلة مع باول خلال زيارته امس الاول للقاهرة اجراها ثلاثة صحفيين مصريين ونشرت نصها وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية نورد تاليا ابرز ما جاء فيها: ـ هل من العدل والانصاف ممارسة ضغوط على الجانب الفلسطينى ومطالبته باجراءات كاملة فى نفس الوقت الذى تتقبلون فيه اجراءات محدودة من الجانب الأخر مجرد بوادر انسانية هنا أو هناك، هل يمكن ان ينجح هذا الأسلوب؟ - بالطبع يمكن أن ينجح، اعنى انك تقول مجرد بضعة ايماءات انسانية، ولكن هذا يتجاوز كونه مجرد ايماءات انسانية قليلة ولو تمكنا من حمل الاسرائيليين على التحرك فى هذا الاتجاه فهذا ما يطالب به الفلسطينيون الذين يقولون «دعونا نذهب إلى أعمالنا، دعونا نذهب إلى مدارسنا، دعونا نبدأ حياة طبيعية بقدر اكبر دعونا نفتح المنطقة لكى لا يجرى ايقافنا بصورة مستمرة أمام نقاط التفتيش، اجعلوا الحياة أفضل بالنسبة للشعب الفلسطينى». ولا أعتقد ان ما طلبته من رئيس الوزراء عباس يمثل ضغوطا أميركية أو يعد أمرا غير معقول، فبعد التصديق على تعيينه من جانب المجلس التشريعى قبل أسبوعين، وفى أول خطاب له، وهو خطاب لم تكتبه الولايات المتحدة أو أى شخص أخر قال يجب علينا أن نوقف العنف يجب علينا أن نوقف الارهاب، وعلينا أن نبلغ الشعب الفلسطينى انه يجب وقف هذا نظرا لانه لن يوصلنا إلى أى شيء، ومن المهم انه قال هذا، وانني سعيد لانه قال ذلك، ولكنه عندما قاله فانه وضع العبء على كاهله بشكل صحيح لكى يبدأ العمل لوضع نهاية للارهاب وللعنف. وبتعيينه محمد دحلان كوزير للأمن وهو الأمر الذى أثار جدلا كبيرا وضع فى المنصب شخصا يعرف كيف ينهض به، لقد فعل ذلك من قبل ويتمتع بالخبرة ولديه امكانيات وهى ليست امكانيات كافية وسنساعده بمزيد من الامكانيات لكى تكون متاحة لشخص يعرف كيف ينهض بعمله، ولذا فانني لا اعتقد بأننا لو قلنا للسيد عباس اننا سنساعدك فى هذه الجهود، ونشجعك فيها فسيعي ذلك من قبيل ممارسة الضغط ذلك مساعية له وتأييدا لجهوده. ولكن دعونا نضعها بهذا الأسلوب، اذا لم يحدث هذا، اذا لم يتم وضع نهاية للارهاب والعنف، اذا لم تدرك حماس والجهاد الاسلامي ان الشعب الفلسطينى لم يعد يرغب فى هذا النوع من النشاط، تذكروا أن حماس والجهاد الاسلامى وتلك المنظمات الأخرى لا تعبأ بالسلام، ولاتهتم بايجاد حل يقوم على اساس اقامة دولتين، انها مهتمة بتدمير اسرائيل وطالما ظل هذا هو هدفهم الرئيسى فانه لن يتحقق أبدا أى تقدم حيال قيام دولة للشعب الفلسطينى. ولقد قال رئيس الوزراء عباس هذا الأمر بوضوح لشعبه ولذا فانني لا اعتقد اننى ابلغته بأمر لم يعرفه من قبل أو طلبت منه أن يتخذ موقفا لم يتخذه بالفعل. وفي رد على سؤال حول المراقبين الدوليين قال باول: اعلنت الولايات المتحدة على مدى عامين انها سوف تقدم مراقبين لمراقبة كلا الطرفين والعمل كمحكمين كلما ظهرت مشاكل، نعم مراقبين. هذا ما قلناه على مدى عامين، مراقبين اميركيين وليس من الامم المتحدة، وأعلن الرئيس التزامه بذلك فى قمة الثمانية منذ عامين فى جنوا، انهم ليسوا قوات مسلحة ستفصل بين الجانبين ولكن مراقبين لمراقبة الاتفاقيات الموقعة بينهما، وعند نشوب نزاع او حين تكون هناك مخاوف او يكون هناك توتر فى مجال معين فسيكون المراقبون هناك لتهدئة الموقف ومحاولة حل المشكلة. ـ وحول المراقبين السابقين من السى اى ايه وغيرهم من الوكالات الاميركية؟ - لا.. السى اى ايه وغيرها كانوا يحاولون مساعدتهم فى تأمين وجودهم وكانوا فى منطقة نسيت اسم هذه المدينة كان فيها بعض اليهود وكان هناك تواجد صغير للمراقبين، ولكن لم تكن مراقبة حقيقية للاتفاقية بين الطرفين. اننا نتحدث عن خارطة الطريق، وسوف نبدأ فى تنفيذ خارطة الطريق، دعونا نقول ان الامن قد استتب فى المنطقة الشمالية، الجزء الشمالى من غزة، وانسحب الاسرائيليون من كل مكان هناك واصبح كل شئ تحت امرة الفلسطينيين. حينئذ يصبح هذا مكان يمكن وضع بعض المراقبين فيه للتأكد من ان هذا الوضع سيستمر واذا نشأت اى مشاكل سيكون المراقبون هناك لمساعدة الجانبين فى حلها او على الاقل يكونوا حكما مستقلا فيما حدث، ان هذا ليس شيئا جديدا بل قديم وقد اعلن كلا الطرفين قبولهما وقال الاسرائيليون انهم على استعداد لقبول مراقبين من الولايات المتحدة. ـ لدي تعليق وسؤال، التعليق هو اننى لاحظت انكم تصرون على عزل عرفات، وفى رأيى ان هذا سوف يضعف قبضة عباس على الوضع فى فلسطين واعتقد انه ليس فى صالح عملية السلام اضعاف عباس واضعاف اساسه السياسى. والسؤال هو هل تريدون التعليق على هذا؟ - بالنسبة لعرفات فقد قررنا فى العام الماضى عندما اعلن الرئيس رؤيته فى خطاب انه ليس بوسعنا تحقيق هذه الرؤية بالعمل مع عرفات لانه قد اتيحت له العديد من الفرص على مدى سنوات لتحقيق هذه الرؤية ولكنه اخفق، ان تجربتى مع السيد عرفات كانت غير موفقة وصعبة، فعندما كنت هنا منذ عام مضى وكان عرفات محاصرا فى المقاطعة قلت له سوف نعمل لفك الحصار عن المقاطعة وبيت لحم لكن عليك ساعتها ان تعمل، يجب ان تتخذ اجراء ضد الارهاب ويجب ان تتخذ اجراء ضد العنف، وقلت له اذا لم تتغير واذا لم تبدأ فعلا فى قيادة شعبك فى الاتجاه الصحيح فستكون هذه اخر مرة يمكننى ان اتحدث اليك فيها لانك لا تقود شعبك فى الاتجاه الصحيح. وكسرنا حصار المقاطعة، وخرج ولم نر اى تغير فى اسلوبه وكان يتصرف بنفس الطريقة، ولهذا قررنا ان علينا ان ننتظر زعامة جديدة وذلك ما فعلناه/انتظرنا، وجاء الشعب الفلسطينى بالقيادة الجديدة ممثلة فى رئيس الوزراء عباس. السيد عرفات لايزال يستقبل الوفود، فوزير الخارجية اليونانى الذى يتولى رئاسة الاتحاد الاوروبى، سيلتقى به خلال يومين، كما سيلتقى به السيد سولانا، وفيشر «وزير خارجية المانيا» قابله منذ وقت غير طويل، اذن فهو ليس عاجزا عن توصيل رسالته الى الخارج وانا اعلم انه الزعيم المنتخب من الشعب الفلسطينى، وانا ايضا اعلم بالاحترام والاكبار الذى يكنه له الشعب الفلسطينى لأنه كان رمزا للجهاد طوال هذه السنوات، لكن نحن نعتقد انه ضيع الفرصة وفشل فى تحريك الشعب الفلسطينى ليقترب خطوة واحدة نحو دولة فلسطينية. أ.ش.أ

Email